"سقوط لاعب كرة قدم".. وسائل إعلام تستغلّ الحادثة وتنتهك أدبيّات الصحافة

  • 2021-06-12
  • 12

أكيد- استغلّت وسائل إعلام محليّة وعالميّة لحظة سقوط أحد لاعبي كرة القدم في بطولة الأمم الأوروبية وتعرّضه لظرف صحّي طارئ، وقامت بإعادة لحظة سقوطه عدَّة مرَّات، والتقطت صورًا مقرَّبة لحالته وهو على الأرض في حالة ضعف إنسانيّ.

وتابع مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" انتقال المقطع المُجتزأ من البثّ المباشر للمباراة إلى وسائل الإعلام المحلية والعربية والدَّولية، وانتهكت بعضها أدبيّات الصحافة المهنية الإنسانية، وقامت بإعادة المقطع عدَّة مرَّات، ونشر صور للاعب وهو في حالة ضعف إنسانيّ.

وارتكبت هذه الوسائل أيضًا انتهاكًا آخر بنشر صور ثابتة ومقاطع مصوّرة لزوجة اللاعب وهي في حالة بكاء وتأثر كبيرة، وكان الأفضل الابتعاد عن نشر صورها وهي في حالة ضعف.

وقدَّمت بعض وسائل الإعلام التي كانت تنقل المباراة على الهواء مباشرة ممارسات فُضلى بعدم إعادة لحظة سقوط اللاعب، والابتعاد عن أخذ لقطات قريبة من جسد  اللاعب والتدخل الطبي معه، واكتفت بزاوية تصوير بعيدة عنه، والانتقال إلى حالة اللاعبين والجمهور في الملعب والتي حملت رسالة إنسانية كبيرة وتعاطفًا مع اللاعب وعائلته وصلت إلى عدد كبير من جمهور المتلقّين.  

ويشير "أكيد" إلى ما يلي:

أوّلاً: عند تصوير الضحايا في أيّ مكان يجب دراسة أدبيّات الصحافة جيداً ومعرفة ما يجب تقديمه للجمهور بما يخدم حق المعرفة وحفظ كرامة الإنسان.

ثانيًا: يجب الأخذ بعين الاعتبار في مثل هذه الحوادث ذوي الضَّحايا وعدم تصوير ما يؤذيهم نفسيّاً ويسبّب لهم وصماً يستمرّ معهم فترة طويلة.

ثالثًا: الالتزام بأدبيّات الصحافة يجعل الضحايا في أمان وبخاصّةٍ في قضايا كرامة الإنسان والحفاظ عليها وعدم امتهانها.

ويلفت "أكيد" إلى ضرورة الالتزام بالمعايير المهنيّة والقانونيّة التي تحكم عمل وسائل الإعلام والتي من أبرزها: حماية خصوصيّة الإنسان والابتعاد عن امتهان كرامته.