67 شائعة في شهر آذار .. وفيروس "كورونا" يتصدّرها بنسبة 64%

67 شائعة في شهر آذار .. وفيروس "كورونا" يتصدّرها بنسبة 64%

  • 2020-03-31
  • 12

أكيد- آية الخوالدة –شهدت شائعات شهر آذار من العام الجاري 2020، ارتفاعًا ملحوظًا؛ بسبب التَّطورات الحاصلة على فيروس "كورونا" المستَجدّ في الأردن، وظهور الحالة المصابة الأولى بداية الشَّهر، وتواصل زيادة عدد الحالات والشائعات المرتبطة بها، وصولًا إلى إعلان قانون الدِّفاع وصدور ثلاثة أوامر دفاع تضمنت حظر التَّجوال ووضع قيود على التنقل والإقامة لمنع انتشار الوباء.

وتتبّع "أكيد" حركة تكوين الشَّائعات وانتشارها، وسجَّل شهر آذار 67 شائعة، محقِّقًا بذلك ارتفاعًا كبيراً مقارنة بشهري شُباط وكانون الثاني، حيث بلغت في شُباط 31 شائعة،  وفي كانون الثَّاني 30 شائعة. 

وتراجع دور الإعلام في ترويج الشَّائعات لشهر آذار، وتصدَّرت وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك، خصوصًا "واتس اب وفيسبوك"، حيث روَّج الإعلام 12 شائعة، بنسبة 18 بالمئة، فيما صدَر عن مواقع التَّواصل 55 شائعة بنسبة 82 بالمئة.

ونظرًا لتمحور معظم شائعات شهر آذار حول تداعيات فيروس "كورونا" في الأردن وما تبعها من إجراءات رسمية، فقد بلغ عدد الشَّائعات المتعلقة بالقطاع الصِّحي 43 شائعة بنسبة بلغت 64 بالمئة.

 مصدر الإشاعة حسب الجهة

تناول الرَّصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة بلغ 57 شائعة من حجم الشَّائعات لشهر آذار، وبنسبة بلغت 85 بالمئة، فيما صدرت 10 شائعات عن الجهات الخارجيّة وبنسبة بلغت 15 بالمئة.

 

مصدر الشَّائعة حسب وسيلة النشر

تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 55 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة بلغت 82 بالمئة، صدر 49 منها من منصات التواصل المحليّة، بينما توزعت السِّت الأخرى على مصادر خارجية، بينما كانت شائعة واحدة صادرة من صفحات مواطنين أردنيّين مقيمين في الخارج، و5 شائعات أخرى صدرت من مواقع تواصل عربية.

وبلغ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام 12 شائعة وبنسبة بلغت 18 بالمئة، صدرت 8 منها عن وسائل الإعلام المحليّة، فيما صدرت 4 شائعات عن وسائل إعلام عربيّة.

 

مضامين الشَّائعات

شكّلت الشَّائعات التي تناولت الشَّأن المتعلق بالقطاع الصحي النِّسبة الأعلى بواقع 43  شائعة وبنسبة بلغت 64 بالمئة، فيما تساوى عدد الشائعات التي تناولت الشَّأن الاجتماعي والأمني، وبلغ عدد كلِّ منها 8 شائعات بنسبة 12 بالمئة لكلٍّ منها، والشَّائعات حول الشَّأن السِّياسي 6 شائعات بنسبة 9 بالمئة، فيما حصلت الشَّائعات حول الشَّأن الاقتصادي على النَّصيب الأقل بعدد شائعتين وبنسبة 3 بالمئة.

انتقال الشائعات من التواصل الاجتماعي إلى الإعلام

انتقلت 6 شائعات خلال شهر آذار من مواقع التَّواصل الاجتماعيّ إلى المواقع الإخباريّة، وبنسبة بلغت 9 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بشهر شباط الماضي، حين انتقلت 3 شائعات من التواصل الاجتماعي إلى الإعلام وبنسبة بلغت 12 بالمئة.

ومن بين الشَّائعات التي انتقلت من منصّات التَّواصل الاجتماعيّ إلى وسائل إعلام، ما نشرته مواقع إخبارية محلية عن تعرض الرجال المتعافين من فيروس كورونا للعقم، الأمر الذي تحقق منه "أكيد" وتبين أنَّها معلومات غير دقيقة، واستندت إلى مقترح للبحث وليس إلى تجارب علمية مثبتة.  

