تغطية حادثة السلط: تجاوزات مهنية عدّة وشائعات أقلّ

تغطية حادثة السلط: تجاوزات مهنية عدّة وشائعات أقلّ

  • 2019-02-16
  • 12

 

أكيد – رشا سلامة

 تداولت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ما يزيد على 64 مادة إعلامية حول انفجار لغمين في منطقة السلط يوم الخميس، لتذهب بعض هذه المواد نحو مخالفات أخلاقية ومهنية من قبيل ذِكر أسماء الضحايا وإيراد صورهم قبل صدور البيان الرسمي، وتفصيل الظرف الصحي الذي أفضى لوفاة حالة بعينها، وذِكر تفاصيل طبية أخرى لحالة أحد الجرحى، واختيار عناوين لا تتفق مع المتن زاعمة الانفراد بالتفاصيل، وإقحام وجهة نظر الصحافي في متن الخبر كمثل الربط بين حراك الدوار الرابع وانفجار اللغمين.

في المقابل، تراجع حضور الشائعات في هذه الحادثة، مقارنة بحوادث سابقة كانت موسماً خصباً للشائعات.

مواد صحافية اختارت مقابلة ذوي الضحايا، وهو ما حذّر منه "أكيد" سابقاً؛ ذلك أن بعض التصريحات غير المسؤولة قد تصدر من ذوي الضحية وهم في حالة ذهول، بالإضافة لعدم وجود قيمة إخبارية  في هذه الحوارات من شأنها إثراء المحتوى الإعلامي. كما اختارت مواد أخرى إيراد عناوين لا تحمل قيمة صحافية من قبيل أن أحد الضحايا أعزب ولديه أربع أخوات، ليذهب المتن لإيراد تفاصيل عائلية خاصة قد تعدّ انتهاكاً للخصوصية.

الرواية الرسمية أتت متأخرة، إلى حد ما، عن توقيت الحادثة، فحظيت الرواية الأولى بالتداول الأكبر والتي جاءت على لسان مصدر أمني لم تُذكر هويته ليعقبها بيان الأمن العام، وقد تلقّفها الإعلام لعدم وجود رواية أخرى في بداية وقوع الحادثة. على الرغم من هذا التأخير، فإن الشائعات لم تظهر خلال تداول الخبر، سواءً كان هذا على صعيد المواقع الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي.   

اليوم، صرّحت الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات أن المواد المتفجّرة التي عُثِرَ عليها في موقع الحادثة مطابقة لتلك التي استخدمتها خلية السلط الإرهابية قبل أشهر، لتذكر بعض الأخبار جزئية مخالفة حول أن المواد المستخدمة في التفجير مطابقة لتلك المستخدَمة في عملية الفحيص، وهو الخبر الذي سرعان ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بشكل رئيس، ومن ثم المواقع الإلكترونية.

التقارير التلفزيونية، في ساعات التغطية الأولى، لم تقدّم قيمة إضافية بقدر ما حاولت إثبات تواجدها في منطقة الحادثة، بل إن بعض هذه التقارير لم يظهر فيه سوى الظلام الدامس الذي يحيط بالمراسل، في وقت كان يشير فيه نحو موقع الحادثة من دون أن يظهر شيء من محيطه المكاني.

التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي كان كثيفاً؛ إذ تم تناقل الخبر عبر الكتابة والروابط المرفقة بما يزيد على 34 مرة، فيما زاد عدد الفيديوهات المتناقلة عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن 14 فيديو، غير أن التناقل لم يحمل طابع فرادة يميّزه عما تم تناقله عبر الإعلام؛ ذلك أن الطوق الأمني حول موقع الحادثة لم يفسح المجال لظاهرة "المواطن الصحافي"، التي تشهدها أحداث مماثلة في العادة.