مُخالفات أخلاقيّة ومهنيّة في نشر أخبار الجرائم

مُخالفات أخلاقيّة ومهنيّة في نشر أخبار الجرائم

  • 2020-10-25
  • 12

أكيد – دانا الإمام

نشرت مواقع إخباريّة محليّة مواد إخباريّة عديدة فيها مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة بما يتعلّق بتغطيات الجرائم، بصورة تتجاوز فيها أخلاقيّات نشر صور ضحايا الاعتداء والقتل، وهي إحدى المُخالفات الأكثر تكراراً في المواقع المحليّة.

ورصد "أكيد" مواد أوردت تفاصيل دقيقة لجرائم بصورة تنتهك خصوصيّة الضحايا وتنال من كرامتهم الإنسانيّة، كما تضمّن الرّصد أخبار منشورة فيها تفاصيل دقيقة وخطوات ارتكاب عدّة جرائم. ويعتذر "أكيد" عن عدم وضع روابط المواد التي وردت فيها المُخالفات؛ كي لا يُسهم في انتشارها.

مواقع إخباريّة إلكترونيّة نشرت مادّة عن توجيه تهمة القتل العمد لسيّدة ألقت بطفليها في نهر في إحدى الدّول العربيّة مؤخّراً، وأرفقت مع المادّة صوراً لجثتيّ الطّفلين، وهو ما يُعدّ انتهاكاً لمبدأ احترام قيمة الحياة الإنسانيّة، وعدم مراعاة لخصوصيّة فئة الأطفال.

ويُذكّر "أكيد" هُنا بمسؤوليّة وسائل الإعلام تجاه احترام قيم الأسرة، والالتزام بقضايا الجماعات الخاصّة وشؤونها، ومن بينها النّساء والأطفال.

مواد أُخرى حملت عناوين "شلة بطلجية يغتصبون زوجة 17 عاماً أمام زوجها .. تفاصيل" و"طالب يقتل والده: مخلي سمعة أمي في الحضيض"، تضمّنت هاتان المادّتان تفصيلات دقيقة وخطوات ارتكاب جرائم يُعاقب عليها القانون، وهو ما قد يُسهم في تشجيع أصحاب النّفوس الضّعيفة على استلهام أفكار لجرائم.

المادّة الأولى المُشار إليها ذكرت بالنّص الصريح أقوال الجاني والمجني عليها أثناء الواقعة التي حدثت في إحدى الدّول العربيّة، وهو ما يُشكّل مسّاً بقيم الأُسرة، وإظهار المجني عليها وزوجها في حالة ضعف شديد، إضافة إلى غياب القيمة الإخباريّة للمادّة بالنّسبة للقارئ المحلّي. كما تمسّ المادّة الثانية قيم الأسرة وتتضمّن تفاصيل بشعة للجريمة.

وبما يخصّ أخبار الجرائم، الأصل نشر خبر بسيط حول وقوع الجريمة بحيث يؤدّي الإعلام دوره في إطلاع جمهور القرّاء والمتابعين على ما يقع من جرائم فور وقوعها، دون الخوض بالتفاصيل التي من شأنها أن تنال من كرامة الضحيّة، أو تؤثر سلباً على مشاعر أسرته.

موقع آخر نشر خبراً بعنوان " ... مشاجرة بالسواطير ودهس بالسيارات (فيديو)"، مُرتكبا مُخالفة في إرفاق مقطع مُصوّر لاعتداء مجموعة من الشباب على بعضهم في إحدى الدّول العربيّة مستخدمين أدوات حادّة لإيذاء بعضهم، والسّيارات للدهس وصدم مركبات بعضهم.

أستاذ التشريعات الإعلاميّة الدكتور صخر الخصاونة قال لـ "أكيد" في تصريحات سابقة إنّ نشر مقاطع الـ"فيديو" للاعتداءات لا يضيف قيمة إخباريّة للمادّة، كما أنّ فِعْل نشر هذه المقاطع يُشجّع على العنف أكثر من أن يكون وسيلة للتنفير من العنف أو الإشارة إليه كفَعل مُجَرَّم.

ويدعو مرصد "أكيد" وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمعايير المهنيّة والأخلاقيّة التي تنصّ على احترام قيمة الحياة الإنسانيّة، والامتناع عن نشر تفاصيل الأنشطة الموجّهة ضد المجتمع، وعدم إظهار تفصيلات أعمال القسوة، والضعف الجسديّ، والتعذيب، والإساءة.