"لأول مرة منذ سنوات.. الشيعة والسنة في العراق يتفقون على تحديد الخميس أول أيام رمضان".. مادة تركز على الاختلاف الديني وتهمل السبب

  • 2023-04-03
  • 12

عمّان 31 آذار(أكيد)- سوسن أبو السُّندس- تعدّ تغطية القضايا الدينية من أكثر القضايا تعقيدًا، نظرًا لحساسيتها ولارتباط الدين في بعض الدول بالسياسة والصراعات الطائفية. ويشار اليوم إلى الممارسة الفضلى في التغطية الإعلامية التي تدعم المواطنة الحاضنة للتنوع الديني، وتعظّم القواسم المشتركة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعترف بالخصوصيات وتتفاعل معها، من أجل الوصول إلى هوية وطنية جامعة تمثل الانتماء الحقيقي للمجموع الوطني.

وعلى ذلك تناولت وسيلة إعلام محليّة خبرًا يتعلق بالتنوع الديني والطائفي الموجود في العراق، وعنونت الوسيلة بـ "لأول مرة منذ سنوات.. الشيعة والسنة في العراق يتفقون على تحديد الخميس أول أيام رمضان". [1]

يرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنّه كان من الأولى للتقرير البحث معمقًا عن سبب اختلاف بداية الصيام، وتقديم وجهة نظر كل فئة حفاظًا على التوازن، وتجنبًا لكثير من الصور النمطية.

ومن الجدير بالذكر أنّ معظم الشيعة في البلدان الإسلامية يختلفون على بدء صيام رمضان بعد المذهب السني بيوم واحد، إلا أنّ الخلاف ليس أساسيًا وإنما يكمن في مجال التطبيق، وذلك لأن جميع المسلمين يؤمنون بأن الأحكام منوطة بلزوم رؤية الهلال بالبصر لثبوت الصيام، ويكتفي المذهب السني بشهادة واحد  من الناس سواء كان رجلًا أو صبيًا، وذهب بعض الأئمة إلى قبول شهادة المرأة، إلا أنّ المذهب الشيعي يشترط شهادة الرجال، فلا تكفي شهادة الصبي المميز، ولا شهادة النساء، واشترط التعدد، فلا تكفي شهادة رجل واحد، ولا شهادة رجل وامرأتين.

ويشير (أكيد) إلى أنّ متن الخبر يشير إلى أنّ الطوائف الدينية في العراق اتفقت على الصيام  معًا، إلا أن استخدام عبارة "لأول مرة منذ سنوات " تعمق مبدأ الاختلاف بصورة مباشرة، وتشير إلى عدم  الاستقرار على المستوى الوطني، الأمر الذي يفضي في نهاية المطاف إلى التنافر الاجتماعي وإلى انتهاكات في حقوق الإنسان. كما أنّ الطرح بهذه الطريقة يقود إلى الخلط بين التوجهات الدينية والصراعات السياسية، إضافة إلى أنّ التركيز على الاختلافات الدينية في التغطيات الإعلامية قد يتسبب بخطاب كراهية يوجه لفئة ما.