أكيد- لانا كزكز

أطلقت رئاسة الوزراء في 16 تشرين الثاني 2017 وسم (# حقك _ تعرف) على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وضمنته أول منشوراتها وهو عبارة عن رسم بياني "انفوغراف" تحت عنوان "كيفية إعداد الموازنة العامة"، بهدف التواصل مع وسائل الاعلام والمواطنين.

ولم يجد هذا الوسم الذي يهدف الى توضيح نشاطات الحكومية الاقتصادية والترويج لحزمة قراراتها التي اتخذتها في شهر كانون الثاني، اهتماما واسعا ولم يشكل مصدرا للمعلومات من قبل المؤسسات الاعلامية في الاردن، رغم أن النسبة الكبيرة من المنشورات على هذا الوسم ارتبطت بالموازنة العامة للسنة المالية 2018، ذات الأهمية لدى وسائل الاعلام.

وكانت الحكومة قررت رفع الدعم عن مادة الخبز، وتخفيض إعفاء ضريبة المبيعات على قائمة طويلة من السلع، وفرض ضريبة إضافية على السيارات المستوردة، ورفع سعر السجائر، ورفع نسبة الضريبة على بنزين أوكتان 95 و98، مقابل صرف دعم بقيمة 27 دينارا سنويا لكل مواطن يقل دخله عن الف دينار ضمن حزمة الأمان الاجتماعي.

وحاز منشور "أسعار الخبز في بعض الدول العربية" الذي أدرج ضمن هذا الوسم وتضمن رسما توضيحيا مقارنا لأسعار مادة الخبز في عدد من الدول العربية، على إهتمام المتابعين لتضمينه أرقاما غير دقيقة بحسب ما ورد في تقرير نشره "أكيد" حول هذا الرسم. 

ووفق رصد أجراه "أكيد" فقد نشر مجلس الوزارء تحت هذا الوسم (# حقك _ تعرف) 32 محتوى اقتصاديا كان أخرها "أسعار الخبز في بعض الدول العربية" في 26 كانون ثاني 2018 وهو تاريخ إعلان قرار بدء تطبيق التسعيرة الجديدة لمادة الخبز في 27 كانون الثاني، قبل 5 أيام من الموعد المحدد سابقا لبدء تطبيق القرار في الاول من شباط 2018.   

وتوزع المحتوى الذي جاء 27 منه بشكل رسم توضيحي (انفوغراف) و5 فيديوهات، على (16) مادة تتحدث عن الموازنة العامة، حيث تم من خلالها تفصيل مشروع قانون الموازنة العامة للدولة لسنة 2018 وكيفية إعداده والمصطلحات الرئيسية فيه وآلية توزيع النفقات الرأسمالية حسب القطاعات وحسب المستوى الوطني والمحافظات، والعجز المالي في الموازنة العامة بصورة عامة والعجز المالي قبل وبعد المنح وكذلك العجز المالي المجمع (موازنة عامة ووحدات حكومية).

وتضمن المحتوى (3) مواد عن إيرادات الحكومة، بعناوين "أين تصرف إيرادات الحكومة؟" و "من أين تأتي الحكومة بأموالها؟" و "إجمالي إيرادات الإجراءات المالية الاخيرة"، و(4) مواد عن البرنامج الوطني للإصلاح المالي والاقتصادي التي تحدثت عن الاصلاحات التي طالت النظام الضريبي، الدعم الحكومي للمواطن، الدعم الحكومي للمواطن بعد الاجراءات الجديدة والسلع التي ستبقى دون تغيير في نسب الضريبة.

كما نشر تحت الوسم (8) مواد عن شبكة الأمان الاجتماعي والتي ناقشت موضوع الدعم النقدي وكيفية الحصول عليه ومن هي الفئات التي ستخضع للدعم النقدي وآلية حصول كل شريحة على الدعم، فيما نشرت مادة واحدة حول أسعار الخبز في بعض الدول العربية.

وكانت أعلى المشاركات لمواضيع إجمالي إيرادات الإجراءات المالية الأخيرة، أسعار الخبز في بعض الدول العربية، الدعم النقدي المباشر في شبكة الأمان، من أين تأتي الحكومة بأموالها؟، الدعم النقدي المباشر في شبكة الأمان وأين تصرف إيرادات الحكومة؟

أما أقل المشاركات كانت لمواضيع خطاب الموازنة 2018 - أبرز الإجراءات الإصلاحية في 2017، خطاب الموازنة لعام 2018 - فرضيات وإجراءات مؤشرات تقدير النفقات والإيرادات، كيفية إعداد الموازنة العامة، مشروع قانون الموازنة العامة 2018- العجز المالي قبل وبعد المنح، مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2018 وخطاب الموازنة العامة 2018.

 وتواصل مرصد "أكيد" مع الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي شادي جابر الذي اعتبر أن الحكومة عندما بدأت باستخدام وسم #حقك _ تعرف أزالت الكثير من علامات التعجب لدى المواطنين، لكن فيما يتعلق بالمادة الأخيرة تحت عنوان " أسعار الخبز في بعض الدول العربية" كانت المقارنة "غير كفؤة".

وعزا الصحافي فيصل التميمي قلة المشاركات في المحتوى المنشور ضمن الوسم، الى "تجنب المؤسسات الإعلامية والحكومية الاصطدام على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي مع المواطنين وتتجنب التعليقات غير لائقة".

ويرى في حديثه ل"أكيد"  أن "وسم (# حقك _ تعرف) جاء انطلاقا من حق الناس في المعرفة وزيادة الشفافية بين الحكومة والمواطنين، لكن المعلومات تحتاج إلى تبسيط أكثر".

وأكد المتخصص في الاقتصاد حسام عايش "ضرورة التمييز بين الحق في المعرفة، واستغلال هذا الحق في تسويق سياسات محددة لغايات لا تتعلق بالحق في المعرفة بحد ذاتها وإنما فقط لإجراء مقارنات أو إظهار مشكلات تعاني منها الموازنة، الأمر الذي يستدعي الحكومة للقيام ببعض الإجراءات غير الشعبية لمحاولة تبرير القرارات".

وأشار في تصريح ل"أكيد"، إلى أن الهدف من إطلاق رئاسة الوزراء للوسم لا يفترض أن يكون للإعلان عن المشكلات المالية فقط، وإنما إشراك المواطنين جميعاً بالتعرف على كل تفاصيل النفقات والإيرادات والهدر الذي يزيد من عجز المديونية، لإيجاد الحلول لكيفية إنفاق المال العام.

وأضاف أن من حق المواطن الاطلاع على كل المصاريف والبيانات المتعلقة بالإدارة وإنفاق المال العام، وليس مجرد بيانات جزئية مجمعة لا تقدم الكثير، واعتبر المادة الأخير التي قارنت بين أسعار الخبز في الدول العربية والأردن "جافة" وكان من الأفضل لو اطلعنا على بيانات أخرى في التقرير كمعدلات الدخل ومستوى المعيشة ونوع الخبز مثل (مواصفات القمح المستخدم ونسبة المياه التي تدخل في تصنيعه) للوصول للكلفة التي تتحملها هذه الدول في انتاج الخبز وعندها تكون المقارنة دقيقة، واعتبر أن المقارنات هدفها ترويج القرارات وليس اطلاع المواطنين عليها.

وأكتفى الصحافي نبيل حمران بالقول ل"أكيد"، أن "الوسم جاء لاجتزاء الصورة، إضافة لكون بعض المنشورات تحمل معلومات مضللة وغير دقيقة"، مشيرا الى أن الوسم جاء لترويج قرارات الحكومة الاقتصادية.