ممارسات إيجابية وأخرى سلبية في نقل الإعلام للقضايا الإنسانية

ممارسات إيجابية وأخرى سلبية في نقل الإعلام للقضايا الإنسانية

  • 2019-01-15
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

تقع بعض المؤسسات الإعلامية في خطأ الإساءة الى الأطفال ونشر صورهم خلال تغطيتها للحالات الإنسانية التي تعيش ظروفا صعبة أو خلال نقل مشاهد تقديم المساعدات لهم، بإظهار وجوههم واختراق خصوصية حياتهم الشخصية في حالة الضعف الإنساني.

وقد نشرت وسائل إعلامية محلية خلال اليومين الماضيين الرابع عشر والخامس عشر من كانون الثاني الجاري، عدداً من التقارير الإخبارية التي تتناول قصص عائلات وأشخاص يعيشون ظروفا معيشية صعبة وبالأخص في ظل الأجواء الباردة التي تمر بها المملكة.

والتزمت وسائل إعلام في نقل معاناة عائلات أردنية وتسليط الضوء على المشاكل التي تعانيها، من دون الاعتداء على حياتهم الخاصة وإظهار صورهم والكشف عن أسمائهم، وبرز ذلك في تقرير أعدته وكالة الأنباء الأردنية "بترا" بعنوان "فقراء في ضاحية الرشيد: حدّث ولا حرج!"، تناول وضع أسرة أردنية مكونة من 4 بنات و3 أبناء، يقطنون مع أمهم بعد هروب الأب، وسط العاصمة عمان ولا يملكون تدفئة أو طعاما أو فراشا وملابسا، وأُرفق بالتقرير صور تظهر حالة البيت وعدد من الأبناء دون إظهار وجوههم.

فيما قدمت قناة محلية تقريرا مصورا عن العائلة نفسها، بعنوان "في ضاحية الرشيد بين البيوت والفلل الفارهة عائلة تعيش تحت ألواح الصفيح"، ووقعت في خطأ نقل صور الأطفال التي أظهرت ملامحهم، فيما أجرى معد التقرير حوارات مع الأطفال ولم يراعٍ ضرورة حفظ حقوقهم وعدم المس بحرمة حياتهم الخاصة.

ومن الممارسات الإيجابية التي قدمتها الوسائل الإعلامية المحلية أيضا تقرير نشرته صحيفة يومية بعنوان عقوق الأبناء وغياب الرعاية الصحية يضاعفان معاناة المُسنّة عائشة، عرض قصة السيدة المسنة ولم يذكر اسمها كاملاً، واكتفى بعرض صورة يدها المصابة بالتقرحات، وكذلك الأمر بالنسبة لتقرير نشره موقع إخباري بعنوان "سيدة اردنية مهددة بالطرد من المنزل والدخول إلى السجن .. فمن يكفيها شره وشر ظلمته"، حيث عرض الوضع الاقتصادي الصعب التي تعيشه العائلة ونشر صورة للأطفال أمام منزلهم وغطى على وجوههم.

يذكر أن وزارة التنمية الاجتماعية أصدرت تعميما في نهاية شهر أيار من العام 2017، حذرت من نشر صور المستفيدين خلال توزيع المساعدات والتبرعات، معتبرة أن نشر صور المساعدات يخالف الميثاق الأخلاقي للعمل الاجتماعي الأردني الصادر عام 2009، وبعض التشريعات الاجتماعية النافذة كقانون الأحداث رقم 32 لسنة 2014.  

وسبق لمرصد "أكيد" أن أعد العشرات من التقارير التي تتعلق بمثل هذه الحالات، مثل أطفال قرية "البربيطة" ضحايا تجاوزات إعلامية،  ، نشر صور الفقراء والمحتاجين.. مخالفات اعلامية مستمرة رغم المواثيق، صورة ابن الشهيد خلال تسلمه تبرعات: مخالفة أخلاقية وقانونية.

ويؤكد مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" أن واجب الصحافة كشف مشاكل الناس وهمومهم، وذلك على نحو يحفظ كرامتهم ولا يشهّر بفقرهم وحاجتهم ومرضهم.

وينص قانون المطبوعات والنشر على "احترام الحريات العامة للآخرين وحفظ حقوقهم وعدم المس بحرمة حياتهم الخاصة"، وهي حرمة تشمل من هم في ولاية أولياء أمورهم، مثل الأطفال والمعاقين.

 وينص ميثاق الشرف الصحفي الأردني على "يلتزم الصحفيون باحترام سمعة الأسر والعائلات والأفراد وسرية الأمور الخاصة بالمواطنين، وذلك طبقا للمبادئ الدولية وأخلاقيات العمل الصحفي والقوانين المعمول بها في المملكة".

كما يلتزم الصحافيون طبقا للمادة 14 من الميثاق "بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الأساسية المتمثلة بالرعاية والحماية، ويراعون عدم مقابلة الأطفال أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم".