مخالفة مهنيّة في تغطية خبر وفاة فتاة في الكرك

  • 2020-08-17
  • 12

أكيد – آية الخوالدة

ارتكبت مواقع إخباريّة محليّة مخالفة مهنيّة في تغطيتها خبر وفاة فتاة في الأغوار الجنوبيّة في محافظة الكرك، بإيرادها وسيلة الانتحار وطريقته، وهي إحدى الأخطاء التي يجب على الإعلام تجنّبها وعدم الوقوع فيها، حيث يُعدّ ذكر وسيلة الانتحار أو محاولة الانتحار، تسويقاً لهذا الأسلوب.

ولم تكتف وسائل إعلاميّة في ذكر وسيلة الانتحار في متن الخبر، وإنما أشارت إليها في الصور المرفقة للخبر والتي توزعت ما بين صور لرباط يشبه الرباط المستخدَم في حكم الإعدام شنقاً، وما بين صور تعبيريّة تظهر فتاة مشنوقة بحبل، فيما نشر موقع إخباريّ آخر صورة تعبيرية جميلة لـ "اشارب" أو "شال لتغطية الرأس"، وجميعها تُعدّ مخالفة للقواعد المهنيّة والأخلاقيّة في نشر الصور المرفقة مع خبر الانتحار، حيث لا يجب أن تشير الصورة بوضوح إلى وسيلة الانتحار، كما لا يجب أن ينشر الإعلام صوراً جميلة، تُزيّن من الانتحار وتُظهره بوصفه أمراً اعتياديّاً، والأصل هو نشر صور قاسية تُعبّر عن قساوة الانتحار ورفض المجتمع له.

بدوره أوضح أستاذ التشريعات الإعلاميّة الدكتور صخر الخصاونة، في حديث سابق لـ "أكيد" أن فكرة نشر قضايا الانتحار في دول العالم كافة مرفوض رفضًا تامًا من الناحية الأخلاقيّة، حيث إنَّ نشرها من شأنه أن يسهم في زيادة أعدادها".

 وأوضح الخصاونة أنّ الدراسات العلميّة تشير إلى أنّ هناك ميلاً لدى "بعض" الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسيّة لمتابعة الأخبار المتعلقة بالانتحار، بحثاً عن أساليب تساعدهم في الشروع بالانتحار وتنفيذه، لذلك نلاحظ أنّ أغلب حالات الانتحار متشابهة نظراً لما تنشره وسائل الإعلام من أساليب الانتحار كالتهديد بالسقوط من المرتفعات وما شابه ذلك، مبيّناً أنّ وسائل الإعلام الملتزمة بمبادئ أخلاقيّات النشر تلجأ إلى الحدّ من نشر كلّ ما يتعلق بتلك الممارسات وأساليبها.

ومن الناحية القانونيّة أشار الخصاونة إلى أنه لا يوجد نصّ قانونيّ واضح يعاقب على النشر في هذه القضايا، لكن إذا كان هناك تحريض بشكل مباشر فإنّ هذا يُعدّ جريمة يعاقب عليها القانون، فالقانون لا يعاقب على الشروع بالانتحار، وإنما يعاقب بالتحريض عليه، إلا إذا كان في حالات حصريّة كأنْ يحمل الشخص صفة عسكريّة.

ومن هنا يدعو "أكيد" الصحافيين إلى ضرورة تغطية هذه الحالات الحسّاسة من "الانتحار" أو "شبهات الانتحار"، وفقاً لمبادئ أخلاقيّات المهنة الصحفيّة والتشريعات الإعلاميّة، وعدم تقديم المعلومات التي لا تهمّ الشأن العام وتضرّ بأهل المنتحر، أو تنعكس سلبًا على سلوك المجتمع.