ونشرت وسائل إعلام محليّة نقلًا عن التَّواصل الاجتماعي كُتبًا مُسرَّبة لإجراءات حكومية حول التزود بالمواد التموينية، وإيصالها إلى المواطنين بعد إعلان حظر التجول، الأمر الذي نفاه رئيس الفريق الوزاري؛ لاستمرارية العمل، نضال البطاينة موضحًا أنَّ كلَّ ما نُشر ليس له أساس من الصحة، وسيتم الإعلان عن الإجراءات الجديدة من خلال الناطق الإعلامي باسم الدولة، والوزراء المسؤولين، من خلال المؤتمرات الصَّحفية في مركز إدارة الأزمات.

أبرز الشائعات وفق موضوعاتها

ومن أبرز الشَّائعات التي رصدها "أكيد"، وانتشرت بشكل واسع عبر المِنصّات الاجتماعيّة والوسائل الإعلاميّة، وفقًا للموضوعات التي اعتمدها الرَّصد:

الشائعات المتعلّقة بالقطاع الصحي:

تنوّعت الشائعات المتعلقة بفيروس "كورونا" المستجدّ وما تبعه من تداعيات وإجراءات في شهر آذار، حيث رصد "أكيد" 16 شائعة تعلقت بمعلومات طبية مُفبركة ومضلّلة، ومنها: ارتداء القفازات المطاطية في الأماكن العامة يمنع الإصابة بفيروس "كورونا"، وفيروس "كورونا" ينتقل عن طريق الحيوانات الأليفة، وشرب الماء الدافئ كل 15 دقيقة يُبطل مفعول فيروس "كورونا"، وأجهزة تجفيف اليد فعالة في الوقاية من الاصابة بفيروس "كورونا"، والتي أعدّ مرصد "أكيد" حولها حملة "الإشاعة والحقيقة" وقدَّم المعلومات الصَّحيحة بشأنها، مستنداً إلى البيانات والمعلومات التي تقدمها منظمة الصِّحة العالمية.

 

 

وصدرت 18 شائعة عن حالات مصابة بفيروس "كورونا" في أنحاء مختلفة من الأردن، تم نفيها جميعها، مثل ثلاث حالات مُصابة بالفيروس في مستشفى الأمير هاشم في العقبة، اصابة شخص بفيروس كورونا في مستشفى الملكية علياء العسكري، اخلاء قسم الباطنية في مستشفى البشير بسبب إصابة عائلة مع خادمتهم، اصابة شخص بفيروس كورونا في المنطقة الحرة في الزرقاء، بالإضافة إلى إصابة رئيس الوزراء عمر الرزاز بالفيروس.

وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي 5 تسجيلات صوتية، نقلت معلومات مفبركة وغير صحيحة، منها: تسجيل صوتي لسيدة حول اعلان حالة الطوارئ في الأردن ومن ثم قدمت اعتذارها وأن التسجيل كان عبارة عن دعابة بين أفراد عائلتها، فيما نشر أحد الأشخاص تسجيلاً صوتيّاً عن وفاة أحد اقاربه وتجمهر المئات أمام طوارئ مستشفى الزرقاء الجديد، وتسجيل صوتي لسيدة ادَّعت فيه إصابة أحد العمّال في أحد مخابز مرج الحمام وتوّلت الأجهزة الأمنية نقله إلى المستشفى، وهو ما نفت صحته الأجهزة الأمنيّة.

ورصد "أكيد" تداول عدة مقاطع مصوّرة، منها لأشخاص مصابين بالإعياء في الشَّارع العام على أنَّهم مصابون بفيروس "كورونا"، ونشرت بعض المواقع الإخبارية المحلية نقلاً عن التواصل الاجتماعي فيديو لنقل مصابة بالفيروس إلى مستشفى الأمير حمزة، والذي اتضح فيما بعد أنه جزء من برنامج تلفزيوني حول الإجراءات الصحية لنقل المصابين إلى المستشفيات.

الشائعات الاقتصاديّة:

من أبرز الشَّائعات الاقتصادية خلال شهر آذار، ما تداوله روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية حول قرار قطع الانترنت عن الأردن كأجراء للتعامل مع تداعيات الفيروس كورونا، الأمر الذي نفته وزارة الاقتصاد والريادة الرقمية، موضحة أنَّ بعض الوسائل الإعلامية أساءت فهم تصريح الوزير حول توقّع زيادة في الضَّغط على خدمة الإنترنت وليس انقطاعها.

ونشرت مواقع إخبارية محلية خبرًا حول قدوم باخرة على متنها 4 الاف شخص قادمة من مصر إلى الأردن، الأمر الذي نفاه مدير عام الهيئة البحرية المهندس محمد سلمان.

