مخالفات مهنيّة في تقارير إخباريّة خلال فترة عطلة عيد الأضحى

مخالفات مهنيّة في تقارير إخباريّة خلال فترة عطلة عيد الأضحى

  • 2020-08-04
  • 12

أكيد – آية الخوالدة

 رصد "أكيد" خلال فترة عطلة عيد الأضحى عدّة مخالفات مهنيّة ارتكبتها وسائل إعلام محليّة، منها ما ارتبط بمخالفات في العنوان وأخرى في محتوى التقرير.

ونشر موقع إخباريّ محليّ عناوينَ منها؛ "شاب يقتل والدته المريضة طعناً خلال نومها"، و"شاب يقتل طفله ضربًا أثناء تدريبه على استخدام الحمام"، لجأ من خلالها إلى توظيف الإثارة في العناوين وإيهام القارئ بأنَّ هذه الأحداث وقعت في الأردن، ممّا يحفّز القرّاء على النقر متابعة تفاصيل هذه العناوين ليفاجَأ بأنَّها حدثت في دول أجنبيَّة، وهو ما يُطلق عليه في قاموس الإعلام الإلكترونيّ "الطُعم في العناوين".

وهنا يوضح "أكيد" أن فاصلاً قد يتّسع أو يضيق بين أن يكون عنوان المادة الإخباريّة جاذباً، أو خادعاً، أو مُضلّلاً، فالخداع والتضليل يتضمّنان قَدْراً من الجاذبية بالتأكيد، غير أنّ ذلك يُعدّ عملاً غير أخلاقيّ من الناحية المهنيّة، بينما تُعد صياغة عنوان جاذب وصادق مهارةً وفناً، ولكنها في الوقت ذاته لا تتعارض مع أخلاقيّات المهنة.

ونشر موقع إخباريّ محليّ تقريرًا على صفحته الرسمية فيسبوك بعنوان "بالدموع والحسرة الطفلة جيهان شقيقة الطفل المتوفى يامن تروي قصة التسمم بالشاورما"، تضمَّن مقطعاً مصوَّراً بلغت مدته خمس دقائق، حاور خلاله مُعِدّ التقرير والدة الطفل المتوفّى وشقيقته التي على فراش العلاج، وخال الطفل خلال تواجدهم في مستشفى الأمير حمزة، مرتكبة عدة مخالفات مهنيّة؛ أوّلها تمثلت في العنوان وما حمله من إثارة واستجداء للعواطف، والأصل أن يتم تغليب النبرة المهنيّة المتضمّنة لعناصر الخبر الخمسة على النبرة الإنشائيّة في العناوين.

فيما تمحورت المخالفة الثانية حول مقابلة الطفلة وذوي المتوفّى، إذ لا توجد قيمة إخباريّة من إجراء هذه المقابلات، انطلاقاً من جوهر العمل الصحفيّ الذي يقوم على احترام كرامة البشر أحياءً وأمواتاً، وأنَّ على وسيلة الإعلام أن تتذكَّر أن هذه الممارسات قد تترك آثاراً نفسيّة مؤلمة عند جمهور المتلقّين، وبشكلٍ خاصّ لدى ذوي الضحيّة ومعارفه.

وتذهب بعض المقابلات بهدف التأثير على عواطف الجمهور وإثارة مشاعرهم الإنسانيّة، إلا أنَّ الأصل في الممارسة المهنيّة عدم استغلال حالة ذوي المتوفّى الإنسانيّة لأهداف إعلاميّة أو مآرب شخصيّة، وفي هذا مخالفة مهنيّة لأخلاقيّات العمل الصحفيّ.

وحول تصوير الطفلة جيهان وأجراء المقابلة معها، يؤكد مرصد "أكيد" وبحسب المعايير المهنيّة التي أرساها في التعامل مع صور الأطفال في الإعلام، ضرورة تجنُّب نشر صور الأطفال في حالات ضعفهم، لما في ذلك من إساءةٍ لكرامتهم وحقوقهم، أو اللّجوء إلى تظليل الوجوه وتغطية ملامحها في حال كان نشر الصور ضرورة، وهو ما أشار إليه، أيضاً، ميثاق الشرف الصحفيّ في المادة 14 والتي تنصّ على أن "يلتزم الصحفيّون بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الأساسية المتمثلة بالرعاية والحماية، ويراعون عدم مقابلة الأطفال أو التقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم".

كما ويُذكِّر "أكيد" بعدم مقابلة ذوي الضحايا؛ لما قد يُدلون به من تصريحات غير مسؤولة فيما هم تحت هَوْل الصدمة، بالإضافة لكون هذه التصريحات، في الغالب، لا تحمل قيمة صحافيّة ترفد المادة.