46 شائعة في كانون الأوّل والإعلام يروّج لـ 17 منها بنسبة 37%

46 شائعة في كانون الأوّل والإعلام يروّج لـ 17 منها بنسبة 37%

  • 2019-12-30
  • 12

أكيد- آية الخوالدة – انخفض عدد الشائعات خلال شهر كانون الأوّل من العام الجاري 2019 إلى 46 شائعة، مسجّلًا بذلك انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالشهر الماضي، حيث كانت في شهر تشرين الثاني 54 شائعة.

الإعلام ما زال يلعب دورًا كبيرًا في ترويج الشائعات، حيث بلغ عددها خلال شهر كانون الأوّل 17 شائعة بنسبة 37 بالمئة، وهي نسبة مشابهة لشهر تشرين الثاني الماضي حين كانت 19 شائعة بنسبة 35.1 بالمئة.

وتصدّرت الشائعات المتعلّقة بالشَّأن السِّياسي والشَّأن الاقتصادي، حيث وصل عدد كلٍّ منها إلى 12 شائعة بنسبة 26 بالمئة، فيما أفرَدَ "أكيد" خلال هذا الشهر جزءًا من الموضوعات للشائعات المتعلقة بالشَّأن الصِّحي والتي وصل عددها إلى 7 شائعات بنسبة 15.2 بالمئة نظرًا للشائعات التي رافقت مرض الانفلونزا الموسميّة H1N1.   

 مصدر الإشاعة حسب الجهة

تناول الرَّصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة، 43 شائعة من حجم الشائعات لشهر كانون الأول، وبنسبة بلغت 93.5 بالمئة، فيما صدرت 3 شائعات عن الجهات الخارجيّة وبنسبة بلغت 6.5 بالمئة.

 

 

 مصدر الشائعة حسب وسيلة النشر

تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 29 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة 63 بالمئة، من بينها 28 شائعة من منصّات التواصل الاجتماعيّ المحليّة وبنسبة 96.5 بالمئة، فيما صدرت شائعة واحدة من صفحات لمواطنين أردنيّين مقيمين في الخارج وبنسبة 3.5 بالمئة.

وبلغ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام 17 شائعة وبنسبة بلغت 37 بالمئة، صدرت 15 منها عن وسائل الإعلام المحليّة وبنسبة بلغت 88.2 بالمئة، فيما صدرت شائعتين عن وسائل إعلام عبريّة واقليميّة وبنسبة بلغت 11.8 بالمئة.

 

مضامين الشَّائعات

شكّلت الشَّائعات التي تناولت الشَّأن الاقتصادي والسِّياسي النسبة الأعلى وبواقع 12 شائعة لكل منها وبنسبة بلغت 26 بالمئة، فيما بلغ عدد شائعات الشأن الاجتماعي 10 شائعات وبنسبة 21.8 بالمئة، والقطاع الصحيّ 7 شائعات وبنسبة 15.2 بالمئة، فيما بلغ عدد الشائعات التي تناولت الشَّأن الأمني؛ 5 شائعات وبنسبة بلغت 11 بالمئة.

 انتقال الشائعات من التواصل الاجتماعي إلى الإعلام

انتقلت شائعتان خلال شهر كانون الأول من مواقع التَّواصل الاجتماعيّ إلى المواقع الإخباريّة وبنسبة بلغت 4.3 بالمئة، وهي نسبة منخفضة بشكل كبير مقارنة بشهر تشرين الثاني حيث بلغت 6 شائعات وبنسبة بلغت 11.1 بالمئة.

ومن بين الشَّائعات التي انتقلت من منصّات التَّواصل الاجتماعيّ إلى وسائل إعلام، ما نُشر على لسان وزير العمل نضال البطاينة نيّة الحكومة رفع الحد الأدنى للأجور لتصبح 280 ديناراً أردنيّاً، حيث نفت الوزارة أيّة تصريحات رسميّة بهذا الشأن.

كما نشرت وسائل إعلامية محليّة صور وفيديوهات بصورة "عاجل" حول وقوع حادث تصادم بين عدة مركبات داخل نفق عبدون، واتضح أنه قديم من خلال توضيح أصدرته مديرية الدفاع المدني.

