تلوّث أكواب ماء بالـ "سيدوموناس" وإغلاق مصنعها: خبر صحيح، والعُبوّات لم تُشرَب

تلوّث أكواب ماء بالـ "سيدوموناس" وإغلاق مصنعها: خبر صحيح، والعُبوّات لم تُشرَب

  • 2019-05-07
  • 12

أكيد – رشا سلامة ـ

    تداولت وسائل إعلام ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي خبرا منسوباً لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، مفاده إغلاق مصنع أكواب ماء في منطقة الرصيّفة؛ نتيجة لتلوّث العيّنات بجرثومة "سيدوموناس"، من دون إيضاح مصير العيّنات المضبوطة، وما إذا كان قد تسرّب شيء منها للأسواق، مثلما حدثَ في قضية مشابهة لمياه "نستلة" قبل أشهر، ومن دون إيراد معلومات كافية حول ماهيّة الجرثومة وأضرارها.

يقول مدير صحة الزرقاء الدكتور ضيف الله الحسبان لـ "أكيد": إنّ الكتاب الذي جاء فيه تلوّث أكواب ماء بجرثومة "سيدوموناس" وبالتالي إغلاق المصنع المنتج لها كان قد وُقِّع من قِبله بتاريخ 28 نيسان 2019، غير أن نتيجته وصلت للإعلام أمس، عبر خبر كتبه عمر ضمرة، مندوب وكالة الأنباء الأردنيّة "بترا".

يؤكّد الحسبان أنّ "العُبوّات لم تُشرَب، بل تم التحفّظ عليها استناداً للفحوصات المخبريّة التي أثبتت تلوّثها في مصنع منتج لها في منطقة الرصيّفة، وقد كان هذا قبل خروجها للسوق".

يضيف الحسبان: إنّ الفحوصات أُجرِيَت في مختبر المياه التابع لمديرية الزرقاء، مكملاً "نحتكم لأمور عدّة في ما يتعلق بتلوّث الماء، من بينها اختلاف اللون والطعم والرائحة، لكن حين نغلق مصنعاً ما ونصدر هذه النتيجة، فإننا نكون قد استندنا لفحوصات مخبريّة متقدّمة وقد أحيل صاحب المصنع للمدّعي العام".

ويقول حاتم الأزرعي، الناطق باسم وزارة الصحة، لـ "أكيد": إنّ صاحب البتّ بالأمر هو الحسبان ممثلاً عن مديرية صحّة الزرقاء؛ ذلك أنّ هذه الجهة هي التي تولّت الرقابة والإغلاق، وبالتالي فإنّ ما توصّلت إليه النتائج المخبريّة هناك هو المُعتمَد والمعمول به.

وكان "أكيد" قد حصَلَ على تصريحين حول جرثومة "سيدوموناس" في قضية مشابهة حدثت لمياه "نستلة" في أيلول 2018، والتي تلوّثت هي الأخرى بهذه الجرثومة آنذاك. يومها، قال المهندس صلاح الحياري، مدير صحّة البيئة في وزارة الصحّة: إنّ ربط هذه البكتيريا بمياه الشرب "غير دقيق"، موضحاً "حتى منظمة الصحّة العالميّة لا تعدّ هذه البكتيريا في مياه الشرب موضوعاً ذا أهميّة"، مُبرّراً بقوله: إنّ هذه البكتيريا "موجودة في كل مكان وتتكاثر حين تجد بيئة مناسبة، كما أنّها لا تشكّل خطراً إلا في حال الجروح ووصولها للدم عن طريق التقرّحات مثلاً".

وعند سؤاله عن احتماليّة وجود تقرّحات في الفم لدى الذين شربوا هذه المياه آنذاك، قال: "لا نحكم وفقاً لهذه الحالات الضئيلة"، مُستدركاً: "ما حدث يشير لخلل في العمليّة الإنتاجيّة، لكنه لا يمثل قلقاً في حال وجود هذه البكتيريا في الماء".

فيما قال الدكتور أنور البطيخي، مدير الجمعية الأردنية للبحث العلمي وخبير المياه، آنذاك،: "البكتيريا خطيرة جداً، لكن.. لا أتوقع وجودها في آبارنا الجوفيّة؛ ذلك أنها على عُمق شديد، ولا يمكن أن تصلها ما لم يكن هنالك شق صخريّ كبير، مثلاً"، مضيفاً: "تأتي البكتيريا من مواد عضويّة موجودة على سطح الأرض، وفي العادة من مُخلّفات الطعام، لكن السؤال: كيف وصلت الآبار الجوفية؟".

وأهاب البطيخي، حينها، بوزارة الصحة بضرورة "أخذ قوارير من جميع أنواع الماء وإجراء الفحوصات عليها، للتأكد من خلوّها من البكتيريا الآنفة، وإجراء فحوصات على المصادر المُستقى منها الماء"، كما نصح بـ "وقف تناول الماء الموجود في القوارير إلى حين التأكد من سلامته، والاستعاضة عنه بالفلاتر المنزليّة التي تزيل الأملاح والمواد العضويّة من بكتيريا وغيرها"، وهو ما ذهب إليه بيان السفارة الأميركيّة الذي رافقَ الحدث السابق، مُضيفاً: "ولا بدّ من إجراء وزارة الصحة لهذه الفحوصات كلّ شهر أو شهرين".