تقرير "أكسفورد" حول الأخبار الرقميّة:  توجّه أكبر نحو تطبيقات المراسلات الخاصّة

تقرير "أكسفورد" حول الأخبار الرقميّة: توجّه أكبر نحو تطبيقات المراسلات الخاصّة

  • 2019-06-20
  • 12

 

ترجمة بتصرّف: رشا سلامة -

   

أظهر تقرير الأخبار الرقميّة، الصادر كورقة بحثيّة، عن معهد رويترز لدراسة الصحافة – جامعة أكسفورد، نتائج جديدة هذا العام، حول الاستهلاك الإعلاميّ، وفقاً لاستطلاع YouGov، الذي طالَ أكثر من 75 ألف مستهلك للأخبار عبر شبكة الإنترنت، في 38 دولة، من بينها جنوب أفريقيا للمرة الأولى.

تطبيقات المراسلات الخاصة

وقد أبرز التقرير، الذي تمّ إعداده بالشراكة مع جهات أكاديمية أخرى، تنامي أهميّة تطبيقات الرسائل الخاصّة ومجموعات فيسبوك في نقاشات الأخبار ومشاركتها. ويُعوّل على تطبيق "واتساب" كثيراً في تناقل الأخبار، كما في البرازيل على سبيل المثال، وبنسبة 53 % وبنسبة 49 % في جنوب أفريقيا، ما يضاعف "احتماليّة" المعلومات المغلوطة في هاتين الدولتين.

وبيّنت نتائج الورقة البحثيّة أنّ عدد من يصلون للأخبار عبر منصّات التواصل الاجتماعي ثابت تقريباً في معظم الدول وأنّ العلاقة بين الأخبار ومنصّات التواصل الاجتماعي تتنامى، وما المراسلات الخاصة عبر فيسبوك والقصة المتبدّلة كل 24 ساعة للمستخدم والمجموعات الصغيرة إلا جزءاً من هذه البؤر التي تُكرّس التواصل عبر الإنترنت، بشكل متسارع، والتي عزّزت من استراتيجيّتها المتعلّقة بالخصوصيّة والتشفير.

كما أظهرت الدراسة أنّ الأشخاص يقضون وقتاً أقلّ في الشبكات المفتوحة نسبيّاً مثل فيسبوك، فيما يقضون وقتاً أطول في استخدام التطبيقات ذات المراسلات الخاصّة مثل واتساب، وماسنجر الفيسبوك، والفايبر، وتيليغرام. كما أنهم يستخدمونها بشكل أكبر للأخبار. وفي هذا السياق، نكتشف الانتقالة نحو المساحات الخاصّة في ما يتعلق باستهلاك الأخبار والنقاشات، والآثار المتأتّية عن هذا للناشرين والمجتمع.

المحتوى الصوتيّ

أكثر من 36 % من الذين شاركوا في العيّنة، يقولون إنهم استهلكوا على الأقل محتوى صوتيّاً واحداً خلال الشهر الماضي. وارتفعت هذه النسبة إلى 50 % لدى أولئك الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً. وقد أظهر الاستطلاع أنّ الهواتف الخلويّة هي المتسيّدة في هذا المحتوى الصوتيّ، بنسبة تصل حتى 55 %.

ومن النتائج اللافتة للنظر في هذه الدراسة أنّ "مُعظم" الاستخدام لهذا المحتوى الصوتي يحدث في المنزل، بنسبة تصل 64 %، ومن ثم في وسائل النقل العامّة بنسبة 24 %، أو في وسائل النقل الخاصّة بنسبة 20 %، ويحدث هذا بنسبة 18 % في أثناء الخروج للتمشّي أو التسوّق، وبنسبة 16 % أثناء ممارسة التمارين الرياضيّة. ويقول 16 % إنهم يجدون الوقت لسماع المحتوى الصوتيّ خلال عملهم. وقد أظهر التقرير أنّ الأعمار اليافعة أكثر استعداداً للسماع خلال التحرّك، في حين يميل من هم أعلى من 45 عاماً لهذا وهم في المنزل.

ويشير التقرير إلى أنّ أكثر من يستهلك هذا المحتوى الصوتي هم من فئة اليافعين، ففي السويد والولايات المتحدة، مثلاً، نجد أنّ نصف من هم دون 35 عاماً قد استخدموا التسجيلات الصوتيّة شهريّاً مقارنة بما هو أقل من الخُمس لمن هم فوق 55 عاماً.

المستمعون من أعمار كبيرة يميلون بما نسبته "الضِعف" لاستهلاك المحتوى الصوتي عبر الوسائل التقليديّة مثل الراديو، مقارنة بمن هم من فئات يافعة، بل إنّ معظم هذه الفئة لا تملك الراديو. ويمكن تفسير هذا، بحسب نتائج الدراسة، بأنّ الجيل الحالي يعتمد بشكل كبير على الهواتف الذكيّة وما يرتبط بها من تطبيقات تعتمد التسجيلات الصوتيّة ووسائل السماع الميسّرة مثل السمّاعات اللاسلكيّة. وفي بريطانيا، على سبيل المثال، 55 % من الاستهلاك الإعلامي عبر الاستماع يحدث عبر الهواتف الذكيّة، لتكون النسبة 62 % لمن هم دون 35 عاماً.

الدفع مقابل المحتوى

ولا يُخفي "المعنيّون" بهذا المشهد قلقهم من احتماليّة إصابة المتلقّي بالإحباط؛ جرّاء طلبات الدفع المتزايدة للحصول على المحتوى، وثمّة تساؤل آخر حول سويّة المنافسة بين هذه الجهات الإخباريّة التي تطلب الدفع وبين جهات إعلاميّة قائمة على الدفع مثل "نتفليكس"؟ وثمة تساؤل آخر مفاده: هل ستتأثر سويّة المحتوى غير المدفوع؟ هل سنكون بصدد رؤية محتوى مدفوع غنيّ، وآخر غير مدفوع شحيح؟

وعلى الرغم من الزيادة الطفيفة التي تظهر لدينا في الأرقام المدفوعة للحصول على الأخبار عبر الإنترنت، فإنّ من التطوّرات الإيجابية في هذا السياق هو شكل المدفوعات المستدامة أو المستمرّة، والتي تتضمّن حزمة الأخبار، والتوصيلات، والنطاق الواسع، والاشتراكات المباشرة، وإن كانت الاشتراكات المطلوبة دفعة واحدة لا تزال تعاني ركوداً، برغم دخول منصّات micropayment  مثل Blendle.

يدفع 16 % من المواطنين في أميركا؛ للحصول على الأخبار عبر الإنترنت، و27% في السويد (+ تطبيق)، و34 % في النرويج (+ 4 تطبيقات)، لكن هذه الدول تبقى الاستثناء، وهناك كثير من الناشرين يسنّون الدفع، لكن معظم المستهلكين يُصرّون على عدم القيام بذلك.

وأوضحت نتائج تقرير هذا العام ازدياداً طفيفاً في عدد الأخبار المدفوعة عبر الإنترنت، وفي الوقت ذاته، أبرز التقرير ازدياد عدد المتابعين الدافعين لمطبوعات مثل "نيويورك تايمز" و"ميديا بارت"، بالإضافة لنجاح النماذج الأخرى مثل اشتراكات صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، وهي النتيجة التي تؤكّد أهميّة اشتراكات القرّاء في دعم الوسائل الإعلاميّة، وبالتالي، تقليص الاعتماد التدريجيّ على الإعلانات، التي كانت مصدر الدعم الرئيس للوسائل الإعلاميّة.

رابط المادة الأصلية: http://www.digitalnewsreport.org/