وسائل إعلام ترتكب مخالفات مهنية في تصوير الجنائز وإجراءات الدفن

وسائل إعلام ترتكب مخالفات مهنية في تصوير الجنائز وإجراءات الدفن

  • 2020-07-06
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

ارتكبت وسائل إعلامية محلية مخالفات مهنية في تغطيتها مراسم وإجراءات الدفن، وخاصة المتعلقة بالوفيات الناتجة عن فيروس "كورونا" المستجد، وما يرافقها من إجراءات بروتوكولات صحيّة خاصّة بالصلاة على الجثامين ودفنها.

ويلعب الإعلام دورًا هامًّا في نقل الصّورة إلى المجتمعات، إلا أنَّ ذلك يتطلب مراعاة أخلاقيات التغطيات الصحفية لمثل تلك الحالات، خاصّة عند تصوير الجنائز وإجراءات الدفن، انطلاقاً من مراعاة جوهر العمل الصحفي الذي يقوم على احترام كرامة البشر أحياء وأمواتاً، وما قد تتركه هذه الممارسات من آثارٍ نفسيّة مؤلمة عند جمهور المتلقّين، وبخاصّة ذوي الضحية ومعارفه.

ورصد "أكيد" خلال الفترة الماضية موادَّ عدة لوسائل إعلام تضمَّنت مقاطع مصوَّرة لإجراءات دفن جثامين ضحايا "كورونا"، بعضها خالفت الأخلاقيات المهنيّة وأخرى التزمت الممارسات الفُضلى.

ونشرت وسيلة إعلام صورًا لأفراد يرافقون إحدى ضحايا "كورونا" عند الدفن، ويظهر في الصور وجوه الأفراد وهم يبكون، في حين أنَّ الممارسة الصحيحة في مثل تلك الحالة هي عدم إظهار وجوه الأشخاص بشكل يُمكن التعرف عليهم، وفقاً للأستاذ يحيى شقير، رئيس لجنة شكاوى الإعلام المرئي والمسموع في هيئة الإعلام.

ويوضح شقير إنَّ في مثل هذه الحالات يجوز إظهار الحزن، "لكن من الأفضل عدم إظهار الوجه"، مضيفا "في حالة التحذير من انتشار كورونا يجوز التسبُّب بقليلٍ من القلق للمشاهد؛ لإدراك مآسي الآخرين واتّخاذ الإحتياطات لعدم وقوع وفيات أخرى ناتجة عن الإصابة بفيروس "كورونا".

ونشرت وسيلة إعلام عبر صفحتها الإخباريّة على موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك" مقطعاً مصوَّرًا يُظهر لحظات الصَّلاة على جثمان إحدى ضحايا "كورونا" في إحدى الدول العربية، حيث تم وَضْع جثمان الضّحية في ساحة طوارئ إحدى المجمّعات الطبية، مع كوادر طبية ومُصلّين يرتدون اللّباس الواقي لمنع عدوى "كورونا"، ثم قيام الفريق الطبّي بوضع الجثمان داخل سيارة إسعاف، بتصوير خالٍ من أيَّة مشاهد مخالفة للتغطية الإعلامية، ما يمثّل ممارسة فُضلى قامت بها وسيلة الإعلام، تمثّلت بنقل صورة عامّة عن الحدث.

وحول شروط تصوير الجنائز، بيَّن الدكتور صخر الخصاونة، أستاذ التّشريعات الإعلاميّة والأخلاقيّات الصَّحفية، في تصريحٍ سابقٍ لـ "أكيد"، أنَّ شَرْط السّماح بنقل وقائع الجنازات هو ألّا يتمّ خدش حُرمة الأموات، وألّا يؤثّر ذلك على أهل الميّت لاحقاً، مُنوّهاً إلى أنَّ الجنائز تُعامَل معاملة المناسبات الخاصّة على الرَّغم من أنها تجمّعات عامّة.

ويشير "أكيد" إلى أنَّ تصوير الجنازات الخاصة أو إجراءات الدفن يعد مُخالفاً لأخلاقيات العمل الصحفي، في حال تضمن اعتداء على حُرمة المُتوفَّى وتأثيرٍ على ذويه، وإن لَزِم ذلك فإن هناك معايير أساسيّة تحكم تصوير مثل تلك الحالات، نذكر منها:

  1. احترام خصوصية الإنسان وكرامته.
  2. احترام المشاعر الإنسانيّة المرافقة لمراسم الجنائز.
  3. تجنُّب إظهار وجوه الضحايا إذا كانت مكشوفة.
  4. تجنب عرض صور مقربة لوجوه المحزونين.
  5. تجنُّب استخدام العناوين المثيرة مع الفيديو مثل (فيديو مؤثر، مقطع مبكي، مشهد تقشعر له الأبدان، موقف مثير للحزن، مرعب جداً، أو غيرها).
  6. تجنَّب تصوير الجثمان داخل القبر، وإن تمَّ ذلك فاذكر رسالة تحذيريّة في بداية مقطع الفيديو أو قبل عرض الصور.
  7. مراعاة مشاعر ذوي المتوفى، وتجنُّب إجراء المقابلات معهم خلال مراسم الصلاة على المتوفى، بما يمثّل استغلالاً لحالتهم الإنسانية لأهداف إعلاميّة.
  8. حاول أن تكون بعيداً عن المراسم كاملة بحيث يتضمّن التصوير مشهداً عامَّاً خالياً من الوجوه أو مثيرًا للمشاعر، بموضوعيّة بعيداً عن اختراق خصوصيّة المحزونين.