60 شائعة في تشرين الثّاني ... والشّائعات الصحيّة تتصدّر من جديد

60 شائعة في تشرين الثّاني ... والشّائعات الصحيّة تتصدّر من جديد

  • 2020-11-30
  • 12

أكيد – دانا الإمام

شهدت شائعات شهر تشرين الثّاني ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بشهر تشرين الأوّل الماضي، إذ سجّل تشرين الثّاني 60 شائعة، مقارنةً بـ 53 شائعة في تشرين الأوّل.

اللافت للنظر في شائعات شهر تشرين الثّاني ارتفاع عدد الشّائعات التي تخصّ القطاع الصحيّ، إذ بلغ عددها 20 شائعة وبنسبة 33 بالمئة، مقارنة بـ 14 شائعة صحيّة شكّلت ما نسبته 26 بالمئة من شائعات شهر تشرين الأوّل. ويعزو مرصد "أكيد" ذلك إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" لأرقامٍ قياسيّةٍ، تجاوزت 5 آلاف حالة في عدّة أيّام خلال الشّهر، وقاربت 8 آلاف حالة في أحد الأيّام خلال تشرين الثّاني.

وتكرّرت شائعاتٌ حول قُرب إعلان حظر تجوال شامل ما بين يومين، وأسبوعين، وثلاثة أسابيع وشهر، وهو ما نفته الحكومة والأجهزة الأمنيّة أكثر من 7 مرّات مُختلفة.

 

مصدر الإشاعة حسب الجهة

تناول الرَّصد عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة، 56 شائعة من حجم الشَّائعات لشهر تشرين الثّاني، وبنسبة 93 بالمئة، فيما صدرت 4 شائعات عن جهات خارجيّة بنسبة 4 بالمئة.

مصدر الشائعة حسب وسيلة النشر

تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 42 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة 70 بالمئة، صدرت 41 شائعة منها عن مِنصَّات التواصل المحلية بنسبة قاربت 98 بالمئة، بينما انتشرت شائعة واحدة عبر هذه المنصّات من مصادر خارج الأردنّ بنسبة 2 بالمئة.

وبلغ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام 16 شائعة وبنسبة بلغت 27 بالمئة، صدرت 14 منها عن وسائل إعلام محليّة بنسبة بلغت 87.5 بالمئة، بينما روّجت وسائل إعلام خارج الأردن لشائعتين بنسبة 12.5 بالمئة.

رصد "أكيد" خلال شهر تشرين الثّاني شائعتين صدرتا عن مصادر رسمية وبنسبة بلغت 3 بالمئة، إذ تم تداولهما على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية، وتم تصويبهما من قبل الجهات الرّسمية.

مضامين الشَّائعات

بلغ عدد الشَّائعات التي تناولت القطاع الصحّي النسبة الأعلى بواقع 20 شائعة، وبنسبة 33 بالمئة، تلتها شائعات القطاع الأمنيّ بواقع 15 شائعة شكّلت ما نسبته 25 بالمئة من إجمالي الشّائعات. وبلغ عدد الشائعات التي تناولت الشأن الاقتصاديّ 9 شائعات وبنسبة 15 بالمئة، تلتها الشّائعات التي تناولت الشأنّ السّياسيّ بواقع 7 شائعات وبنسبة 12 بالمئة من إجمالي الشّائعات. فيما بلغ عدد الشائعات الاجتماعيّة 6 شائعات وبنسبة 10 بالمئة، وسجّلت شائعات الشأن العام النسبة الأقل بواقع 3 شائعات وبنسبة 5 بالمئة.

انتقال الشائعات من التواصل الاجتماعي إلى الإعلام

انتقلت 3 شائعات خلال شهر تشرين الثّاني من مواقع التَّواصل الاجتماعيّ إلى المواقع الإخباريّة وبنسبة بلغت 5 بالمئة، وهي نسبة مقاربة للشائعات التي انتقلت إلى الإعلام في شهر تشرين الأوّل بواقع 4 شائعات شكّلت 7.5 بالمئة من إجمالي شائعات تشرين الأوّل.

