" ورقة الأسئلة وقاعات تصحيح امتحان التوجيهي " .. أسئلة لم تطرحها وسائل إعلام

" ورقة الأسئلة وقاعات تصحيح امتحان التوجيهي " .. أسئلة لم تطرحها وسائل إعلام

  • 2020-06-09
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

أقلّ من شهرٍ على بدء امتحانات الثانويّة العامة لعام 2020، ووسائل إعلام محليّة تنشر، فقط، ما يصدر عن وزارة التربية والتعليم من تصريحات، وتكتفي بتغطية موضوعات محدّدة، من بينها: الإجراءات الوقائيّة التي سترافق دخول الطلاب لقاعات الامتحان، وعدد الطلبة في القاعة الواحدة، وآليّة تعامل الطالب مع ورقة الإجابة الخاصّة والجديدة على نظام الثانويّة العامة، بالإضافة إلى طبيعة الأسئلة.

 

 ثمّة مساحة من الغموض والحيرة حول عقد الامتحان وفق الآلية الجديدة التي أعلنتها الوزارة، واعتمادها الماسح الضوئي للتصحيح، بالإضافة إلى تساؤلات عديدة يطرحها الطلبة وأولياء أمورهم، في ظلّ اقتصار التصريحات حول طبيعة الأسئلة على اعتبارها "موضوعية" تتضمَّن الاختيار من متعدّد، والصواب والخطأ، وأسئلة الإجابات القصيرة التي يصعب على الماسح الضوئي تصحيحها باعتباره جهازاً يتعامل بالرُّموز فقط، وهي الأمور التي رصد "أكيد" كيفيّة تعامل الإعلام معها.

 

وسيلة إعلام نشرت مادّة تحت عنوان "كيف ستكون أسئلة امتحانات التوجيهي؟" ناسبةً ما ورد فيها إلى  تغريدة نشرها وزير التربية والتعليم د. تيسير النعيمي عبر حسابه الرسميّ على موقع "تويتر" بتاريخ 31 أيار 2020 الساعة 6:14 مساءً، قال فيها إنَّ الوزارة أعلنت "مراراً ومنذ شهرين" أنَّ الامتحان "سيشمل أسئلة من نوع اختيار من متعدّد وصحّ وخطأ وإجابات قصيرة وحلّ مسائل". ليعود النعيمي وينشر تغريدة بتاريخ 6 حزيران 2020 الساعة 6:44 صباحاً، قال فيها إنَّ "الأسئلة للطلبة جميعهم من نمط واحد كاختيار من متعدّد وصحّ وخطأ"، وهو ما اكتفت به وسائل إعلام، ما أثار حيرة الطلبة حول غياب أسئلة حلّ المسائل والإجابات القصيرة، وأسهم في تشتيت وسائل الإعلام بين تصحيح الأخبار السابقة وإثبات الأخبار الجديدة.

 

ولم تطرح وسائل إعلام تساؤلات حول قاعات التصحيح، وأسباب استلام ورقة الأسئلة من الطلبة بعد انتهاء الامتحان – على غير العادة –، وكيفيّة حساب وقت الامتحان، وغيرها.

 

وفي مُمارسة فُضلى حاولت وسيلة إعلام محليّة تبديد القلق والإرباك لدى الطلبة بالإجابة على تساؤلاتهم عن طريق التواصل مع المسؤولين في الوزارة، إلا أنّها ذَكَرت محاولتها الاتّصال مع مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم، ... "ولم يردّ على الهاتف".

 

أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإداريّة والماليّة، الدكتورة نجوى قبيلات، قالت لـ"أكيد" إنَّ الطالب سيستخدم نموذجين للإجابة؛ الأوَّل هو نموذج الماسح الضوئي للإجابة عن الأسئلة الموضوعيّة، أمَّا الثاني هو دفتر الإجابة "المعروف" للإجابة عن أسئلة الإجابات القصيرة – إن وُجدت – في الامتحان.

 

وعن عدم تواصل الوزارة حتى الآن مع المُصحّحين، قالت قبيلات إنَّه ما زال أمام الوزارة مُتّسعٌ من الوقت لتشكيل لجان التصحيح، وبخاصّةٍ وأنَّ عملية التصحيح هذا العام لن تحتاج للوقت والجهد نفسه أو عدد مراكز التصحيح نفسها التي كانت تُجهَّز في الدورات السابقة؛ باعتبار الإجابات قصيرة والتصحيح مشترك مع الماسح الضوئي.

 

أمّا عن لجوء الوزارة هذا العام إلى إجبار الطالب على تسليم ورقة الأسئلة بعد كل امتحان، تقول قبيلات لـ "أكيد" إنَّ الوزارة بصدد إنشاء بنك للأسئلة، يتضمَّن فقرات على مستوى عالٍ من الاحترافيّة وتتوافق ومستويات الطلبة المختلفة لاستخدامها لاحقاً في الاختبارات، ومن الصعب إبقائها متداولة بين الطلبة، "وهو ما يحدث في الاختبارات الدوليّة".

 

وأضافت قبيلات أنَّ الوزارة ستشكّل لِجاناً فنيةً من معلمين ومشرفين خبراء بعد كلّ جلسة امتحانيّة، من غير واضعي أسئلة الامتحان، لتقوم بمراجعة الورقة الاختباريّة وقياس الخصائص والمعايير التي وُضعت على أساسها الفقرات، من حيث الثبات والشموليّة لمهارات التعليم من معرفة، وفهم، وتطبيق، وقياس درجة الصعوبة، والملاحظات التي تصل من الميدان حول أيّ من الأسئلة.

 

وحول الوقت المحدّد للامتحان، قالت قبيلات إنَّ مدّة الامتحان تُحدَّد بحيث تناسب الوقت المخصّص للطالب للإجابة عن الأسئلة؛ وهو ثلاثة أضعاف الوقت الذي يحتاجه واضع الأسئلة للإجابة عنها.

وأشارت إلى أنَّ وقت الامتحان ينتهي بانتهاء الجلسة الامتحانيّة، ولن يتمكّن الطالب بعد ذلك من متابعة الحلّ، إلا أنّ مدير القاعة سيُنبّه الطلبة للوقت المتبقّي، أكثر من مرّة، ليتمكّنوا من تفريغ الإجابات على ورقة الماسح الضوئي قبل انتهاء الوقت المحدّد، مؤكّدة أنَّ الوزارة ستمنح 10 دقائق إضافيّة للطالب بعد انتهاء المدّة المقرّرة لكلّ امتحان.

 

ويُذكّر " أكيد " وسائل الإعلام بضرورة البحث عن العناصر المُكمّلة للخبر، سواء عن طريق المصادر الأصليّة أو أقسام المعلومات، للإجابة عن الأسئلة التي تُربك الرأي العام، والإحاطة الشاملة بالموضوع.