الشَّائعات السِّياسيّة: 

وكانت أبرز الشائعات السياسيّة التي انتشرت خلال شهر آذار، ولم تتعلق بفيروس "كورونا"، ما تمَّ تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن نية وزير الشباب فارس بريزات الترشح للانتخابات النيابية القادمة، الأمر الذي نفاه البريزات، موضحًا أنَّ المعلومات لا صِحّة لها على الإطلاق.

ومن بين الشَّائعات التي انتشرت بسبب فيروس "كورنا" وتعلَّقت بأمن الدولة وسلامتها، تسجيل صوتي لسيدة ادَّعت فيه اعلان حالة الطوارئ في الأردن بسبب فيروس كورونا، الأمر الذي تسبّب ببث القلق والهلع بين المواطنين والمقيمين في الأردن، ومن ثم وجّهت مطلقة الشائعة اعتذارًا عن التَّسجيل الصوتي الذي كان على شكل دُعابة بين أقاربها.

ونفت السَّفارة الأردنية في القاهرة ما تم تداوله عبر التواصل الاجتماعي حول حصر أعداد المواطنين المتواجدين في مصر تمهيدا لإجلائهم إلى المملكة من مقيمين وطلاب وزوّار، موضحة أنها لم تتلق أية تعليمات رسمية بهذا الشَّأن.

وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عبر تطبيق "واتس اب"، رسائل مفادها إعلان  الحكومة حظر التَّجوال منذ صباح يوم السَّبت الموافق 28 الشهر الجاري، الأمر الذي نفاه النَّاطق باسم الحكومة خلال مؤتمر صحفي يعقده يوميًا، مشيرًا إلى نيّة الحكومة ملاحقة مطلقي هذه الشائعات ومحاسبتهم قانونيًا.

 

الشائعات الاجتماعيّة: 

ومن الشائعات التي انتشرت بشكل واسع خلال شهر آذار، ما تم تداوله من قِبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي لصور أماكن تسوق تجارية مزدحمة بالمواطنين لحظة شراء المواد التموينية، ونشرتها وسائل إعلام محلية وعربية على أنَّها في الأردن، بينما حدثت في المغرب.

وتمَّ تداول عدة شائعات متعلقة بالتَّعليم أهمها إسقاط الفصل الدراسي الثاني في الجامعات والمدارس، بالإضافة إلى ما نشرته عدة مواقع إخبارية محلية عن صدور قرارات بشأن موعد وشكل الامتحان التقييمي الالكتروني للطلبة، والتي نفاها وزير التربية والتعليم.

وتناقلت صفحات على موقع التَّواصل الاجتماعي "فيسبوك" خبرًا منسوبًا لمفتي عام المملكة مفاده أنَّ الطَّلاق خلال أيام حظر التَّجول يقع باطلًا، الأمر الذي نفاه المفتي عبر الوسائل الإعلامية.  

الشَّائعات الأمنيّة: 

نفت الجهات الأمنيّة عدّة شائعات خلال شهر شباط، ومن أبرزها مقاطع فيديوهات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لأحداث أمنية في محافظة عجلون على أنَّها حصلت مؤخرا، نفاها الأمن العام محذرا من إعادة تداولها.

ونفت الأجهزة ذاتها عدة شائعات من بينها، خرق محافظة الطفيلة لحظر التّجوال، وإصابة شخص بفيروس "كورونا" في أحد مخابز مرج الحمام، ومحاصرة المكان من قبل الأجهزة الأمنية ونقل المصاب الى المستشفى، بالإضافة الى صور ومقاطع مصورة  منشورة عبر التواصل الاجتماعي تُظهر هروب عدد من المحجور عليهم في أحد فنادق العاصمة عمَّان، وأوضحت الأجهزة الأمنية أنهم قاطنو الفندق وفضلوا مغادرته بمجرد وصول المحجورين من المطار.

وتمَّ تداول رسالة عبر تطبيق "واتس أب" تحذر من مجموعات تعقِّم البيوت بهدف سرقتها، الأمر الذي تحقَّق منه "أكيد" ونفت صحته الأجهزة الأمنية، مؤكدة عدم ورود أية شكاوى بخصوص ذلك.

ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها يتسبّب في نشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة وبالتالي ترويج الشائعات.

من هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.

وطوّر "أكيد" مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيّاً، أو مكتوباً، أو حتى مسموعاً، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.

ويُذكَر أنّ "أكيد" قام بتطوير منهجيّة لرصد الشائعات، حيث تمّ تعريف الشائعة بأنّها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ".

وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة.. وغيرها، ولكن هذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة، ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.