"بسكويت بقيمة 2 مليون دينار للطلبة"... صور قديمة ونقص في المصادر

"بسكويت بقيمة 2 مليون دينار للطلبة"... صور قديمة ونقص في المصادر

  • 2021-02-24
  • 12

أكيد - تسبَّبت وسائل إعلام محليّة بتضليل المتلقين وتشويشهم بعد أن استخدمت صورًا أرشيفية قديمة؛ لمادة غذائية تمَّ توزيعها في المدارس في سنوات سابقة دون الإشارة إلى أنَّها "أرشيفية"، بالإضافة إلى مخالفاتٍ عديدة كان يمكن تجنُّبها لو التزمت هذه الوسائل بمعايير التَّغطية المهنية لمثل هذه القضايا.

ويبين مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" في هذا التسلسل السَّردي، عرضًا لتغطية وسائل إعلام محلية؛ لقضيّة توزيع مادة غذائية على طلاب المدارس بقيمة مليوني دينار.

محتوى المادة الصَّحفية المتبادلة:

نشرت وسائل إعلام محليّة خبرًا يشير محتواه إلى قيام وزارة التَّربية والتَّعليم بتوزيع مادة غذائية "بسكويت" على طلبة المدارس بقيمة وصلت إلى مليوني دينار، وأرفقت مع الخبر صورة للمادة الغذائية والتي كُتب عليها أنَّها إهداء من عدَّة دول صديقة للأردن وليست مخصَّصة للبيع.

بعض من عناوين التَّغطية الصَّحفية لهذه القضية:

وزير التربية: "بسكوت محشي" لطلبة المدارس بـ 2 مليون دينار

التربية اشترت بسكوت محشي بـ 2 مليون دينار

 التربية: صورة البسكويت أرشيفية وتعود لـ 2015

التربية: صورة البسكويت أرشيفية

مصدر يوضح قضية تقديم "بسكويت محشي" لطلبة المدارس بـ 2 مليون دينار

 

رأي "أكيد" في سير التَّغطية الإعلامية :

بدأت وسائل الإعلام بنقل مادة صحافيّة صادرة عن وزير التربية والتعليم حول توزيع المادة الغذائية على الطَّلبة وقيمتها، وهنا كانت تلتزم بمصدر واحد للخبر، ومع بدء انتشار المادة الصَّحفية على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، أرفقت بعض هذه الوسائل الخبر بصورة للمادة الغذائيّة موضوع التصريح الرسميّ عن المادة الغذائيّة المعنيّة.

بقيت الصّورة مقرونة بالخبر وتم نشرها على نطاق واسع رافقها اتهامات من قبل جمهور المتلقين لوزارة التَّربية والمسؤولين بأنَّ المادة الغذائية هي مجانيّة من دول صديقة فكيف تمَّ بيعها والطلبة يتعلمون عن بُعد؟، وكيف تصل المادة الغذائية إليهم؟.

لم تقم وسائل الإعلام باللجوء إلى مصادر متعددة؛ لتقديم رواية كافية حول كل هذه الأسئلة التي كان من أسبابها؛ نشر الصورة المرفقة ببيانات تدل على أن المادة الغذائية مجانية، ومن بين هذه المصادر التي كان يمكن أن تزيل اللبس وتحقق التوازن والحياد والموضوعية والشمولية: المعلّمون في الميدان، وأولياء أمور الطلاب، ورأي الجهات الرَّسمية بالصورة، وهو الدور المطلوب من وسائل الإعلام.

انتظرت وسائل الإعلام ساعات طويلة حتى صدور بيان من وزارة التَّربية والتَّعليم يفيد بأنَّ الصور المنشورة قديمة وعلى مدار سنوات سابقة، لتقوم بعد ذلك وسائل الإعلام بتحرير الصورة المرفقة للخبر وتكتب عليها "صورة أرشيفية"، و"صورة أرشيفية تعود للعام 2015"، وهو ما تحقَّق منه "أكيد" بأداة تحقق رقميّ للبحث عن الصور وتبيَّن صحّته.

 

حُكم "أكيد" على التَّغطية الصَّحفية في ضوء المعايير المنشورة على موقعه:

أولًا: ارتكبت وسائل الإعلام مخالفة نشر صورة دون التَّحقق من مصداقيتها ومناسبتها للحديث الصَّادر عن وزير التَّربية.

ثانيًا: لم تقم وسائل إعلام بمتابعة تصريح وزير التّربية والحصول على مصادر أخرى لبيان قصة توزيع المادة الغذائية على الطَّلبة وبقيمة مليوني دينار، ومن هذه المصادر: المعلمون، الطلاب، أولياء الأمور، برنامج الغذاء العالمي، المسؤولون في وزارة التربية والتعليم، الشركة المختصّة بتوزيع المادة الغذائية التي تمَّ دفع ثمنها.

ثالثا: أصابت وسائل الإعلام عندما كتبت على الصور المتداوَلة بأنَّها أرشيفية، رغم أنَّها كتبت ذلك بعد تصريح وزارة التربية، وكان بإمكانها أيضًا التحقق من أنَّ هذه الصور قديمة من مصادر عدة.

رابعا: استخدمت وسائل إعلام محلية على صفحاتها الرَّسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات على المادة الإخبارية من مثل: "بسكوت محشي لذيذ جدًا لطلبة المدارس ب 2 مليون دينار، سكّر محلي محطوط على كريمة" ومرفقة وجوهاً ساخرة معه، وبذلك ترتكب وسيلة الإعلام مخالفة، عدم الحياد، والتحيّز، والسخرية والتي ليست من دور وسائل الإعلام.

توصيات "أكيد" في مثل هذه التَّغطيات:

يوصي "أكيد" وسائل الإعلام بضرورة استخدام التقنيات البسيطة؛ للكشف عن الصور المرافِقة للمواد الإخباريّة على محركات البحث الخاصة بذلك، وكتابة عبارة "أرشيفية"؛ لمنع وقوع المتلقين بالتضليل والتشويش غير المقصود أحيانًا،  ومتابعة التَّصريحات الصَّادرة عن المصادر، بالبحث عن رأي الأطراف المشتَرِكة بالقضية؛ لنشر مادة محايِدة ومتوزانة.

ويشير "أكيد" إلى أنَّ وسائل الإعلام والمنصّات التَّابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعيّ، بحاجة إلى الالتزام بالمعايير ذاتها التي تحكم عمل هذه الوسائل، إذ تمثل هذه المنصّات وسائل نشر علنية، وتصل إلى عدد كبير من جمهور المتلقين.

ويُذكّر "أكيد" بأهميّة العودة إلى المعايير المشتقة من مواثيق الشَّرف المحليّة والدوليّة والتي تُبيّن أسس التغطيات الصحفيّة المهنيّة والمتوزانة والمنشورة على موقعه الالكترونيّ.