أكيد – مجدي القسوس -تضاربت التصريحات حول سلامة المواد الغذائيّة المستوردة إلى الأردن بعد تصريحات صحفية للدكتورة سناء قموه مديرة مختبرات الغذاء والدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء سابقًا، أشارت فيها إلى أنَّ "سرطان القولون والمستقيم عند الرجال، وسرطان الثَّدي وسرطان القولون والمستقيم كان الثَّاني لدى النساء وسبب هذه السَّرطانات هو الغذاء".
وقابل حديث قموه بأنَّ معظم الأمراض المنتشرة في مجتمعنا سببها الملوثات الكيمياء في الغذاء، ردًّا رسميًّا من مؤسسة الغذاء والدواء على لسان مديرها العام نزار مهيدات، نفى فيه تصريحات قموه وأشار إلى أنّها "غير دقيقة وبعضها يستند إلى قواعد فنية قديمة تم إلغاؤها أو تحديثها".
وتبع هذه التَّصريحات بين الطَّرفين، تغطيات إعلاميّة، اكتفت بنقل تصريحات قموه أو بيان المؤسسة العامة، أو حلقات تلفزيونيّة حوارية التقى فيها الطَّرفان، مع استمرار المناكفات بينهما؛ لتضع الجمهور المتلقي في حيرةٍ، ساقت إلى حالةٍ من الجدل بينهم على مواقع التَّواصل الاجتماعي تتبّعها مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد".
ورصد "أكيد" أثرًا نفسيًا للتَّصريحات المتضاربة على جمهور المتلقين، باعتبار "سلامة الغذاء" موضوعًا حساسًا، يتطلب تغطيات إعلامية متوازنة، ومعلومات حقيقيّة بعيدًا عن إثارة الرُّعب أو الهلع أو الطمأنينة "غير الحقيقية" لدى المواطنين، وبخاصّة إن كانت التَّصريحات تصدر عن أطراف معنيّة كانت أو لا تزال على رأس عملها، كما هي حادثة "الغذاء".
يقول عضو مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين، نضال منصور لـ"أكيد" إنَّ مواقع التَّواصل الاجتماعي اليوم أصبحت جزءًا رئيسًا من قنوات بثِّ المعلومات للجمهور، وبعض ما يُنشَر فيها لا يخضع لمبادئ الصِّحافة المحترفة من مصداقية وموضوعية أو مبادئ التحقق واختبار المعلومات، وبالتالي قد تقود إلى تضليل الملتقين نتيجة غياب المعلومة من مصدرها الحقيقي.
وأكد منصور أن الجمهور يحتاج إلى إعلام محترف يعمل؛ ليقنعه إنْ كانت الرِّواية التي قدَّمها المصدر روايةً صحيحة أم لا، وعدم الاكتفاء بالنَّشر، وهنا يأتي دور الصِّحافة الاستقصائيّة؛ لتبذل الجهد المطلوب وتؤكد حقَّ الشعوب في المعرفة.
أما عن دور الحكومات فقد أشار منصور إلى أنَّ عليها العمل على تطوير أدواتها في الاتصال والخِطاب؛ لتتمكن من الوصول الصَّحيح للجمهور، وتعزيز الثِّقة بالمعلومات التي تقدِّمها، وبخاصّة في الموضوعات الحسَّاسة كموضوع "الغذاء المستورد" باعتباره شأنًا عامًا.
ويقول عضو نقابة الصحفيّين الأستاذ خالد القضاة ل"أكيد"، إنَّ موضوع سلامة الغذاء المستورد ليس موضوعًا جديدًا، ويعود تناقض التَّصريحات، إلى تعدد المرجعيات، وتداخل الصَّلاحيات بين المسؤولين، ما يقود إلى تقديمهم معلومات غير كاملة تُثير الرأي العام وتقود إلى تضليله.
وأشار إلى أنَّ هذه الحادثة لن تكون الأخيرة طالما لا نزال نفتقد إلى آلية تدفقٍ حر للمعلومات، يرافقه معلومات حقيقيّة تُبَث للجمهور أوّلاً بأول وبوقتها الصَّحيح، باعتبار حق الحصول على المعلومة حق للمواطن يتوجب حمايته.
ويلفت "أكيد" إلى أنَّه في مثل هذه الحادثة فإنَّ جمهور المتلقين يقع ضحية التَّصريحات المتضاربة حول قضية تمس شأنًا حسَّاسًا من حياته اليومية، وعليه فإنَّ دور وسائل الإعلام يتطلَّب الذَّهاب إلى التَّحقق والتًّقصي عن الواقع في مثل هذه القضية بين طرفي نقيض وتقديمه للمتلقين الذين يقرِّرون في النِّهاية بأيَّ رواية يثقون.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed