أكيد- تابع مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" خمسة مقاطع مصوّرة تمَّ تناقلها عبر وسائل إعلام محلية محدودة، ومنصّات نشر علنيّة واسعة الانتشار مثل "يوتيوب"، وحسابات مشتركين على مواقع تواصل اجتماعي مثل "فيسبوك وتويتر"، وتطبيقات محادثة مثل "واتساب"، تفيد بالتصاق أجسام معدنيّة في جسم الإنسان الذي حصل على لقاح الوقاية من فيروس "كورونا" المستجدّ.

ولاحظ "أكيد"، قيام مجموعة من الأشخاص بتجربة إلصاق عملة معدنية في مكان أخذ لقاح فيروس كورونا والتصاقه وترويج أنَّ هناك شريحة ميكروية وُضعت في هذا المكان ومن الممكن أنَّها تشكلت بعد وضعها على شكل ذرات داخل الجسم.

وسأل "أكيد" أستاذ علم الفيروسات في كلية الطب بالجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور عزمي محافظة وأرسل له المقاطع المصوّرة لتحليلها، والذي قال إنَّ هذه لا تتعدى الأوهام والخزعبلات والهجوم الشرّير على العلم وما توصل إليه، وتضليل الرأي العام في حرب غير مفهومة الأسباب.

وأضاف أنَّ إبرة المطعوم تدخل في العضل لمسافة 3 سنتميترات، وهو محلول سائل، ومن المستحيل أن تتشكل شريحة بعد حقن الجسم أو ما روّج له ناشرو مثل هذه المقاطع، وانَّ الخلاص الوحيد للبشرية من هذا الوباء وكسر سلسلة العدوى هي بأخذ المطعوم الذي نجم عن تجارب علمية دقيقة.

ولفت إلى أنَّ أيَّ إنسان لو جرَّب هذه الحالة على كلتا اليدين سيجد النتيجة ذاتها حتى الأشخاص الذين لم يتلقوا جرعة المطعوم، مشيراً إلى ضرورة عدم الالتفات إلى مثل هذه الهجمة الشريرة على اللقاحات ومواجهتها بالعلم والوعي.

ونشرت وسيلة إعلام أجنبية خارجية تقريرًا بعنوان، التَّحقق من صحة الحقائق- لا يثبت "اختبار المغناطيس" أنَّ لقاح الوقاية من فيروس كورونا يحتوي على معدن أو شريحة ميكروية ونقلت فيه عن خبراء في الفيزياء والطِّب بأنَّ لقاحات الوقاية من فيروس كورونا لا تحتوي على معادن أو شرائح دقيقة تجعل المتلقي للقاح ممغنَطًا في موقع الحقن، حسب ما أظهرت المقاطع المصوّرة.

وحسب تقرير الوسيلة الذي اطَّلع عليه "أكيد" فقد قال الأطباء الاختصاصيون في مركز ميدان الصِّحي: "إن كمية المعدن التي يجب أن تكون في القاح لجذب المغناطيس هي أكثر أهمية بكثير من الكميات التي يمكن أن تكون موجودة في جرعة اللقاح الصغيرة".

وأضافوا أنّ البشر جميعًا بطبيعة الحال "مغنطيسيون قليلاً" ، لأننا نحتوي على كميات ضئيلة من الحديد،  ومع ذلك ، فإنّ الجمع بين الحديد والماء في الجسم يصدّ المغناطيس بشكل طفيف للغاية، وهذه الوظيفة هي أساس فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) التي تسمح للأطباء بتقييم أعضائك في المستشفيات.

وحسب التَّقرير فقد وصف البروفيسور مايكل كوي من كلية الفيزياء في جامعة دبلن أيضًا الادعاءات بأنها "هُراء" ، وأنّ الانسان يحتاج إلى غرام واحد من معدن الحديد لجذب ودعم المغناطيس في جانب الحقن ، وهو أمر "ستشعر به بسهولة" إذا كان موجودًا، و"بالمناسبة، تم حقن زوجتي بجرعتها الثانية من لقاح فايزر اليوم، وأنا تلقيتها منذ أكثر من أسبوعين. لقد تحققت من أنّ المغناطيس لا ينجذب إلى أذرعنا!".

وبين التقرير أنَّ رداً على أحد المقاطع المصورة والذي حمل عنوان: "تحدي المغناطيسي" يدَّعي على وجه التحديد أنه يظهر متلقي للقاح ... ، أكدت المتحدثة باسم الشركة ... أن لقاحها لا يحتوي على أي معادن ولا يمكن أن يسبب استجابة مغناطيسية عند حقنها.

ويشير "أكيد" إلى ضرورة التَّحقق من مصادر موثوقة قبل اللجوء إلى نشر مثل هذه المقاطع المصوّرة، حتى لا يتم تضليل المتلقين وخداعهم وإحجامهم عن تلقي اللقاح، حيث تسبب فيروس "كورونا" بكثير من الألم للبشرية على مدار عام ونصف، ولا خيار إلا بتلقي اللقاحات وكسر سلسلة العدوى.