إساءة دينيّة في مادّة صحفية تناولت "إقالة وزيري الداخلية والعدل"

إساءة دينيّة في مادّة صحفية تناولت "إقالة وزيري الداخلية والعدل"

  • 2021-03-01
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

ارتكبت وسيلة إعلام محليّة مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة في نشرها مادّة تناولت إقالة وزيري الداخلية والعدل، على خلفية مخالفتهما لأوامر الدفاع، خلال مأدبة طعام تجاوزت العدد المسموح به.

وتضمَّنت المادة تغريدات لنُشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي استخدمت وسم "العشاء الأخير"، وهو ما لا يشكّل أي أذى، إلا أن الوسيلة لم تكتفِ بذلك بل أرفقت ما نشره مستخدمون معبّرين عن "العشاء الأخير" للوزيرين، بصور تحمل رمزيّة دينيّة ظهر فيها السيد المسيح عليه السلام إلى جانب تلاميذه، كوصفٍ لحادثة "الوزيرين" التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا.

ويمثّل قيام وسيلة الإعلام بنقل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، دون إخضاعه للمعايير المهنيّة والأخلاقيّة التي تحكم وسائل الإعلام، مخالفةً صريحةً للمبادئ التي يقوم عليها ميثاق الشرف الصحفيّ والتي تنصّ على: "العمل على تأكيد الوحدة الوطنيّة، واحترام الأديان، وعدم إثارة النعرات العنصريّة أو الطائفيّة"، وِفقًا للمادة (4) من الميثاق ذاته.

يقول الدكتور صخر الخصاونة المختصّ بالأخلاقيّات والتشريعات الإعلاميّة إنَّ من حق الصحافة ممارسة حق النقد ضمن شروط وضوابط قانونيّة وأخلاقيّة، وأهمها أن تتلاءم الكلمات أو الصفات مع جسامة الخطأ المُراد انتقاده، وأن تكون هذه الكلمات مُعبّرة بما لا يخالف النظام العام أو الآداب العامة، أو أن يمسّ بكرامه الأفراد بشكل خاص.

ويضيف: لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتجاوز حق النقد الإساءة للرموز أو المناسبات الدينيّة أو استخدام صور دينيّة من شأنها أن تؤدي إلى إثارة النعرات الدينيّة أو الإساءة للأديان.

ويشير الخصاونة إلى أن قيام وسيلة الإعلام بنشر الصور بأسلوبٍ مبالغٍ يمثّل إهانة للشعور والمعتقد الديني، فإنَّها بذلك تخالف المادة (38) من قانون المطبوعات والنشر، التي تحظر نشر "ما يشتمل على تحقير أو قدح أو ذم إحدى الديانات المكفولة حريتها بالدستور، أو الإساءة إليها، أو ما يشتمل على التعرُّض أو الإساءة لأرباب الشرائع من الأنبياء بالكتابة، أو بالرسم، أو بالصورة، أو بالرمز أو بأي وسيلة أخرى".

ويشير "أكيد" إلى ضرورة التقيُّد بالمعايير المهنية والأخلاقيّة والقانونيّة التي تحقق مصداقيّة التغطية الصحفية، وأبرزها احترام الأديان، وعدم إثارة النعرات المذهبيّة والعنصريّة والطائفية، والحفاظ على تماسك المجتمع، بالإضافة إلى تجنُّب ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وإبراز دور وسائل الإعلام بالتوعية بشأن أخلاقيات النشر.