"طلّاب يطاردون أساتذة جامعيين بسبب العلامات في الكرك": خبر غير دقيق

"طلّاب يطاردون أساتذة جامعيين بسبب العلامات في الكرك": خبر غير دقيق

  • 2019-04-10
  • 12

أكيد – رشا سلامة -

 أثبتَ "أكيد" عدم دقة ما ذكرته صحيفة إلكترونيّة عربيّة حول قيام مجموعة من الملثمين بملاحقة "أساتذة جامعيّين" في الكرك؛ لغايات تهديدهم بسبب "العلامات".

المقدّم عامر السرطاوي، الناطق الرسميّ باسم مديرية الأمن العام، يقول لـ "أكيد": إنّ شكوى وصلت الجهاز الأمنيّ حول "ملثمين اعترضوا طريق أستاذين جامعيّين، وأنّ الأخيرين اشتبها أنهما من طلبة الجامعة، وأنّ الحادثة تدور حول علامات دراسية"، مضيفاً: "التحقيق لا يزال جارياً، والنتيجة ستُعلَن في النهاية، وأيّ تأكيد حول هويّة الملثمين ودوافعهم سيكون استباقيّاً الآن؛ لعدم صدور نتيجة التحقيقات".

الدكتور وليد الرواضية، المتحدث باسم جامعة مؤتة، أوضح لـ "أكيد" إنّه لا علم لدى الجامعة ما إذا كان الملثمين من الطلبة أم لا، مؤكّداً أنّ "الأمر بالكامل الآن بين يديّ الجهات الأمنيّة ولا علم للجامعة بتفاصيل التحقيقات".

وقد ارتكبت الصحيفة الإلكترونيّة الآنفة أخطاء مهنيّة في تغطيتها الخبر، وهي الأخطاء ذاتها الواردة عبر حساب على موقع "فيسبوك". ومن بين هذه الأخطاء:

  • انطوى عنوان المادّة على الإثارة من خلال استخدام مصطلحات من قبيل "كمين ملثمين يُقلق الأردن"، وإصدار حُكم في العنوان، ومن ثمّ المتن، حول هويّة الملثمين بِقول "طلّاب يطاردون أساتذة جامعيّين بسبب العلامات في الكرك"، على الرغم من كون التحقيقات لم تُسفر عن كشف هويّة الملثمين بعد.

 

  • استخدام مصطلحات لا تنطوي على مهنيّة في متن المادة، من شأنها نقل انطباعات الكاتب الذي بقي مجهول الهوية، كما أنّ بعض هذه المصطلحات يجنح نحو التعميم ويفتقر للدقة، ومن بين هذه المصطلحات: "حادثة غريبة" و"أثار قلقاً كبيراً في الأوساط الجامعيّة والشعبيّة" و"وسط صيحات الأستاذين التي تُظهر رعبهما من الكمين نفسه". وهنا لا بدّ من التنويه إلى أنّ النأي بالذات، وعدم زجّ الانطباعات والآراء في متن المادة هو صُلب المهنيّة لدى كاتب الخبر.

 

  • لم تظهر نتائج التحقيقات بعد، غير أنّ المادة ذهبت لإيراد تفاصيل مجهولة المصدر على أنها حقائق، من قبيل "وخلال هرب الأستاذين تصطدم سيارتهما بالطريق وتقف ويحضر أحد الملثمين ويهدّدهما ويبلغهما بأنّ السبب هو العلامات السيئة التي يضعانها للطلاب"، ويُذكّر "أكيد" هنا بضرورة عدم استعجال نتائج التحقيقات وإيراد افتراضات على أنها حقائق، لا سيّما وأنّ الجهات الأمنيّة لم تُعلن النتائج النهائيّة للتحقيق.

 

  • إرفاق صورة قوّات أمنيّة بالمادة، لمجرد كونهم يغطّون ملامحهم، على الرغم من كون المتن يتحدّث عن ملثمين (وليس قوّات أمنية) يطاردون أساتذة جامعيّين، وهنا لا بدّ من التذكير بضرورة تطابُق الصورة مع ما يرد في المادة الصحافيّة من تفاصيل؛ لئلا تنطوي على تضليل وعدم دقة.