الإعلام ينفعل مع حملة المناصير

الإعلام ينفعل مع حملة المناصير

  • 2019-02-13
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية المحلية بالعرض الذي قدمته شركة المناصير أمس الثلاثاء الثاني عشر من الشهر الحالي، بتقديم كوبون بقيمة 5 دنانير حين شراء مادة البنزين بقيمة عشرين دينار وأكثر، والتي على إثرها شهدت شوارع المملكة ازدحاماً شديداً خلال مدة العرض من الساعة الثالثة بعد العصر ولغاية الساعة السادسة مساءً.

رصد "أكيد" 30 مادة صحفية نشرتها الوسائل الإعلامية، تمحورت في معظمها حول أزمة السير التي تسببت بها أعداد السيارات المصطفة لانتظار دورها في الحصول على الكوبون، فيما أشار جزء منها إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطن الأردني والتي تدفعه إلى الانتظار مدة طويلة وتحمّل الازدحام من أجل الحصول على كوبون بخمسة دنانير.

نذكر من هذه العناوين

المناصير تدخل موسوعة جينيس في ذكائها

هناك سر وراء إعلان المناصير الترويجي تاع الخمس ليرات

طبول الحرب تُقرع بين جوبترول والمناصير.. ومعركة كسر العظم بدأت!!

خمسة دنانير تغلق شوارع المملكة .. ما الذي كشفه الأردنيون عن أنفسهم؟

مجموعة المناصير توجه امتحان حقيقي لحكومة الرزاز

الاردنيون يتهافتون على محطات المناصير للحصول على البنزين المجاني بقيمة (5) دنانير

 تنوعت الثلاثين مادة خبرية في اتجاهاتها، حيث نُشرت خمس مواد بواقع 16.7% باتجاه إيجابي، تناولت الذكاء التسويقي التي اتبعته الشركة ضمن حملتها التسويقية، بالإضافة إلى دعمها للمواطنين بمثل هذا العرض، بينما بلغت نسبة المواد ذات الاتجاه المحايد 56.7% بواقع 17 مادة خبرية، تحدثت عن التهافت الشديد للمواطنين على محطات المناصير، والتي تسببت بحدوث أزمة سير شديدة في شوارع المملكة، بينما بلغ عدد المواد ذات الطابع والاتجاه السلبي 8 مواد بنسبة 26.6% وتحدثت ضمنيا عن سر وراء هذا العرض وحاجة الشركة للسيولة واستغلالها للظروف الاقتصادية، فيما ذهب بعضها إلى الأزمة الخانقة ومسؤولية الشركة عن إغلاق الشوارع.

أوضح الصحفي المتخصص في قضايا حقوق الانسان خالد القضاة لـ "أكيد" أن الإعلام تعامل مع الموضوع وفقا لطبيعة علاقته مع الشركة، أي الإعلان ومصلحة المؤسسة الصحفية بالتقرب منها ومدحها أو محاربتها والإساءة إليها.

لم تتطرق أيا من الوسائل الإعلامية المحلية - بحسب القضاة - إلى معالجة إعلامية معمقة تبحث في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن الأردني بكل فئاته، واستغلال الشركات لحاجات الناس وانما اكتفت بتغطية لحظية للعرض وما ترتب عليه من ازدحامات مرورية، كما لم تقدم تقاريراً وقصصاً إخبارية تتناول من خلالها أراء المختصين والجهات الرسمية والمواطنين المستفيدين من العرض وأولئك الذين لم يتوجهوا للمحطات خلال فترة العرض.

ولفت القضاة النظر إلى ضرورة متابعة الإعلام المهني لمثل هذه العروض، التي توقع تكرارها  موضحا: "من المتوقع أن تلجأ العديد من الشركات إلى هذا الأسلوب والعروض مستقبلا لتحاول أن تعرض سلعاً غير أساسية ولا حاجة للمواطنين بها، وهنا يفترض بالصحفيين أن يتبنوا قضية حق المواطن في الحصول على السلع الأساسية وهي "التعليم والصحة والنقل والغذاء"، ولا يُترك عُرضة للتحكم به من قبل القطاع الخاص".  

كما تتبع مرصد "أكيد" ما تم تداوله عبر المنصات الاجتماعية، حيث أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #المناصير وانقسمت الآراء ما بين مؤيد للحملة ومعارض لها، حيث تبنت العديد من المنشورات على فيسبوك والتغريدات عبر تويتر نظرية وجود شحنة مخالفة لدى المناصير من البنزين أوكتان 90 و95 مخالف للمواصفات والمقاييس ولذلك رغبت الشركة بالتخلص منه، وقدم العديد منهم أرقاما حول أرباح الشركة خلال فترة العرض تراوحت ما بين 7 مليون وصولا إلى 20 مليون دينار أردني خلال ثلاث ساعات العرض.

كما ربط العديد بين انتظار المواطنين لساعات أمام المحطات للحصول على الكوبون، فيما كان الأولى المشاركة والوقوف في اعتصامات الرابع.

فيما أشاد المؤيدون بالعرض على منصاتهم الاجتماعية، مطالبين بتطبيقه في باقي المحطات وضمن قطاعات أخرى منها السياحة والمواد التموينية، مشيرين إلى حدوث مثل هذه العروض في انحاء العالم ضمن ما يسمى موسم التنزيلات أو الجمعة السوداء.