صحف ومواقع الكترونية "تحاكم" مفوض حقوق الانسان الأممي بصفته "أردنيا"

صحف ومواقع الكترونية "تحاكم" مفوض حقوق الانسان الأممي بصفته "أردنيا"

  • 2017-05-06
  • 12

أكيد-أسامة الرواجفة

حاكمت صحف محلية مفوض حقوق الانسان في الامم المتحدة الأمير زيد بن رعد بصفته "اردنيا" على خلفية تصريحات أدلى بها في الاول من الشهر الحالي ينتقد فيها الاجراءات المصرية عقب تفجيرين استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية في التاسع من  نسيان الماضي، وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً وجرح ما يقرب من 120 آخرين، ليعلن بعدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حالة الطواري.

وأنبرت صحف محلية الى انتقاد تلك التصريحات عقب ردة فعل رسمية واعلامية واسعة في مصر، في محاولة منها الى النأي بالاردن عن مثل هذه التصريحات والتأكيد على أن موقف مفوض حقوق الانسان ينطلق من موقعه الاممي ولا يمثل ينعكس باي حال من الاحوال على العلاقات المتينة بين الاردن ومصر.

وكتب ماهر أبو طير في صحيفة الدستور مقالا في 3 أيار تحت عنوان "لماذا يا سمو الامير؟ ونقلته مواقع الكترونية محلية ، قال فيه "ندرك ان وظيفته (الامير زيد) لا تمثل الأردن، ولا تمثل شخصه، بل لها معاييرها، لكن في نهاية المطاف، الظن بأن القدرة على التحرر من هذه الحسابات، مجرد وهم، خصوصا، ان السياق هنا، لم يكن دقيقا في تشخيصاته لما يجري في مصر".

كما كتب محرر الشؤون العربية على صدر الصفحة الاولى من صحيفة الرأي في 4 أيار مقالا بعنوان "عن الانتقائية في تصريحات مفوض حقوق الإنسان الأُممي"، قال فيه " أثارت التصريحات التي أدلى بها مفوض الأُمم المتحدة السامي لحقوق الانسان الأمير زيد بن رعد الحسين والتي انتقد فيها بشدة غير مسبوقة الاجراءات الأمنية التي أتخذتها جمهورية مصر العربية في اعقاب تفجير كنيستي الاسكندرية ودمياط أوائل الشهر الماضي، الاستغراب في أوساط عديدة ليس فقط عربية بل وأردنية".

وتابعت الصحيفة "من هنا تبدو انتقادات مفوض الأُمم المتحدة لحقوق الانسانية باعثة على الريبة والشكوك في توقيتها وفي استهدافها لمصر وبخاصة انها جاءت في وقت لم ينعقد فيه مجلس حقوق الانسان ولا توجد فيه أي رسالة او اشارة او إحاطة من جانب الأمير زيد عن حالة حقوق الانسان في اي دولة في العالم".

ورغم غياب موقف رسمي أردني من تصريحات الامير زيد الذي كان مندوبا للمملكة في الامم المتحدة قبل اشغاله الوظيفة الدولية، الا أنه يمكن قراءة الموقف من آراء صحف وكتاب اردنيين تناولوا هذه التصريحات بالنقد والتحليل، رغم تأكيد كتاب أخرين على ان أي موقف يصدر من موظف أممي لا يمكن أن يعكس بالضرورة قناعاته بل انه يصب بالاساس في اداء واجبه الوظيفي ليس أكثر.

وفي هذا الصدد نشر الكاتب عمر عياصرة مقالا بصحيفة السبيل اليومية، واعادت نشره مواقع الكترونية  تحت عنوان "دعوا الامير وشأنه"،  قال فيه "صحيح أن الدولة الاردنية دعمت وجود الامير زيد بن رعد في موقع المفوض الاممي لحقوق الانسان في الامم المتحدة، ونجحت في اكسابه المنصب، الا انه بعد ذلك لم يعد موظفا اردنيا، فهويته الجديدة عنوانها «امم متحدة»، يتصرف ويصرّح ويشتبك على اساسها وضمن سياقاتها".

