أكيد – مجدي القسوس-انشغلت حسابات مشتركين على وسائل التَّواصل الاجتماعي بالحديث عن اعتقال الرَّئيس التنفيذي لشركة "فايزر" ألبرت بورلا من قِبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي FBI، مثيرةً نقاشًا كبيرًا بين أوساط المستخدمين خصوصًا بعد تلقّي الملايين للقاح الذي تُصنّعه الشركة بالاسم ذاته الذي يدل عليها.
وتبيَّن لاحقًا أنَّ المعلومات التي تداولها المستخدمون غير صحيحة وليست سوى مزاعم لا صحة لها، وهو ما تمكّنت مراصد عديدة مختّصة بالتّحقُّق من المعلومات من التحقّق منه وإثبات عدم صحته.
وفي هذا التقرير يقدّم مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني (أكيد) سردًا لكيفيّة تولّد شائعة القبض على "بورلا" وانتشارها على نطاق واسع:
أولًا: انتشرت شائعة اعتقال الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر" بعد أن نشر موقعٌ كنديّ يُدعى conservativebeaver خبرًا عاجلاً ذكر فيه أنَّ "بورلا" اعتقل بتهمة "الاحتيال والرشوة صباح يوم الجمعة الخامس من الشهر الحالي، وأنَّه يواجه اتهامات بالاحتيال لدوره بخداع العملاء في فعالية اللقاحات وكذب حول الآثار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن تنتجها اللقاحات، ودفع الأموال للحكومات ووسائل الإعلام الرئيسية كي تلتزم الصمت".
ثانيًا: أشار الموقع نفسه إلى أنَّ الشرطة أمرت بـ"تعتيم إعلامي" على الحادث وأنَّ القاضي وافق على ذلك، وأنَّ الوكلاء الفيدراليين بصدد تنفيذ أمر بتفتيش منزله وعدد من العقارات التي يمتلكها في جميع أنحاء البلاد.
ثالثًا: بعد نشره الخبر، تم تداوله نطاق واسع في الأوساط الأجنبية، حتى تُرجم إلى العربية، ونشره مستخدمون عبر حساباتهم دون التحقق منها، ما أثار الخوف والرعب لدى الناشطين وبخاصّة من تلقُّوا جرعات من "فايزر".
رابعًا: تحدَّثت عن الخبر وسائل إعلام عربيّة في فقرات تلفزيونيّة، مركتبة مخالفة مهنية متمثّلة ببث معلومات مضللة دون التحقّق منها أو التحرّي عن دقتها، وبث الرعب في نفوس المتلقين.
خامسًا: دحضت "فوربس" الأمريكية الأخبار التي نشرها الموقع الكندي، وذكرت أن الموقع لم يقدم أي حقائق وأدلة فعلية، بل "أشار إلى أن تلك المعلومات كانت من جانب عميل مجهول في مكتب التحقيقات الفيدرالي، مضيفة أنه لم يدعم مقاله بصور أو مقاطع فيديو لعملية الاعتقال".
سادسًا: تمكّنت "فوربس" من أن تدعم تصدّيها للشائعة "الكنديّة" من خلال الإشارة إلى مقابلة تلفزيونيّة أجراها "بورلا" مع قناة CNBC بنفس اليوم الذي صدر فيه خبر القبض عليه على الرغم من أنَّ الخبر أشار إلى القبض عليه في الخامسة من صباح يوم الجمعة، وهو ما يؤكد عدم صحة الإدعاءات التي ذكرها الموقع الكندي.
سابعًا: وسرعان ما تناقلت وسائل إعلام محلية [1] [2] [3] النفي الصادر عن "فوربس" لوقف تضليل المتلقّين، وهي ممارسة فُضلى تحد من انتشار الشائعة التي قد تؤدي إلى إثارة الرأي العام، والحد من كافة الجهود المبذولة في مجال إعطاء اللقاحات للمواطنين.
ماذا عن زوجته؟
"وفاة زوجة الرئيس التنفيذي لشركة فايزر بعد أخذها اللقاح"، شائعة جديدة بدأت بالتداول بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها لم تحقّق انتشارها المحليّ بعد، تذكر بأنَّ زوجة الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر" توفيت على أثر معاناتها من مضاعفات اللقاح، وأنَّها "توفيت في غرفة الطوارئ في مستشفى نيويورك برسبيتيريان لورانس بعد أن أحضرها المسعفون، وتم إدراج سبب الوفاة على أنه مضاعفات لقاح فايزر".
موقع politifact استطاع دحض الشائعة مباشرة، من خلال التواصل مع المتحدث الرسمي لشركة فايزر، الذي قال إنَّ زوجة الرئيس على قيد الحياة وبصحة جيدة على عكس ما نُشر عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبيَّن لاحقًا أن الشائعة اختلقها الموقع الكندي ذاته، حتى بات يُعرف في وسائل الإعلام العالميّة بأنه "موقع ينشر معلومات مضللة بشكل متكرر".
وبهذا الصدد، يشير (أكيد) إلى أنَّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، والتنبُّه من المعلومات التي تنتشر في ظل الظروف غير الطبيعية التي يمر بها العالم وبخاصّة الظروف الوبائيّة، والأخذ بعين الاعتبار خطورة انتشار هذه المعلومات غير الصَّحيحة وتأثيرها على المجتمعات.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed