" قصّة مريضة "كورونا" رقم 31 "... درس في أهميّة التّباعد الاجتماعيّ

" قصّة مريضة "كورونا" رقم 31 "... درس في أهميّة التّباعد الاجتماعيّ

  • 2020-03-17
  • 12

أكيد – دانا الإمام - أثبتت قصّة المريضة رقم 31 بفيروس "كورونا" في كوريا الجنوبيّة أهميّة اتّباع إرشادات التّباعد الاجتماعيّ والالتزام بإجراء الفحوصات الطبيّة لمن تظهر عليه الأعراض، والمكوث في الحجر الصّحي للمصابين والمحتَمَل إصابتهم؛ لتجنّب التسبّب بمزيد من بؤر تفشّي المرض.

وفي تفاصيل القصّة، فإنّ المصابة رقم 31 بـ "كورونا" في كوريا الجنوبيّة، والتي قدمت من مدينة "ووهان" الصّينيّة وهي تشكو من ارتفاع في درجة الحرارة، رفضت إجراء الفحوصات الطبيّة اللازمة، ومارست حياتها بشكل طبيعيّ، بما في ذلك المشاركة في أداء صلاتين جماعيّتين في كنيسة، وتناوُل طعام الغداء في فندق.

في الأيّام القليلة التي تلت ذلك، زار مستشفى المنطقة مئات الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض ممّن ذهبوا إلى الكنيسة، والنّتيجة كانت إصابة نحو 1200 شخص ممّن خالطوا هذه السّيدة التي لم تلتزم بتعليمات الحجر الصّحيّ.

تتالى ارتفاع أعداد المصابين بشكل كبير، تباعاً، وهو ما تسبّب بفقدان السّلطات الصحيّة لسيطرتها على عدد الإصابات. ويُعتقد أنّ الحالات المرتبطة بعدوى من هذه السّيدة تشكّل 80% من إجمالي عدد الحالات المسجّلة في كوريا الجنوبيّة، والتي تقارب 8 آلاف حالة.

مدير مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور علّق على صفحته على منصّة "فيسبوك" أنّ " ... المريض رقم 31 يُعلّمنا عن بعد درساً كبيراً كيف أنّ بإمكان تصرف أرعن واحد أن يُقوّض جهود دولة".

وكانت وسائل إعلام نشرت تفاصيل عن قصّة المريضة رقم 31 في كوريا الجنوبيّة ودورها في رفع أعداد المصابين بالمرض بشكل كبير بسبب عدم امتثالها للتعليمات الصحيّة، إضافة إلى مواد تطرّقت إلى أهميّة الالتزام بإجراء الفحوصات المخبريّة والابتعاد عن التجمّعات.

النّشرات التّوعويّة التي أصدرتها وزارة الصحّة، ومنظّمة الصحّة العالميّة، وكافة المؤسّسات الصّحيّة، أكّدت أهميّة ترك مسافة آمنة عند التعامل مع الآخرين في حالة الضّرورة القصوى، ودعت إلى الامتناع عن المصافحة للحماية من نقل العدوى.

ويتوجّب على القادمين من مناطق موبوءة بالمرض، والمخالطين لهم، ومن تظهر عليهم أعراض المرض الالتزام بالحجر المنزليّ لمدة 14 يوماً، قد تمتد إلى 24 يوماً، وهي فترة الحضانة للمرض.

وزير الصحّة الدكتور سعد جابر دعا في إيجاز صحفيّ الثلاثاء إلى عدم الاستهانة بالتعليمات الصّادرة عن الوزارة، مضيفاً أنّ إقامة عرس واحد بشكل مخالف للإرشادات الصحيّة المعلَنة تسبّب بـ 7 إصابات مؤكّدة بالمرض.

وتُعدّ أوّل أربعة عشر يوماً من تسجيل أوّل إصابة بفيروس كورونا فترة "ذهبيّة" لأنّه من الممكن أن تسهم السّلوكيّات المجتمعيّة الوقائيّة بشكل كبير في منع انتشار المرض، ممّا يعني القضاء على المرض بمجرّد معالجة الحالات التي تمّ تسجيلها بشكل مبدئيّ.