"التحقّق من صحّة المعلومات".. مسؤوليّة الإعلام ودور مُستخدمي التواصل الاجتماعيّ

"التحقّق من صحّة المعلومات".. مسؤوليّة الإعلام ودور مُستخدمي التواصل الاجتماعيّ

  • 2020-06-16
  • 12

ترجمة بتصرّف: دانا الإمام

مسؤوليّة كبيرة تقع على عاتق وسائل الإعلام المختلفة، تتمثّل في نقل الأخبار، وشرحها، وتبسيطها لتصبح مفهومة للجماهير على اختلاف خلفيّاتهم المعرفيّة والثّقافيّة. وفي ظلّ الانتشار غير المسبوق للمعلومات المغلوطة والأخبار غير الدّقيقة، يتوجّب على وسائل الإعلام تحرّي الدقّة الشّديدة والسّعي لمحاربة التّضليل الإعلاميّ عبر تقديم الحقائق كما هي من مصادرها الموثوقة. لكن، قد تُسهم وسائل الإعلام بشكل غير مباشر ومن دون قصد في تأكيد معلومات مغلوطة في ذهن الجمهور.

بالنّظر إلى دراسات سابقة تناولت هذا الموضوع، فإنّ الأخبار المغلوطة لم تكن لتلقى اهتماماً لو لم تنشر عنها وسائل الإعلام التي أدّت واجباً مهنيّاً بالإشارة إلى أنّ تلك الأخبار مُضلّلة أو أنّها تضمّنت معلومات خاطئة. فمثلاً، عند الإشارة إلى خبر غير صحيح، تُعيد وسائل الإعلام ذكر المعلومة غير الصّحيحة، وهو ما يعطي هذه المعلومة مساحة للانتشار والتّداول. وأحياناً تكون المعلومة المغلوطة مغمورة، لكنّها ترى النّور بمجرّد الحديث عنها كمعلومة خاطئة.

والأمر مختلف بالنسبة إلى مراصد التحقّق من صحّة الأخبار، فقد أظهر تقرير صدر الشّهر الماضي أنّ بثّ تقارير التحقّق عبر منصّة "فيسبوك" أو السّماح لمستخدمي المنصّة بالتحقّق بأنفسهم أسهَمَ في انخفاض مشاركة الأخبار المضلّلة بنسبة 25%. كما أفادت دراسة أخرى أنّ احتماليّة مشاركة مستخدمي وسائل التّواصل الاجتماعيّ لمنشورات تمّ الإشارة إلى احتوائها على معلومات مضلّلة انخفضت إلى النصف.

وهنا يبرز ارتباط التّحقق من صحّة المعلومات والأخبار المتداولة مع قطاعات عديدة منها التكنولوجيا، فمثلاً، قد لا يكون في إضافة منصّة "تويتر" مؤخّراً لخاصيّة الرسائل التّحذيرية للمحتوى غير الدّقيق تعبيراً حقيقيّاً عن مفهوم التحقّق، لكن الهدف الفعليّ لهذه الخطوة الجديدة هو توضيح السّياق الذي وردت فيه المعلومة، وليس التّحقق من صحّتها بشكل صريح. ومن الجدير بالذّكر هنا أنّ توضيح سياق المعلومة قد يُسهم في إزالة مفاهيم خاطئة مرتبطة بها، لكنّه قد لا يكون كافياً لإثبات صحّتها من عدمه.

وفي محاولة للتخفيف من انتشار المعلومات المغلوطة، وجّه أكثر من 140 مُتخصّصاً - ممّن وفّرت لهم شركة "فيسبوك" دعماً ماليّاً - رسالة إلى المدير التنفيذيّ للشركة "مارك زوكربيرغ" للمطالبة بمنع الرّئيس الأميركيّ "دونالد ترامب" من استخدام منصّة "فيسبوك" التي يبثّ من خلالها "معلومات مغلوطة وبيانات تحريضيّة".

يُمكن القول إنّ وسائل التّواصل الاجتماعيّ هي المنصّات "السهلة"  لنشر الأخبار الخاطئة وممارسة التضليل الإعلاميّ بالنسبة إلى أولئك الذين يجدون الطرق الأخرى مسدودة في وجه أخبارهم الكاذبة وتضليلهم الإعلاميّ، وبذلك، يتوجّب على مستخدمي هذه الوسائل الانتباه لكلّ ما يُنشر، والبحث عن حقيقة كلّ ما يبدو مُريباً أو غير صحيح.

 

المصدر:

https://www.poynter.org/fact-checking/2020/do-no-harm-debunking-without-amplification/