"حماية الكوادر الطبيّة خلال أزمة فيروس كورونا".. تحدّيات وإجراءات

"حماية الكوادر الطبيّة خلال أزمة فيروس كورونا".. تحدّيات وإجراءات

  • 2020-04-09
  • 12

أكيد - ترجمة بتصرّف: دانا الإمام

يواجه العاملون في القطاع الطبيّ حول العالم ممّن هم على تماسٍ مباشر مع المصابين بفيروس "كورونا" المستجد خطورة متزايدة نتيجة احتماليّة انتقال العدوى إليهم، ممّا يحتّم تكثيف إجراءات السّلامة المتّبعة لحماية الكوادر الطبيّة، وتقليل احتماليّة إصابتهم ونقلهم للمرض.

وتُشكّل أزمة نقص المستلزمات اللاّزمة لحماية الأطبّاء والممرّضين تحدّياً عالميّاً، بخاصةٍ في الدّول التي سجّلت عدداً كبيراً من المصابين.

وتنتقل العدوى بفيروسCOVID-19  عبر الرذاذ الذي يخرج مع السّعال أو العطاس، وعبر سوائل الجسم، وعبر لمس الأسطح الملوّثة بالفيروس. ومن الجدير بالذّكر أنّ المصابين بالفيروس قد لا تظهر عليهم أيّ أعراض من أعراض الإصابة بالفيروس، وهو ما يعني وجوب تعامل الكوادر الطبيّة مع جميع المرضى على أنّهم مصابين بالفيروس.

لكنّ سبل الوقاية الاعتياديّة، مثل ارتداء الكمّامات الطبيّة، قد لا تكون كافية للوقاية من العدوى. ففي مدينة "ووهان" الصّينيّة، سُجّلت 14 إصابة بالفيروس بين أفراد طاقم طبّي أجرى عمليّة جراحيّة لطفل مصاب بفيروس "كورونا" لم تظهر عليه أيّ من أعراض المرض، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة.

وبالتّالي، تحتاج الكوادر الطبيّة إلى اتّباع إجراءات أكثر تشدّدا لضمان عدم إصابتهم بالعدوى في ظل انتشار فيروس "كورونا"، والتي حدّدتها منظّمة الصحّة العالميّة، والتي أبرزها ارتداء كمّامات ذات قدرة أكبر على الحماية من نوع N95، إضافةً إلى استخدام النظّارات الواقية وارتداء سترات خاصّة تغطّي الجسم. ويُشار هنا إلى ضرورة غسل اليدين جيّداً قبل لبس القفّازات وفور خلع معدّات الحماية الشّخصيّة.

لكنّ الخطر الأكبر يواجه الدّول التي سجّلت عدداً كبيراً جداً من المصابين، إذ تعاني هذه البلدان من نقص حادّ في المستلزمات الطبيّة التي تستخدم لحماية الأطبّاء والممرّضين. فمثلاً، اضطرّ بعض الأطبّاء والممرّضين في بريطانيا لتغطية رؤوسهم بأكياس قمامة مصنوعة من البلاستيك؛ لعدم وجود كمّامات وأغطية للرأس والجسم.

ويُطلب من هذه الكوادر معاينة مرضى كورونا عن قرب لا يتجاوز حوالي 20 سنتمتراً دون توفّر مستلزمات الوقاية، بينما يُطلب من الأشخاص العاديين التباعد بحوالي مترين لتجنّب الإصابة من أيّ شخص محتمل إصابته. وفي حالة الإصابة، يقلّ عدد الكوادر التي تعالج المرضى وترعاهم، ممّا يشكّل ضغطا كبيرا على الكوادر الأصحّاء.

وتعاني المستشفيات والمراكز الطبيّة في بؤر تفشّي الفيروس في الولايات المتّحدة من نقص في الكوادر الطبيّة المدرّبة ذات الخبرة، حيث وجّهت المستشفيات نداءً إلى العاملين في القطاع الطبيّ من أطبّاء وممرّضين في كافة أنحاء البلاد للتطوّع في أقسام الإسعاف والعناية الحثيثة للتخفيف من ضغط العمل الشّديد على الطواقم العاملة هناك.

وازداد الطّلب على الممرضين المختصّين بالإشراف على الحالات الحرجة بنسبة 250%، بينما ارتقع الطّلب على فنيّي المختبرات بنسبة 400%. وشهدت ولاية نيويوك، التي سجّلت أكبر عدد حالات إصابة في الولايات المتّحدة، تطوّع أكثر من 80 ألف طبيب متقاعد للعمل على التصدّي للفيروس وإنقاذ المرضى.

 

 

المصادر:

https://www.ft.com/content/096caf0d-d5c7-4198-8e09-32ef8045a480

https://www.thelancet.com/pdfs/journals/lanres/PIIS2213-2600(20)30066-7.pdf