ممارسات فُضلى في التغطية الإعلاميّة لفيروس "كورونا"

ممارسات فُضلى في التغطية الإعلاميّة لفيروس "كورونا"

  • 2020-03-09
  • 12

أكيد – دانا الإمام  - قد يكون الخوف من المجهول سبباً في التّهويل وورود أخطاء في بعض التّغطيات الإعلاميّة لفيروس "كورونا"، لكنّ نشر وسائل الإعلام لمعلومات غير دقيقة من مصادر غير موثوقة  قد يساعد في انتشار المرض بدلاً من السيطرة عليه.

رصد "أكيد" على مدى الأسابيع الماضية مخالفات عديدة ارتكبتها وسائل إعلام محليّة بما يخصّ تغطيات فيروس "كورونا" المستجدّ، أبرز هذه المخالفات: الافتقار إلى الدقّة، ونشر الشّائعات، والاعتماد على مصادر غير موثوقة. وجاء في عناوين تقارير الرّصد:

 

وسائلُ إعلام تنتهك بشكل صارخ الحياة الخاصّة لمُصاب أردني بفيروس "كورونا"

"رسائل إعلاميّة للوقاية من كورونا"... معلومات خاطئة ومصادر غير علميّة

"صورة الحرم المكي فارغًا بسبب فيروس كورونا"... مُجسّم وغير صحيحة

وسائل التواصل تتصدّر قضيّة اعتداء على شخص بسبب "كورونا"

"انتهاء فيروس كورونا مع ارتفاع الحرارة وفصل الصَّيف" معلومات غير دقيقة

"رواية تنبّأت بفيروس كورونا قبل نحو 40 عاماً" ... خبر غير دقيق

"منظمة الصحّة العالميّة: الشماغ لا يحمي من كورونا" ... خبر غير دقيق

"سعر الكمّامات وصل إلى 50 دينارًا" ... تهويل وعدم دقّة

"فيروس "كورونا" ينتقل عبر البضائع الصينيّة" ... خبر غير صحيح

 

منظّمة الصحّة العالمية أصدرت نشرة توعوية مختصّة بالتغطية الإعلاميّة السّليمة للفيروس، تضمّنت بعض مما يلي:

 

  • التّداول الواسع لإرشادات التّعامل مع الفيروس على وسائل التّواصل الاجتماعيّ لا يعني أنّ هذه المعلومات صحيحة بالضّرورة، حتى وإن نسبها ناشروها إلى جهات معيّنة. من واجبك التأكّد من صحّة الإرشادات ومن صحّة مصادرها قبل نشرها.  تحقّق دائماً قبل النّشر.
  • تجنّب استخدام صيغ المبالغة، مثل وصف المرض بـ "الوباء" أو ربطه بنهاية العالم. الهدف ليس نشر الهلع أو حصد مشاهدات، وإنّما التّوعية ونقل المعلومات الصّحيحة.

 

  • الموضوعيّة والتّوازن أمران غاية في الأهميّة في ظل الانتشار الجغرافيّ للفيروس والعدد المتزايد للمصابين، والإجراءات الاستثنائيّة التي اتّخذتها دول كثيرة للسيطرة على انتشاره، مثل تقييد حركة المواطنين وتعليق الدراسة في عدد من البلدان. 

 

  • حافظ على نبرة إيجابيّة وركّز على فاعليّة الإجراءات الوقائية والعلاجيّة؛ لأنّه يمكن لغالبيّة الأشخاص التعافي من هذا المرض في حال الإصابة به. ركّز على ما يمكن القيام به لحماية أنفسنا وأفراد عائلاتنا من الإصابة بالفيروس بالمقام الأوّل.

 

  • ركّز على أهميّة الإجراءات الوقائيّة، وعلى إجراء الفحوصات المبكّرة عند الحاجة، والخضوع لإجراءات العلاج في حال الإصابة، دون استخدام لغة سلبيّة أو منفّرة.

 

  • الالتزام بأخلاقيّات العمل الصّحفي، واحترام خصوصيّة المرضى وعائلاتهم، والابتعاد عن الإغراق في تفاصيل شخصيّة للمرضى لا تضيف قيمة خبريّة، والتي قد تُسبّب انزعاجاً لهم ولعائلاتهم، وتُولّد قلقا لدى الأشخاص المُحتمَل إصابتهم بالمرض.

 

 

  • تحدّث عن "المصابين" بالمرض، والذين "يتلقّون علاجاً" والذين "يتعافون من المرض"، ولا تصفهم بـ "حالات" أو "ضحايا" كورونا.

 

  • تحدّث عن "الأشخاص المحتمل إصابتهم بالمرض"، ولا تصفهم بـ "مشتبهي كورونا" أو "الحالات المُشتَبه بها".

 

  • تحدّث عن "اكتساب المرض" من المصابين به، ولا تصف المصابين بأنّهم "ينقلون العدوى" أو "ينشرون الفيروس"؛ لأن في ذلك تكريساً لوصمة اجتماعيّة وإلقاءً باللوم عليهم وتحميلهم مسؤوليّة انتشار المرض. مرضى "كورونا" بحاجة إلى الدّعم والتّشجيع، كما أنّ من يُحتَمَل إصابتهم بالمرض بحاجة إلى التّشجيع لإجراء الفحوصات اللاّزمة.

 

  • تحدّث عن المرض، لكن لا تربطه بمكان جغرافيّ ما أو بعرق ما. فمن المسيء وصف الفيروس بـ "الفيروس الآسيويّ" أو "الفيروس الصّينيّ" أو "فيروس ووهان" نسبة إلى المدينة الصّينيّة التي ظهر فيها المرض لأوّل مرّة.

 

  • استخدام لغة سهلة وتجنُّب المصطلحات الطبيّة المعقّدة. ويمكن الإفادة من وسائل التّواصل الاجتماعيّ كونها تُسهّل الوصول إلى عدد كبير من النّاس بكلفة قليلة.

 

  • تسليط الضّوء على دور مُقدّمي الخدمات الصحيّة للمرضى أو الأشخاص المُحتمَل إصابتهم بالمرض، وتسليط الضّوء على أيّة مبادرات مجتمعيّة أو تطوّعيّة تهدف لمكافحة المرض أو التّوعية به.

 

  • استخدام الخرائط والصّور التّفاعليّة لتقديم معلومات موثوقة بطرق غير تقليديّة، مثل توظيف خارطة العالم لبيان عدد المصابين والوفيات عند وضع المؤشّر عليها، أو استخدام صور تفاعليّة توضّح حركة الطّيران، على أن يتم تحديث هذه المعلومات باستمرار.

 

  • تجنّب نقل المعلومات من مؤسّسات إعلاميّة عالميّة دون التحقّق، لأنّ حمّى الفيروس تجتاح العالم وقد ارتكبت مؤسّسات إعلاميّة عربيّة وعالميّة أخطاء مهنيّة عديدة ضمن ملف "كورونا". يمكن اللجوء إلى مواقع رسميّة حكومية، أو لمنظّمات صحيّة موثوقة، أو لمواقع التحقّق لتجنّب إعادة نشر معلومات خاطئة.

 

  • إشراك أشخاص مؤثّرين في المجتمع، مثل شخصيّات دينيّة أومشاهير يحظون بقبول جماهيريّ، للترويج لممارسات إيجابيّة.

 

  • بعض الحكومات وظَّفت "الفيروس" لأغراض سياسيّة واتّهمت الصّين بصناعته أو إخفاء معلومات تساعد في السّيطرة عليه. احذر من إعادة نشر معلومات على أنّها حقائق؛ لأنّ أساسها قد يكمن في آراء ومواقف سياسيّة.

 

  • عدد من منصّات التّواصل الاجتماعيّ، اتخذت إجراءات للحدّ من تداول معلومات غير صحيحة عن المرض، للسيطرة على حالة الهلع التي أصابت عدداً كبيراً من المستخدمين، وبخاصةٍ بعد حالات اعتداء على أشخاص من بلدان آسيويّة.

 

للمزيد من الفائدة، يمكن العودة إلى المصادر التالية، والتي استند "أكيد" إلى الممارسات الفضلى الواردة فيها:

 

https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/covid19-stigma-guide.pdf

 

https://www.weforum.org/agenda/2020/03/covid-19-coronavirus-who-media-guidelines-stigma-language/