ونشرت مواقع إخبارية محليّة نقلاً عن مواقع التواصل الاجتماعيّ، معلومات غير صحيحة عن نيّة الحكومة إعادة فتح مركز حدود جابر، وهو ما نفته وزارة الدّاخليّة، وأكّدت أنّه لم يصدر أيّ قرارٍ حكوميّ حيال الموضوع حتّى تاريخه، ودعت المواطنين إلى أخذ المعلومات من مصادرها الرّسمية.

كما وقع موقع إخباري محليّ في مخالفة مهنيّة بنشر معلومة متداولة على التواصل الاجتماعي حول نيّة شركة الكهرباء الاردنية بدء رهن عقارات أصحاب الذّمم من المستهلكين بالتّوافق وبيعها في المزاد العلني، وهو ما سيجبر الكثير من المتعثرين على رهن ممتلكاتهم مُقابل استمرار خدمة الكهرباء. من جانبها، نفت شركة الكهرباء صحّة ما تمّ تداوله حول إضافة غايات فرعيّة جديدة للشركة والتي تتمثّل بقبول الضمانات والرهن، وأكّدت أنّ "الرّهن لم ولن يمسّ بأيّ حال من الأحوال بالمشتركين".

 

أبرز الشائعات وِفق موضوعاتها:

من أبرز الشائعات التي رصدها "أكيد"، وانتشرت بشكل واسع عبر المنصّات الاجتماعيّة والوسائل الإعلاميّة، وِفقاً للموضوعات التي اعتمدها الرصد:

شائعات "الشأن العام":

خصّص مرصد "أكيد" منذ بداية شهر أيّار تصنيفاً جديداً لمواضيع الشائعات التي تتعلق بقضايا الشّأن العام، مثل القضايا المتعلقة بالتربية والتعليم، والتعليم العالي، والقطاع النقابيّ، والقرارات التي تخصّ الأعياد الرسميّة والوطنيّة.

ومن الشائعات التي تداولتها المواقع الإخبارية وانتشرت في شهر تشرين الثّاني ونالت اهتماماً كبيراً، ما تعلقت بقطاع التّربية والتّعليم، إذ نشرت وسيلة إعلاميّة خبراً مفاده أنّ وزير التّربية والتّعليم تيسير النّعيميّ "توعّد الأمّهات بالحزم وألقى اللوم عليهن" مُعّللةً ذلك بأنّ 38 بالمئة من طلبة المدارس لا يدخلون منصّة درسك للتعليم عن بُعد. ونفت الوزارة في بيان ما تمّ تداوله، موضّحةً أنّ ما صرح به الوزير هو 62 بالمئة من الطّلبة دخلوا إلى المنصّة خلال فترة مُحدّدة بشكل يومي دون أي انقطاع، لكنّ هذا لا يعني أن النسبة الأخرى وهي 38 بالمئة لم يدخلوا للمنصة بتاتاً، وإنما كانوا يدخلون بمعدل 3 أو 4 أيام في الأسبوع.

ومن الشائعات التي نفتها الجهات الرسميّة، معلومة غير صحيحة نشرها موقع إلكترونيّ محليّ عن قرار وزارة التعليم العالي بعقد الفصل الدّراسي الثاني للجامعات إلكترونيًّا، إذ نفى الناطق الإعلامي باسم الوزارة مهند الخطيب صحّة هذه المعلومة، مُبيّناً أنّ الوزارة لم تقرر بعد إمكانية عودة التّعليم الوجاهي في الجامعات، وأكّد أنّ الحالة الوبائيّة ستكون الفيصل باتخاذ مثل هذه القرارات.

 

الشائعات الصحيّة:

تنوّعت الشَّائعات المتعلقة بفيروس "كورونا" المستجدّ وما تبعه من تداعيات وإجراءات في شهر تشرين الثّاني، إذ رصد "أكيد" ما مجموعه 20 شائعة تخصّ القطاع الصّحيّ، تمحورت حول أعداد الإصابات المسجّلة بكورونا، وتفصيلات تتعلّق بتسجيل إصابات بين عاملين في مصنع في محافظة العقبة وإصابة شخصيّات عامّة بالفيروس، ومن هذه الشائعات ما نشرته وسيلة إعلام عن امتلاء 99.9 بالمئة من الأسرّة المُخصّصة لمصابي فيروس "كورونا" في المستشفيات الحكوميّة في مُحافظة إربد، وما نشرته وسائل إعلام حول إصابة أسيرين أردنيين في السُجون الإسرائيليّة بفيروس "كورونا"، وما انتشر حول تسجيل 9 آلاف إصابة بالفيروس يوم الأربعاء الموافق 18 تشرين الثّاني، وذلك قبل الإعلان الرّسمي عن أرقام الإصابات في الإيجاز الحكوميّ اليوميّ، وتم نفيها جميعها.

كما نفى أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة الدكتور وائل هياجنة، توقّعات تمّ تداولها على وسائل التّواصل الاجتماعيّ تُفيد بازدياد كبير بعدد إصابات فيروس "كورونا" بعد إجراء الانتخابات النّيابيّة، مفيداً أنّ الانتخابات لم تتسبب بقفزات وبائية لكورونا في الأردن.

ونفى مدير مستشفى الأمير حمزة الدكتور ماجد نصير صحّة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول استخدام اللقاح الإماراتي الصيني على أي مريض بفيروس "كورونا" في جميع مستشفيات المملكة، موضّحاً أنّ اللقاح غير متاح أصلاً للاستخدام وغير موجود في المستشفيات، وهو غير مُدرَج ضمن البروتوكول العلاجيّ لمرضى "كورونا" في الأردن.

ومن المعلومات المغلوطة التي تعلقت بالقطاع الصحيّ ونفتها الحكومة، ما نقلته وسائل إعلام عن تسجيل حالات إصابة بالفيروس في مصنع في مدينة العقبة، إذ نشرت وسائل إعلام أنّ المصنع مُخصّص لتصنيع الكمامات، وأنّه تم تسجيل أكثر من ألفيّ إصابة في يوم واحد في المصنع، وهو ما نفته جهات رسميّة، وبيّنت أنّ المصنع هو مصنع ملابس بالأصل، وكان قد صنع مجموعة من الكمامات في شهر آذار استثنائيّا وتبرّع بها للحكومة، وتوقّف بعد ذلك عن تصنيعها، وأنّه تم تسجيل نحو 1600 إصابة فقط فيه.

 

الشائعات الأمنيّة: 

نفت الجهات الأمنيّة والحكوميّة عدّة شائعات خلال شهر تشرين الثّاني تعلّقت بنيّة فرض حظر تجوال شامل لفترات مُتفاوتة. اللافت للانتباه خلال شهر تشرين الثّاني هو تكرار انتشار هذه الشّائعة لـ 7 مرّات بتواريخ مُختلفة، ففي بداية الشّهر نفت الحكومة شائعة انتشرت عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ عن مجموعة إجراءات للتّعامل مع حالة التّفشّي المجتمعيّ لفيروس "كورونا"، ومنها فرض حظر تجوال شامل لمدّة يومين أسبوعيّا، وتقليل ساعات السّماح بخروج المواطنين ومنع التنقّل بين المُحافظات، وهو ما نفته الحكومة عبر منصّة "حقّك تعرف" التّابعة لرئاسة الوزراء.

كما انتشرت شائعة عن نيّة الحكومة إعلان حظر تجوال شامل لفترة طويلة تلي يوم الانتخابات النيابيّة، لفترة تطول أكثر من الأربعة أيّام التي أعلنت عنها الحكومة مُسبقاً، وهو ما نفاه وزير الصحّة الدّكتور نذير عبيدات. وأكّدت الحكومة على لسان وزير الدّولة لشؤون الإعلام النّاطق الرّسمي باسم الحكومة علي العايد، أنّ الحكومة لم تتّخذ قراراً بخصوص فرض حظر شامل، مؤكّدا استمرار العمل بالإجراءات المُعلنة مُسبقاً.

ومن الشائعات التي تعلقت بالشَّأن الأمني، ما تداوله مستخدمو وسائل التّواصل الاجتماعيّ حول إحالة مدير مديريّة الأمن العام اللواء الرّكن حسين الحواتمة إلى التّقاعد، من أجل ترشيحه لتوليّ حقيبة وزارة الدّاخليّة خلفاً للوزير توفيق الحلالمة الذي قدّم استقالته.

