"قرأتهُ على فيسبوك" ... وَهْمُ معرفة يُصَعِّب عمل الأطبّاء

"قرأتهُ على فيسبوك" ... وَهْمُ معرفة يُصَعِّب عمل الأطبّاء

  • 2020-09-02
  • 12

أكيد – ترجمة بتصرّف: دانا الإمام

يزيد انتشار الأخبار المغلوطة والإشاعات حول فيروس "كورونا" من الصّعوبات التي يواجهها الأطبّاء والعاملين في القطاع الطبيّ، وبخاصّة في غرف الإسعاف والطوارئ؛ لأنّهم بالإضافة إلى محاربة الأمراض، فهم يُحاربون الكثير من الخدع والمعلومات المغلوطة التي ترسّخت في أذهان المرضى لمُجرّد أنهم قرؤوها على منصّة التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك".

وعندما يُحاول الأطبّاء الرّد على ادّعاءاتٍ غير صحيحةٍ قرأها بعض مرضاهم على "فيسبوك" عبر تزويدهم بمعلومات صحيحة من مصادر علميّة موثوقة، يُصرّ المرضى على أنّ قراءتهم للمنشور على فيسبوك تعني أنّه صحيح.

فمثلاً، يدّعي بعض المرضى أنّ الفيروس ليس بالأمر الخطير وأنّه تم تطوير لقاحٍ لعلاجه، بينما يُحاول الأطبّاء إقناعهم بأنّ الفيروس خطير، وأنّه أصاب الملايين حول العالم، وتسبّب بوفاة 180 ألف شخص في الولايات المتّحدة وحدها، وأنّه ليس هناك، حتى اليوم، طريقة فعّالة لمقاومته. لكنّهم لايصدّقون ذلك لأنّهم قرأوا على "فيسبوك" ما يدعم وجهة نظرهم.

وللأسف، جزء لا يُستهان به من المُحتوى الذي يتمّ تداوله عن فيروس "كورونا" على أنّه حقيقيّ، في الواقع مصدره رسائل وردت على الهواتف المحمولة، أو أفكار وتصوّرات رُشِّحت من غرف المحادثات على شبكة الإنترنت، أو منشورات على منصّات التّواصل الاجتماعيّ تزعم بأنّ الفيروس صُنّع في أحد المختبرات في الصّين.

ومع دخول الجائحة شهرها السّابع، لا يزال انتشار المعلومات المغلوطة، والخداع، والإشاعات، يرافق انتشار الفيروس. ومن الجدير بالذّكر هنا أنّ انتشار الأخبار المغلوطة ليس بالأمر الجديد، وإنّما الجديد هو تضخيم وسائل التّواصل الاجتماعيّ لتلك الأخبار بشكل غير مسبوق، إذ قُدِّر عدد مشاهدات الأخبار التي تتضمّن معلومات مغلوطة وخداعًا للقرّاء بنحو 460 مليون مشاهدة على منصّة "فيسبوك" وحدها خلال شهر نيسان الماضي.

وتُشجّع خوارزميّات "فيسبوك" على اقتراح المحتوى الذي يستفزّ مشاعر المُستخدِمين بقوّة ويزيد من مشاهدتهم للأخبار غير الدقيقة التي عادةّ ما تكون مُغلّفة بغطاء يُظهِرها على أنّها أخبار جديدة تثير مشاعر المتلقّين واهتماماتهم. هذه الفئة من الأخبار هي بالضبط ما يتمّ دعوة المُستخدمين للحذر أثناء التّعامل معه، وإخضاعه للتفكير النّاقد قبل تصديقه أو مشاركته من الآخرين.

 

المصدر: nytimes.com