اجتزاء في حديث رئيس الجامعة الأردنيّة حول "معركة الكرامة"

اجتزاء في حديث رئيس الجامعة الأردنيّة حول "معركة الكرامة"

  • 2021-03-24
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر"، وتطبيق "واتساب" مقطع "فيديو" لم يتجاوز 29 ثانية، يظهر فيه رئيس الجامعة الأردنيّة الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة وهو يلقي كلمة حول "معركة الكرامة"، ويشير إلى مشاركة "الروم" في "معركةٍ"، وهو ما ربطه الناشطون بمعركة الكرامة، زاعمين أنَّ القضاة يقصد مشاركة "الروم" في معركة الكرامة.

وتحقَّق "أكيد" من صحّة الفيديو المتداول، باعتبار أنَّ مقاطع الفيديو المتداوَلة بين المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي ليست ذات مصداقيّة، وقد تخضع للفبركة أو التحريف، نتيجة الاجتزاء، وهو ما توصّل إليه المرصد، إذ تبيَّن أن المقطع مجتزَأ من كلمة كاملة، عاد إليها "أكيد" للتحقّق من صحّة الحديث.

وتبيَّن لمرصد "أكيد" أنَّ حديث القضاة جاء خلال إشارته إلى مكانة الأرض التي قامت عليها معركة الكرامة، وهي منطقة الأغوار، وإشادته بدور الشهداء الذين دافعوا عن أرض الوطن، و"بين مقامات حملت الأوّلين"؛ إشارة إلى مقامات الصحابة في مناطق الأغوار الشمالية باعتبارها شواهد حيّة على تاريخ الأردن ومكانته في الفتوحات الإسلامية.

وذكر القضاة أنّ الأرض التي شهدت معركة الكرامة، شهدت أيضًا معركة بين الفرس والروم، وكانت نتيجتها انتصار الفرس على الروم وغلبوهم، مشيرًا إلى أنّ بمناسبتها جاء قول الله تعالى: " غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ"، وجاءت كلمة (أدنى) هُنا بمعنى؛ الأصغر والأقلّ والأقرب، وبالتالي فإنَّ المنطقة على سطح الأرض التي تتصف بهذه الصفات هي منطقة البحر الميت.

وأثار التفسير غير الصحيح للمقطع المُجتزَأ موجة من التنمُّر الإلكتروني طال شخص الدكتور القضاة، دون أن يخضع المقطع للتحقُّق من قِبل المستخدمين، وهو ما أخذ الكلام إلى غير السياق الذي جاء به، والأصل في هذه الحالات، أن يتم التحقق من الصور أو الفيديوهات التي يتم تداولها، قبل إعادة نشرها، والتحقق من المعلومات كما وردت من المصدر من دون زيادة أو نقص، ووضع الاقتباس في السّياق الذي قيل فيه.

ويُذكّر "أكيد" بضرورة نقل ما يحدث وما يقال كما حدث وكما قيل بالفعل وبأعلى درجات الأمانة وباستخدام التعبيرات التي قيلت من دون أي أحكام او تقييم، وتجنُّب تحريفه، والابتعاد عن التسبُّب بالألم أو الحرج أو إلحاق الضرر بالأشخاص المعنيّين بالأخبار إذا ما كان من الممكن أن تنقل الوقائع والحقائق للجمهور من دون التسبُّب بهذا الضرر أو الحرج.