ونفى مصدر أمنيّ معلومات غير صحيحة تداولها مستخدمو وسائل التّواصل الاجتماعيّ تُفيد بأنّ شخصين ظهرا في مقطع "فيديو" في حالة انهيار وتقلّب على الأرض في مُحافظة إربد كانا قد تعاطيا نوعاً جديداً من المُخدّرات يُسمّى "فالكا"، مُشيراً إلى أنّه تمّ إلقاء القبض على الشّابّين وتبيّن بعد الفحوصات تعاطيهما لبودرة "الجوكر". كما ونفى مصدر أمنيّ، صحّة ما تمّ تداوله حول وفاة أحد الأشخاص الذي أُصيب برصاصة في رأسه بالخطأ في مُشاجرة وقعت مؤخّراً في بلدة الصّريح في محافظة إربد.

 

الشائعات الاقتصاديّة:

ومن أبرزها خلال شهر تشرين الثّاني، ما تداوله مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن منح وزارة الزّراعة لرخص تسمح باستيراد الجوافة، وهو ما نفته الوزارة، وأكّدت استمرار دعمها للإنتاح المحليّ للجوافة.

كما نفت وزارة النّقل ما نشرته وسائل إعلام حول نيّة الحكومة الإعلام عن وقف حركة السّفر من وإلى الأردن، وإغلاق المطارات، إذ وضّح الناطق باسم الوزارة طارق الزعبي، إن "ما نقلته مواقع إخباريّة على لسان وزير النقل مروان الخيطان حول نيّة الحكومة فرض حظر جوي على السفر من المملكة وإليها أخرج عن سياقه"، مؤكدًا "عدم وجود نية لاتخاذ مثل هذا القرار".

 

الشَّائعات السِّياسيّة: 

من الشائعات السياسيّة التي انتشرت في شهر تشرين الثّاني عبر منصّات التواصل الاجتماعيّ، معلومات غير صحيحة حول مُشاركة عسكريّين في الاقتراع في الانتخابات النّيابيّة، وهو ما نفاه الناطق الإعلامي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب جهاد المومني، موضّحاً أنّه بعد التحقق من معلومات عن انتخاب أشخاص بلباس عسكري، تبيّن أنهم من الجمارك، ولا يعتبر لباسهم لباساً عسكرياً.

كما نفت الهيئة المستقلّة للانتخاب شائعة عن تخصيص ساعات مُحدّدة للمُصابين بفيروس "كورونا" للاقتراع في الانتخابات النّيابيّة، مُبيّناً أنّ الهيئة ستعمل على التنسيق مع وزارة الصحة ولجنة الأوبئة لمعرفة المصابين ومنعهم من التّصويت في الانتخابات.

 

الشائعات الاجتماعيّة: 

ومن الشائعات التي انتشرت خلال شهر تشرين الثّاني، ما تداوله روّاد مواقع التواصل الاجتماعي حول تدهور الحالة الصحيّة  لمدير الخدمات الطبيّة الملكيّة الدكتور عادل الوهادنة ووفاته، وهو ما نفته مصادر خاصّة، وبيّنت استقرار حالة الوهادنة بعد إصابته بفيروس "كورونا".

كما نفى مصدر في وزارة الأوقاف صحّة الفيديوهات المُتداولة لإطلاق نار في استقبال وزير الأوقاف محمد الخلايلة بعد تعافيه من فيروس "كورونا"، مؤكّداً أن الخلايلة خضع للحجر المنزليّ خلال إصابته ولم يُغادره.

ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها يتسبّب بنشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة وبالتالي ترويج الشائعات.

من هنا اعتمد رصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.

وطوّر "أكيد" مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النَّظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيّاً، أو مكتوباً، أو حتى مسموعاً، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.

ويُذكَر أنّ "أكيد" قام بتطوير منهجيّة لرصد الشائعات، إذ تمّ تعريف الشائعة بأنّها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من (5) آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ".

وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة... وغيرها، ولكن هذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة، ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.