خاصيّة التحقّق الجديدة في "تويتر" .. خطوة نحو تعزيز مصداقيّة المحتوى

خاصيّة التحقّق الجديدة في "تويتر" .. خطوة نحو تعزيز مصداقيّة المحتوى

  • 2020-06-03
  • 12

ترجمة بتصرّف: دانا الإمام

 

دفعت جائحة "كورونا" شركة "تويتر" إلى إضافة تحذيرات ترافق التّغريدات التي قد تتضمّن معلومات غير صحيحة، وهو ما حدث مرّتين، مؤخّراً، مع حساب الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب، حسبما صرّحت الشّركة.

منتقدو سياسات منصّة التّواصل الاجتماعيّ "تويتر" عبّروا أكثر من مرّة خلال السّنوات الماضية عن استيائهم من طريقة استخدام "ترامب" للمنصّة، لكنّ الشّركة لم تصرّح عن نيّتها اتخاذ أيّ إجراء ضدّ حساب الرّئيس، لا سيّما أنّ سياستها ترى أنّ تعبير قادة العالم عن أفكارهم علناً يصبّ في مصلحة المُستخدمين، وقد يكون السّبب أنّ تغريدات ترامب تقع في منطقة رماديّة لا تغطّيها سياسات الاستخدام التي تمنع تصرّفات محدّدة ترتبط بالإساءة أو نشر خطاب كراهية.

ووفقاً لشركة "تويتر"، فإنّ انتشار فيروس "كورونا" دفعها إلى إعادة تقييم طريقة تعاملها مع التّغريدات التي تقع ضمن المنطقة الرّماديّة هذه، والتّعامل مع بعضها كمنشورات قد تكون خطيرة فعلاً، إذ تقول "كايتي روسبورغ"، المتحدّثة باسم "تويتر": "كوفيد-19 غيّر مجرى اللعبة". وتضيف: "لدينا الآن الأدوات التي تمكّننا من تحديد المحتوى الذي قد يتضمّن ادّعاءات غير دقيقة بإمكانها الإسهام بأذيّة أشخاص في العالم الواقعي خارج نطاق الإنترنت" وتشمل الأدوات الجديدة إرفاق رسالة تحذيريّة مع المنشور الذي قد يحتمل تضمين محتوى مُسيء، مثل تغريدة ترامب، مع بيان السّبب.

بالرغم من أنّ شركة "تويتر" لم تُعرّف بعد ماهيّة المحتوى الذي قد يُسبّب الأذى في العالم الواقعي، لكنّها، على سبيل المثال، اعتبرت أنّ نشر المحتوى الذي يحثّ على اتّباع إرشادات للوقاية من فيروس "كورونا" والذي يثبت لاحقاً عبر الجهات المختصّة عدم فعاليّة تلك الإرشادات، على أنّه محتوىً يجب أن يتم التّحذير منه. وبدأ "تويتر" تطبيق المبدأ ذاته على تغريدات ترامب.

ففي الأسبوع الماضي، أضاف "تويتر" رّسالة تحذيريّة على تغريدتين للرئيس الأميركيّ غير مُدَعّمتين بأدلّة وتزعمان أنّ مشاركة الأميركيين بالانتخابات خلال جائحة "كورونا" عبر الإدلاء بأصواتهم على أوراق تُرسل عبر البريد من الممكن أن تُسبّب تزويراً للانتخابات. الرسالة التّحذيريّة على هذه التّغريدة وَجّهت المستخدمين للدخول إلى رابط للتعرّف على "حقائق عن التّصويت عبر أوراق البريد".

الخطوة التي أقدم عليها القائمون على "تويتر" أدّت إلى مواجهة شديدة اللّهجة مع ترامب الذي وعد بأن يتّخذ "إجراءات كبيرة" ضدّ شركات التّواصل الاجتماعيّ التي اتّهمها بإسكات أصوات المستخدمين المحافظين. كما أنّ مسؤولة الإعلام في البيت الأبيض أعلنت لاحقاً أنّ ترامب سيوقّع أمراً تنفيذيّاً يُضعِف فرص حماية شركات التّواصل الاجتماعيّ وتجنيبها رفع دعاوى قضائيّة ضدّها.

 

ويبدو أنّ  شركة "تويتر" هي الأقلّ تأثّرا بالتّهديدات لأنّ حجم الشّركة وعدد مستخدميها أقلّ من "فيسبوك" و"غوغل"، كما أنّ هذه المنصّة تمنع الدّعايات الانتخابيّة، وبالتالي لا يمكن اتّهامها بالتّحيّز لتيّار سياسيّ دون الآخر.

ولعلّ أكبر درس تعلّمه "تويتر" هو أنّه بإمكان فريق "الثّقة والسّلامة" في الشّركة اتخاذ إجراءات بالنّسبة للمنشورات غير اللائقة، والتي في الوقت ذاته، لا تشكّل خرقاً واضحاً لقواعد الاستخدام، لكنّها قد تُضلّل المتابعين وتُربكهم وتؤذيهم في الحياة الواقعيّة. فمثلاً، أضاف "تويتر" رسائل تحذيريّة على منشورات زعمت أنّ فيروس "كورونا" ينتقل عبر شبكات الاتّصال اللّاسلكي من فئة الجيل الخامس، وليس بالتّلامس.

بما يخصّ منشور "ترامب" الذي أثار الجدل، فإنّ خطورته تكمن في توقيته؛ حيث وصف "ترامب" عمليّة التّصويت بأنّ فيها احتيالاً في الوقت الذي اعتمدت بعض الولايات هذه الطريقة لإدارة الانتخابات خلال الجائحة. ويمكن اعتبار السّياسة التي بموجبها تم وضع الرّسالة التحذيريّة على تغريدتيّ الرئيس الأميركيّ بداية تغيير في توجّهات شركة "تويتر" تجاه تغريدات "ترامب"، وبداية تصاعد التوتّر بينهما.

ولا يزال البعض يعتقد أن شركة "تويتر" تتّخذ أضعف الإجراءات التي بإمكانها اتّخاذها لمواجهة المعلومات المغلوطة التي تتنشر عبر منصّتها، عبر التّركيز على التّغريدات التي تصدر من البيت الأبيض فقط، بينما تُهمِل تغريدات مُسيئة لمستخدمين آخرين. ففي اليوم نفسه الذي اعتبرت منصّة "تويتر" أنّها يجب أن تحذّر من تغريدة "ترامب"، رفضت الشّركة طلب زوج امرأة متوفّاة من فلوريدا بأن يتم توضيح عدم صحّة ادّعاء ترامب بأنّ مقدّم برامج اسمه "جو سكاربورغ" يعمل في قناة (MSNBC) هو من قتل هذه الزّوجة. لكنّ "تويتر" لم تستجب للطلب لأنّ منشور "ترامب" لا يخرق أيّ من سياساتها.

وسرعان ما أخفت منصّة "تويتر" تغريدة جديدة لترامب مجّد فيها العنف ضمن تعليقه على المظاهرات التي تعمّ البلاد والتي تطالب بوقف العنصريّة  ضد الأميركيين من أصل إفريقيّ، وذلك بعد حادثة مقتل مواطن من أصل إفريقيّ بطريقة غير إنسانيّة على يد رجل شرطة أبيض في مدينة منيابوليس في ولاية مينيسوتا. لكن بإمكان المستخدمين رؤية المنشور بعد الضّغط على تحذير يفيد بأن محتوى التّغريدة يُمجّد العنف.

 

المصدر: https://www.politico.com/news/2020/05/27/coronavirus-twitter-trump-286716