أبرز الشائعات وفق موضوعاتها

من أبرز الشائعات التي رصدها "أكيد"، وانتشرت بشكل واسع عبر المنصّات الاجتماعيّة والوسائل الإعلاميّة، وفقاً للموضوعات التي اعتمدها الرصد:

الشائعات الاقتصاديّة: ومن أبرزها خلال شهر كانون الأول، ما تداوله روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عن إعلان لمؤسسة الضمان الاجتماعي تدعو فيه طلاب الجامعات الحكومية، ممّن يمتلك والده اشتراك قديم بالضمان الاجتماعي، التوجّه إلى مكاتب الضمان للحصول على رسوم وأقساط 15 ساعة، الأمر الذي نفته المؤسّسة.

ومن الشَّائعات المتعلقة بالشأن الاقتصادي، بيع حصص من منتجعات في مدينة العقبة لمواطنين، حيث نفت دائرة الأراضي صحّة هذه المعلومات، مؤكدة أنّ عمليّة شراء أي عقار يجب أن تتم بموجب سندات تسجيل صادرة من دائرة الأراضي والمساحة، وأي اتفاقيّة بيع خارجية تُعدّ باطلة ولا يُعتدّ بها. 

كما نفت وزارة الزراعة "بيع أراض في ضانا لمستثمر أجنبي"، موضحة أنّ القانون والتعليمات تمنع بيع أو مبادلة الأراضي الحرجية إلا للمنفعة العامة والتي تتمّ من خلال موافقات رسمية، وتُعدّ أراضي ضانا خاصة بالجمعيّة الملكيّة لحماية الطبيعة والتصرّف فيها يحتاج إلى قرار من رئاسة الوزراء.

الشَّائعات السِّياسيّة: من أبرز الشائعات السياسيّة التي انتشرت خلال شهر كانون الأوّل، ما نشرته وسائل إعلاميّة محليّة عن الإفراج عن عوني مطيع بكفالة عدلية، ونفتها جهات رسميّة مؤكدة أن لا نيّة لدى محكمة أمن الدولة بتكفيل المتهم.

ونفت وزارة المياه والري ما نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن فشل وساطة أمريكية مع الجانب الاسرائيلي حول مشروع ناقل البحرين، مؤكدة أنّه لا يوجد أي وساطة حول المشروع.

ونشرت وسيلة إعلام أجنبية ناطقة باللغة العربيّة نفياً على لسان المتحدّث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي معلومات متداوَلة عن وصول 500 آلية عسكرية أمريكية إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار قادمة من الأردن

مواقع إعلاميّة محليّة نشرت نقلاً عن صحيفة إسرائيلية خبرًا بعنوان، منع الأردن مسؤولين إسرائيليين من دخول أراضيها بسبب لباسهم الديني، حيث نفى مصدر رسمي وجود أيّة تغييرات تتعلق بتعليمات دخول الإسرائيليين إلى أراضي الأردن، ولم يجر أية مباحثات بين الطرفين حول دخول الإسرائيليين إلى الأردن أو العكس.

الشائعات الاجتماعيّة: ومن الشائعات التي انتشرت بشكل واسع خلال شهر كانون الأوّل، ما تعلّق بحالة الطقس وتوقعات سقوط الثلوج، حيث نفت دائرة الأرصاد الجوية أيّة صحة للمعلومات المتداوَلة عن سقوط الثلوج خلال منخفض شهدته المملكة بداية شهر كانون الأوّل.

ونشرت وسائل إعلام محليّة معلومات عن قيام الجامعات الأوكرانية فصل مئات الطلبة الأردنيين، الأمر الذي نفته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، موضحة أنّ وزارة التربية والعلوم الأوكرانية طلبت من خرّيجي الجامعات، وممّن يتابعون دراستهم في تلك الجامعات، ويحملون شهادات توجيهي من المدارس العربيّة غير المرخّصة في أوكرانيا، بتزويدها بالإثباتات الأكاديميّة المصدقة حسب الأصول.

وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعيّ مقطع فيديو لأصوات غريبة على أنها صادرة عن حوت أزرق على شواطئ مصر وخليج العقبة، لكنها معلومات غير صحيحة، حيث يوضح  موقع "سنوبس" الأمريكي المختصّ بمراجعة الأساطير العصريّة، والشائعات على الإنترنت، أنّ الحيتان تستخدم موجات صوتية يُتعذر على البشر سماعها دون أجهزة خاصة.

