"البطيخ والشمّام في الأردن": تحذيرات موسميّة ونفي مستمرّ من "الزراعة"

"البطيخ والشمّام في الأردن": تحذيرات موسميّة ونفي مستمرّ من "الزراعة"

  • 2019-04-24
  • 12

أكيد – رشا سلامة -

     نشرت وسائل إعلام ومواقع إلكترونية محليّة، ما يزيد على 23 مادة صحافية حول البطيخ والشمام في غضون اليومين الماضيين، 24 و23 نيسان 2019، فيما استعصى حصر عدد المنشورات المتعلقة بالأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكثرتها، لكن بالعودة إلى صفحات "فيسبوك" العامة كان هناك أكثر من 38 منشوراً، في الفترة ذاتها، تنوّعت بين إعادة نشر روابط المواد المتعلقة بالبطيخ والشمام وبين المنشورات الساخرة حول الأمر.

وقد كانت الحصّة الأكبر في التناول الإعلامي لصالح نفي وزارة الزراعة صحة ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول البطيخ والشمّام وعن كون ما يحدث هو "إساءة مُمنهجة للمنتج الأردني"، فبلغ عدد المواد الصحافيّة التي تناولت هذه الجزئيّة 14 مادة، فيما المرتبة الثانية كانت حول إعفاء بذور البطيخ والشمّام من الضرائب، بواقع 9 مواد صحافيّة، والتي تلقّفتها وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل في الهواتف الذكية بنبرة ساخرة.

التناول الآنف ليس مستجدّاً، بحسب رصد "أكيد"؛ إذ بات كما يشبه الطقس الثابت سنوياً، بل يكاد السيناريو يُعاد بحذافيره من منشورات تحذّر من شراء البطيخ والشمام مبكّراً، وأخرى تتحدث عن "هَرمَنَة" البطيخ والشمام؛ للتسريع في عمليّة إنضاجهما، ولتردّ وزارة الزراعة في بيان رسمي على هذه الأخبار، متحدثة عمّا تصطلح عليه "الإساءة لسُمعة المنتج الأردني".

وسبقَ التناوُل المحموم للبطيخ والشمّام في الساعات الماضية، تناول شبه لافت منذ مطلع شهر إبريل، فظهِرت عناوين عدّة من قبيل "نصيحة للأردنيين حول البطيخ" و"نصيحة للأردنيين بالتريث بشراء البطيخ والشمام" و"بالصور .. بطيخ مريض يباع في الأسواق الأردنية والأردنيون يناشدون"، ما جعل المناخ خصباً لتداوُل القضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين.

على ضوء ما سبق، يشير "أكيد" إلى نقاط عدّة حول التعامل الإعلامي مع قضية البطيخ والشمّام، والتي تُثار سنوياً:

  • في وقت أحجمت فيه وسائل الإعلام، إلا ما ندر، هذا العام، عن تداوُل ما يُشاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن "هَرمَنَة" البطيخ والشمّام؛ لتسريع نضجه، مكتفية بتناقل نفي وزارة الزراعة، فإنها لا تزال تلعب دور الناقل لما يُثار عبر هذه الوسائل وما يتمخضّ عن هذا التناقل من ردود أفعال رسميّة، من دون بذل جهد التحقّق من صحة المزاعم.

 

  • في وقت أوردت فيه مادة صحافيّة واحدة، تقريباً، صوراً مرفقة بالمادة حول بطيخة تبدو عليها علامات غريبة من الداخل، فإنّ تدعيماً لهذا التناقل لم يحدث، لا من خلال التحقّق من عيّنات أخرى ولا من حيث استطلاع وجهات نظر المختّصين، بل تم التناقل وتصدير الأحكام في العناوين والمتن دونما تكبّد عناء التحقّق أو حتى إيراد رواية الطرف الآخر.

 

  • حين صدَر نفي "الزراعة" حول البطيخ والشمّام، تم التناقل ونشر هذا النفي، من دون عناء شرح القصّة من أولها بالنسبة للمتلقي، الذي، ربما، لم يكن متابعاً لما يُثار حول الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعل التناوُل منقوصاً لعدم وجود خلفيّة للحدث، أيضاً.

 

  • تغيب الصحافة الاستقصائيّة عن واجهة الحدث، ولا يوجد جهد صحافي استقصائي؛ لمعرفة إذا كان ما يُثار حول "هَرمَنَة" البطيخ، كل عام، يستند إلى حقيقة علميّة ويعتمد على نتائج فحوصات مخبرية أم أنه محض تعميمات وتناقلات غير دقيقة.

 

  • غابت الجهات المختصة عن التناوُل الإعلامي؛ فلم يظهر الخبراء في قطاع الأغذية، ولا جمعية حماية المستهلك، ولا المزارعين، ولا حتى المواطنين الذين يتناقلون أخباراً عن "هَرمَنَة" البطيخ، في الوقت الذي تستوجب التغطية الصحافية لحدث ما ينطوي على مزاعم غير مُثبَتة حضور تلك المصادر في المواد الصحفيّة للإدلاء برأيها.