أكيد-خالفت وسيلة إعلام محلية معايير كتابة العناوين، حيث أوردت في صفحتها الرئيسة خبراً يشير إلى وضع قيود على من لم يتلقَ جرعتين من مطعوم الوقاية من فيروس كورونا المستجد أو ما يطلق عليه اختصارًا "كوفيد 19"، دون تحديد مكان إصدار القرار وفرض هذه القيود، ما يدفع القارئ للاعتقاد بأنَّه قرار محلي، وعند الدخول إلى رابط الخبر، يتبين وجود عنوان آخر، مضاف في آخره أنَّ القرار صادر في إحدى الدول الاوروبية.

وبالعودة لمعايير كتابة العناوين، فإنَّ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يرى بأنَّ العنوان الذي نشرته الوسيلة في صفحتها الرئيسية احتوى على التضليل، وإثارة القراء واجتذابهم عبر إخفاء أحد مرتكزات إنشاء الخبر التي تقوم عليه الأسئلة الخمسة ومنها (أين؟) والذي يوضِّح مكان وقوع الحدث، حيث أوحى العنوان بصدور القرار محلياً، بينما هو قرار  صادر في دولة غربية، ما أدى إلى إثارة القارئ واجتذابه لأنَّ ما يهم القارئ المحلي هو القرارات التي تعنيه وتؤثر في حياته اليومية، وقد تم تبادل رسالة عبر تطبيق الواتس أب للعنوان مما تسبب بالتشويش والإرباك.

وتتبع (أكيد) مصدر الخبر، ليتبين تداوله عبر وكالات أنباء عالمية مثل سي إن إن ( CNN) ورويترز ( Reuters)، حيث جاء الخبر مختلفاً عما تم نشره في وسائل الإعلام المرصودة محلياً ، إذ لم تتم الإشارة إلى فرض القيود على الأشخاص الذيم لم يتلقوا جرعتين تحديداً، بل لم يتم ذكر كلمة (جرعتين)، وقد جاء القرار عاماً يستهدف الأشخاص الذين لم يتلقوا مطعوم كوفيد 19 (بشكل كامل).

وتحرّى (أكيد) عن معنى التَّطعيم (بشكل كامل)، ليتبيّن أنَّ الشَّخص قد يُعتبر مطعَّماً بشكل كامل بعد جرعة واحدة أو اثنتين بحسب نوع المطعوم والشركة المنتِجة، وهذا ما لم يتضح في الخبر الأصلي، إذ لم يرِد نوع المطعوم المستخدم في النّمسا أو عدد الجرعات المطلوبة. بينما قفزت الوسائل المرصودة؛ لافتراض أنَّ القرار يخص الممتنعين عن تلقي جرعتين من المطعوم في الوقت الذي قد يعتبر شخص مطعم بشكل كامل رغم تلقيه جرعة واحدة من نوع معين من المطاعيم، وقد لا ينطبق عليه القرار الذي سيسري تطبيقه خلال أيام، وهذا أدَّى إلى افتقار الدقة والمصداقية في نقل الأخبار المترجمة.

ويرى (أكيد) أنَّ الوسائل ارتكبت عدداً من المخالفات المهنية، وذلك بعدم تحرّي الدِّقة في ترجمة الخبر، وإضافة معلومات لا تظهر واضحة في المصدر الأصلي، كما أنَّ الوسائل المرصودة عملت على تناقل الخبر بعضها عن بعض دون أيِّ تحقق من صحة ودقّة العناوين والمحتوى.