نشر صور موديل أميركي ومطرب فلسطيني وطفل سوري بين ضحايا حادثة "زرقاء ماعين"

نشر صور موديل أميركي ومطرب فلسطيني وطفل سوري بين ضحايا حادثة "زرقاء ماعين"

  • 2018-10-27
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

وقعت العديد من وسائل الإعلام المحلية في خطأ نشر صور الناجين والضحايا في حادثة "زرقاء ماعين" التي راح ضحيتها 21 شخصا وأصيب العشرات بينهم أطفال، بسبب السيول التي تشكلت جراء هطول الأمطار بغزارة يوم الخميس الخامس والعشرين من الشهر الحالي.

ويعتبر نشر صور وأسماء الأطفال و الضحايا أو الناجين خرقا واضحا للخصوصية والمعايير المهنية الأخلاقية المتعلقة بتغطية مثل هذه الأحداث، الا أن العديد من المواقع الإلكترونية لم تكتف بنقل الصور عن مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما نشرت  صورا لمجموعة من الأطفال على أنهم الضحايا، دون التحقق من صحتها، حيث أتضح أن من بين هؤلاء طفل أمريكي يعمل عارضا للأزياء ويدعى jan-cepni ، وأخر فلسطيني يدعى زين أبو دقة، مطرب وعمره 9 أعوام، لا علاقة لهما بالحادثة. 

كما تداولت المنصات الاجتماعية صورة لطفل على أنه متوفي وهو من الناجين، ما دفعه الى التواصل مع المواقع الإخبارية لنفي ذلك، بعد ما تسبب به النشر من حالة إرباك وألم بين أفراد عائلته ومعارفه. 

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة طفل لا يتعدى عمره الثلاثة أعوام مغطى بالرماد، على أنه أحد الناجين من سيول البحر الميت ووجه مغطى بالملح الجاف، فيما تعود الصورة لطفل سوري تم انتشاله من تحت الأنقاض في محافظة إدلب السورية عام 2017.

ومن الملاحظ أن الصحف اليومية التزمت بالتغطية المهنية في هذا الجانب حيث اكتفت بنقل الأحداث وتطوراتها دون نشر أي من الصور، فيما تسابقت المواقع الإلكترونية الى إجراء الحوارات مع الناجين لمعرفة تفاصيل الحادثة وتحقيق السبق الصحفي فيما بينها.

وأجرى أحد المواقع الإخبارية حوارا مع والد أحد الناجين وأرفقه بسبعة صور للطفل وهو على فراش الشفاء، كما نشر موقع أخر فيديو مدته 3 دقائق مع أحدى الناجيات بعنوان "بالفيديو، إحدى الطالبات الناجيات من "رحلة الموت" تروي تفاصيل الفاجعة"، كما بثت محطات تلفزة محلية مقابلات مع ذوي الضحايا والناجين.

من جهة أخرى يحق للوسائل الإعلامية نشر صور المفقودين للمساعدة في البحث عنهم ولكن في أضيق الحدود، وهو ما حصل في حالة الطفلة سارة التي ما زال البحث جاريا عنها.

 وفي ظل عدم وجود تشريعات تنظم مسألة نشر صور الضحايا، قدم مرصد مصداقية الإعلام الأردني مجموعة من الإرشادات بهذا الشأن، لحماية الحياة الخاصة لهؤلاء الأطفال وصيانة كرامتهم، لذلك تلتزم الوسائل الإعلامية أخلاقيا بتقديم المصلحة الفضلى للطفل والتي تعلو على القيمة الإخبارية.

ويشير مرصد "أكيد" الى ضرورة الالتزام بالدقة والموضوعية والابتعاد عن نشر المعلومات الخاطئة أو المساهمة في زيادة نشر الشائعات في مثل هذه الظروف والكوارث، وهو ما يترتب على الوسائل الإعلامية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.