ومن الشائعات التي تعلقت بالشَّأن الاجتماعي ما نشرته وسائل إعلام محليّة بشكل خاطئ على لسان وزير التربية والتعليم في معرض ردّه على سؤال من الأعيان أثناء مناقشة الموازنة، حول كلفة الطالب على الحكومة، حيث أخرجت بعض الوسائل الإعلامية سياق إجابة الوزير على أنه توجّه للحكومة تجاه خصخصة وزارة التربية والتعليم، فيما نفى أمين عام الوزارة صحّة ذلك.

الشائعات المتعلّقة بالقطاع الصحي: من الشائعات التي تعلّقت بالشأن الصحيّ وانتشرت خلال شهر كانون الأوّل، ما نشرته وسائل إعلاميّة محلية حول إعفاء الفقراء الذين يقلّ دخلهم عن 300 دينار أردني من مصروفات التأمين الصحي، والتي نفاها وزير الصحة مؤكداً عدم وجود أيّة اتفاقيات وقرارات بهذا الشأن.

كما انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرات مغلوطة عن انتشار مرض الليشمانيا من خلال الكلاب والقطط، والذي نفته بدورها وزارة الزراعة، موضحة أنّ المعلومات المتداوَلة عارية عن الصحّة ولا وجود لأيّة إصابات بهذا المرض.

ومن بين الشائعات التي تعلقت بمرض "الإنفلونزا الموسميّة H1N1"، ما نُشر عن رفض استقبال أحد المستشفيات مريض انفلونزا، ونفتها وزارة الصحّة عبر بيان صحفيّ.

ونفت وزارة الصحة وفاة أربعة أشخاص من عائلة واحدة بمرض "الإنفلونزا الموسميّة H1N1 " في محافظة الزرقاء، موضحة في بيانها الصحفيّ أنّ سبب الوفاة التهاب رئويّ حادّ وأمراض أخرى لا علاقة لها بالإنفلونزا.

وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعيّ رسائل واتس أب تفيد أنّ سبب الإنفلونزا الموسميّة خنازير برية تسلّلت إلى الأردن عن طريق إحدى دول الجوار، حيث تحقق منها "أكيد" موضحاً أنّ "إنفلونزا H1N1 " تنتقل من شخص لآخر في موسم الشتاء، بالطريقة ذاتها التي تنتقل فيها الإنفلونزا الموسميّة العاديّة، ولا علاقة للحيوان فيها لا سيّما أنها تنتشر عبر الهواء ولا تقتصر على بلد محدّد.

الشائعات الأمنيّة: نفت الجهات الأمنيّة عدّة شائعات خلال شهر كانون الأوّل، من أبرزها ما نشرته وسائل إعلام محليّة عن عثور سائق تكسي على مبلغ مالي كبير وتسليمه لرجال الأمن العام، حيث نفت الجهات الأمنيّة صحّة ذلك، مؤكدة أنه لم يرد لأيّ من الوحدات الشرطيّة بلاغاً بفقدان أيّة مبالغ ماليّة كبيرة، وأنّ الشخص المعنيّ اختلق الأمر بغية الحصول على تكريم من مدرائه.

معلومات وأحداث قديمة، تمّ تداولها على أنَّها حديثة، مثل صور وفيديوهات لحادث تصادم بين مجموعة من المركبات داخل نفق عبدون، وانتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، نفت صحّته مديريّة الدفاع المدني.

كما نفت الأجهزة الأمنيّة صحّة فيديو تمّ تداوله بشكل واسع عبر التواصل الاجتماعيّ عن وقوع انفجار سيارة غاز في منطقة صويلح، حيث إنّ هذه الحادثة قديمة تعود للعام 2012.

وتسرّعت وسائل إعلام محليّة في تغطيتها لحادث سير وقع على الطريق الصحراوي بين حافلة ركوب، وقلاب، ومركبة صغيرة، حين ذكرت عدد الإصابات ووقوع حالة وفاة، الأمر الذي نفته مديريّة الدفاع المدني مؤكّدة عدم وجود وفيّات من بين الإصابات.

ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها يتسبّب في نشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة وبالتالي ترويج الشائعات.

من هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.

وطوّر "أكيد" مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيّاً، أو مكتوباً، أو حتى مسموعاً، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.

يُذكَر أنّ "أكيد" قام بتطوير منهجيّة لرصد الشائعات، حيث تمّ تعريف الشائعة بأنّها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ".

وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة.. وغيرها، ولكن هذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة، ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.