واضاف الكاتب "على ذلك، عندما تقوم الخارجية المصرية بمهاجمة الامير زيد بسبب انتقاداته الاجراءات الامنية المصرية التي اتخذت بعد عملية تفجير الكنيستين الارهابية الاخيرة، يجب ان لا نشعر بالحرج، وان لا نتدخل، وان لا نلوم الامير على طريقة ادارته لعمله، فهو مرة اخرى يمثل الامم المتحدة ولا يمثل الاردن الرسمي".

وضجت مواقع اخبارية مصرية باخبار وتعليقات عقب ادلاء الامير بتصريحاته، منها من أكتفى بنقل الانتقاد الرسمي المصري لهذه التصريحات على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، ومواقع اخرى هاجمت الاردن كما تعمدت وسائل اعلام اخرى تضمين خبرها كلمة "الامير الاردني".

"الامير زيد يغضب مصر بهذا التصريح" عنوان  لخبر صحيفة السبيل اليومية، تناقلته مواقع الكترونية محلية أخرى بنفس العنوان ونسبته الى ذات الصحيفة التي حذفت الخبر عن موقعها في وقت لاحق، فيما قامت مواقع اخرى بنسخ نفس الخبر وعنوانه دون الاشارة الى مصدره الاصلي، كما تناقلت مواقع أردنية اخرى ردود فعل غاضبة على هذه التصريحات من ضمنها موقع  أبرز رد فعل سفراء النوايا الحسنة من أكثر من دولة عربية.

ولا يمكن فصل السياق، عن المشهد الحالي الذي استغلته جهات للدخول من قناة الاحتجاج المصري، حيث نشرت مواقع اردنية وعربية الاربعاء 3 أيار خبرا عن استثناء مصر للاردن من التأشيرة الفورية ونسب الى مصادر رسمية مصرية، وبنفس الصياغة ، ما فتيء الخبر ان اصبح مدار لغط على مواقع التواصل الاجتماعي ليصل الى مطالبة البعض باعادة النظر باعداد العمالة المصرية في الاردن.

وتبين ان مصدر الخبر موقع "اليوم السابع" المصري واسع الانتشار وجاء على لسان مصدر أمني أشار فيه الى بدء جوازات القاهرة اليوم ( الاول من أيار) السماح بدخول مواطني دول المغرب العربي وليبيا المقيمين بدول الخليج فور وصولهم الى البلاد بتأشيرة دخول فورية، وان القرار الجديد لا يشمل بعض الدول العربية مثل سوريا وفلسطين والاردن ولبنان والسودان والتي ينطبق على ركابها الحصول على موافقات أمنية وتأشيرات مسبقة من السفارات قبل الوصول الى المطارات المصرية.

مصادر في السفارة المصرية بعمان نفت في تصريحات لصحيفة يومية، ان يكون الاردنيون مستثنيين من قرار السماح بدخول مصر بتأشيرة دخول مصرية، مؤكدا المصدر أن الاردنيين مشمولون بقرار الدخول الى البلاد بتأشيرة دخول فورية، ما يؤكد تسرع تلك المواقع بنشر خبرها قبل العودة الى جهة التمثيل المصرية الرسمية في الاردن.

وفي ذات السياق أيضا، كشف مرصد الاعلام الاردني "أكيد" خبرا مزيفا على موقع صحيفة الشروق المصرية يتضمن اساءات للاردن، الا ان الموقع نفى الخبر جملة وتفصيلا وتبين بعد التدقيق الداخلي بانه تم اختراق موقعهم وانشاء موقع مزيف بنفس الاسم ووضع الخبر عليه.

ويدعو مرصد "أكيد" وسائل الاعلام الى التأكد من مصداقية الاخبار ومصدرها قبل النشر، وعلى الاخص في الاخبار والمواد الصحفية التي يمكن ان تؤثر على العلاقات السياسية بين حكومات الدول المختلفة، ومراعاة الظروف السياسية في التعاطي مع الاخبار غير الموثقة.