تحكيم نسائي في دوري المحترفين: خطاب كراهية يتصدّر تعليقات "التواصل الاجتماعي"

  • 2021-02-10
  • 12

أكيد–مجدي القسوس-رافق نشر خبر إدارة طاقم تحكيم نسائي لمباراة في دوري المحترفين الذكور، انتقادات سلبية وتعليقات تمييزيّة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تداولت وسائل إعلام الخبر عبر منصّاتها العلنيّة.

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، تغطية وسائل إعلام محلية أشارت في موادها الإخبارية إلى أنَّه من المنتظر أن يقود طاقم حكام نسوي لقاء سحاب والبقعة، والذي سيُقام يوم الثلاثاء في الجولة الأخيرة من دوري المحترفين لكرة القدم، مشيرةً إلى أنَّ هذا اللقاء سيكون "تاريخيًا" باعتباره أول لقاء يقوده طاقم تحكيم نسوي لمباراة للرجال في كرة القدم الأردنية ودوري المحترفين، على حدّ قولها.

ووجد "أكيد" أنَّ وسائل إعلام محلية التزمت ببث الخبر بمهنيّة بعيدًا عن استخدام أيّة ألفاظ جارحة أو تحمل تحيّزًا أو تمييزًا، وهي ممارسة فضلى متمثّلة بالتزام نص المادة (13) من ميثاق الشَّرف الصَّحفي والتي تنصّ على أنَّ "للمرأة حق على الصِّحافة في عدم التمييز أو التحيز أو الاستغلال بسبب الجنس أو المستوى الاجتماعي، ... ومراعاة الدِّفاع عن حرية المرأة وحقوقها ومسؤولياتها".

ووجد "أكيد" أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي احتوت على عدد من التعليقات على المواد التي نشرتها وسائل إعلام محلية، قادت إلى خطاب كراهية ضد المرأة الأردنية، رسّخت معظمها صورة نمطيّة لها ومرتبطة بالعائلة والمطبخ والاهتمام بالأبناء والمنزل، مشيرين إلى ذلك بعبارات نذكر منها: "المرأة بهدلت نفسها بمجتمعنا للأسف"، "ان شاء الله ما تنتهي بشد الشعر"، "شغل نساوين"، وبعضهم أعاد الحديث عن حادثة "روبي" التي شغلت التواصل الاجتماعي قبل أسابيع مضت، بالقول: "نلاقيها من روبي ولا من المدربه" ، "دعم للركب"، وغيرها.

ورصد "أكيد" ضمن التعليقات محتوى يحمل تشجيعًا مبطنًا على تحرّشٍ لفظيّ بالحَكَمات الجُدد على نحو: "بكرا بتشوف اللعيبه بتلعب صح"، "اتحداكو اذا في لاعب رح يعترض على أي قرار من الحكم"، "يا حبيبي شو رح يصير باللعيبة"، "بكرا تشبع مسبات وتعتزل".

وعلى الرغم من الخطاب التمييزي، إلا أنّ "أكيد" رصد صوتًا إيجابيًّا دعم التجربة "الجديدة" لتكليف طاقم نسائي بالتحكيم، متمنّين لهنّ النجاح والتوفيق، ووصفهن بـ"النشميّات"، وبخاصّة أن عددًا من الأسماء المذكورة ضمن الطاقم كانت قد نجحت قبل عامٍ في اقتحام عالم التحكيم محليًا ودوليًا بعد الحصول على الشَّارة الدولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".

وأشار مختصون لـ"أكيد" في وقائع سابقة مشابهة إلى أنَّ التواصل الاجتماعي انعكاس للمجتمع والنظرة التقليدية للمرأة، وانعكاس لبعض التشريعات التي تحمل التمييز ضد المرأة، واستخدام مثل هذه الألفاظ في التعليقات هو نتاج لغياب التربية الإعلامية في المجتمع، ما يكشف الخلل الواضح في التعاطي مع مواقع التواصل الإجتماعي، وأنَّ القدرة على النشر الحر عبر تلك المنصات لا تعني التجاوز على الأخرين بل يجب أن يكون النقد موضوعيًا وأخلاقيًا.

وحول دور وسائل الإعلام في تغيير الصورة السائدة حول المرأة في مجال الرياضة، يشير "أكيد" إلى ضرورة إعداد تقرير صحفيّة عن تاريخ المرأة والرياضة الأردنية، والإشارة إلى تجارب سابقة للمرأة الأردنية في التحكيم في مباريات مختلفة، أو توليها مناصب في إدارة اتحادات رياضيّة، لنشر الوعي أكثر بقدرة المرأة على القيام بأدوارٍ أخرى غير السائدة.

وهُنا يُذكّر "أكيد" مستخدمي شبكات التَّواصل الاجتماعي، والمُعلّقين على أخبار وسائل الإعلام عبر صفحاتها العامة، إلى المسؤوليّة القانونيّة التي تلحق المعلِّق حسب قانون الجرائم الإلكترونيّة، وهي المسؤوليّة التي تفرِض عليهم ضرورة الانتباه إلى مضمون محتوى التعليقات التي ينشرونها، والابتعاد عن التعليقات المسيئة والجارحة، أو تلك التي تحمل في مضامينها شكلاُ من أشكال خطاب الكراهية.