"جريمة الزرقاء" ... مُخالفات أخلاقيّة وتجاوزات قانونيّة في النّشر والتّعليق

"جريمة الزرقاء" ... مُخالفات أخلاقيّة وتجاوزات قانونيّة في النّشر والتّعليق

  • 2020-10-14
  • 12

أكيد – دانا الإمام

حظيت جريمة بشعة، وقعت أمس الثلاثاء في محافظة الزرقاء، بمتابعة واسعة من قِبل وسائل الإعلام ومُستخدمي منصّات التّواصل الاجتماعيّ، كما أصبح وسم #جريمة_الزرقاء أحد المواضيع الأكثر تداوُلاً على منصّات التّواصل الاجتماعيّ، إلّا أنّ هذا الاهتمام شابهُ العديد من المخالفات الأخلاقيّة والمهنيّة والتّجاوزات القانونيّة في النّشر والتّعليق.

وفور انتشار خبر الجريمة بدأ مستخدمو وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وبخاصّة تطبيق "واتساب"، بتداول مقاطع مصوّرة للضّحية يظهر فيها بحالة ضعف في مشهد مُدمي. وأصدرت مديريّة الأمن العام بياناً حذّرت فيه من تداول أيّة صورة أو مقاطع من هذا القبيل.

وسائل إعلام محليّة ارتكبت مُخالفات قانونيّة ومهنيّة وأخلاقيّة عديدة منها إعطاء أولويّة للسّبق الصّحفي على حساب المصلحة العامّة في الحصول على تصريحات صحفيّة من الفتى الذي تعرّض للاعتداء، ووالدته، دون مراعاة الحالة الصحيّة والنّفسيّة للطفل المُعتدَى عليه أو الحالة النّفسيّة للأم، إضافةً إلى عرض تفاصيل دقيقة لجريمة بشعة، والخوض في تفاصيل قضيّة منظورة أمام القضاء، كما أعادت عدّة مواقع إخباريّة نشر التفاصيل البشعة للجريمة.

الأستاذ المحامي خالد خليفات قال لـ "أكيد" إنّ نشر صور الضحيّة أو مقاطع مصوّرة له أو رسمات "كاريكاتير"، إنْ كانت مؤذية، فيه مخالفة قانونيّة لأنّ في ذلك نيل من هيبة صاحبها وكرامته، ومخالفة لقانون العقوبات، وفيه تأثير على الخصومة القضائيّة.

وتعليقاً على نشر مستخدمي منصّات التّواصل الاجتماعيّ صور لأشخاص يُعتقد بأنّهم نفّذوا الاعتداء على الفتى، قال خليفات إنّه لا يجوز نشر أو تداول صورهم طالما القضيّة قيد التحقيق وليس هناك دليل قطعيّ صادر عن جهات رسميّة، كالأمن العام أو القضاء بأنّهم الجُناة، كما أنّ المنشورة صورهم قد يكونوا محرّضين، أو شُركاء أو فاعلين.

المدرّب والمستشار الإعلاميّ جواد العمري قال لـ"أكيد" إنّه لا يجوز إظهار الضحيّة أو أهله في حالة ضعف إنسانيّ، كما لا يجوز تصوير أو نشر مشاهد دمويّة أو بثّها على وسائل التّواصل الاجتماعيّ.

وأوضح العمري أنّ نشر الصّور أو المقاطع المصوّرة للجريمة أو نشر تفاصيلها الدّقيقة له أثر نفسيّ بالغ جداً على الكبار إذ يشعرون بالرعب على أبنائهم أو بقلق بما يخصّ الوضع الأمنيّ، كما تؤثّر هذه المشاهد على الأطفال، وقد تتسبّب لهم بحالة من الرّعب والخوف، مضيفاً أنّ هذه الجريمة تؤثّر على جميع فئات المجتمع وطبقاته، لتفاصيلها البشعة جداً.

ويُذكّر "أكيد" وسائل الإعلام ومُستخدمي وسائل التّواصل الاجتماعيّ بضرورة مراعاة كرامة الإنسان وعدم إظهاره في حالة ضعف، والامتناع عن نشر المشاهد الدّمويّة، والامتناع عن التّعليق على القضايا المنظورة أمام القضاء، مع ضرورة الالتزام بالمعايير الأخلاقيّة والمهنيّة والقانونيّة.