أكيد – مجدي القسوس -بعد أن اضطرت أكبر شركة متخصصة في منتجات الألبان في كوريا الجنوبية إلى الاعتذار عن إعلان يصور النساء على أنهن أبقار، قامت وسائل إعلام بنشر الاعتذار مرفقًا بالـ"فيديو" الترويجي، مرتكبةً مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة متمثّلة بالإساءة للمرأة وتمييزها على أساس الجنس.
وبعد انتقادات واسعة النطاق، أزالت الشركة الإعلان المثير للجدل من موقع يوتيوب، لكنه انتشر بعد أن أعاد مستخدمو الإنترنت تحميله، إذ يُظهر الإعلان رجلاً يصور سراً مجموعة من النساء في حقل، ثم يتحوّلن في ما بعد إلى أبقار.
وقالت شركة “سول ديري كوبيراتيف”، وهي الشركة الأم لـ”سول ميلك”، في اعتذار نُشر على الإنترنت: "نعتذر بصدق لكل من شعر بعدم الارتياح تجاه إعلان الحليب الذي تم إصداره في التاسع والعشرين من الشهر الماضي".
ورصد مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" وسيلة إعلام محليّة أعادت نشر الاعتذار على موقعها الإلكتروني، مرفقًا بمقطع الإعلان كاملا الذي وصلت مدّته إلى 37 ثانية، ومدرِجة في العنوان كلمة (فيديو) لتشجيع الجمهور على الدخول إلى الخبر، وذلك تحت عنوان:
شركة ألبان في كوريا الجنوبية تعتذر إثر إعلان يصور النساء كأبقار (فيديو) [يعتذر أكيد عن إدراج رابط المادّة لتجنّب المساهمة في نشر المخالفة]
ووقعت وسيلة الإعلام بفعلها هذا في عدد من المخالفات نذكر منها استخدام مصطلحات تشويقيّة في العنوان بهدف جذب الجمهور المتلقّي والمساهمة أكثر في انتشار الإعلان المسيء، ومخالفة المادة (13) من ميثاق الشرف الصحفي التي تنصّ على أن "للمرأة حق على الصحافة في عدم التمييز أو التحيز أو الاستغلال بسبب الجنس أو المستوى الاجتماعي"، وذلك يستوجب وفق الميثاق عدم استغلال المرأة باعتبارها جسدا للاثارة والدفاع عن حرية المرأة وحقوقها ومسؤولياتها.
كما ينطوي فيديو الإعلان على سلوكٍ غير قانوني، متمثّل بقيام الرجل الظاهر في الإعلان بتصوير النساء خلسةً، وبالتالي يسهم ذلك في الترويج لفكرة التقاط صور للأفراد دون موافقة منهم، وهو سلوك يعاقب عليه القانون.
وانتهى الإعلان الذي أنتجته الشركة الكوريّة بالكلمات "مياه نظيفة، علف عضوي، حليب سول نقي 100٪"، وهي عبارات لجأت إليها الشركة دون إدراك أنها تشكّل نمطًا من أنماط التنمُّر على المرأة والانتقاص من كرامتها، وترسيخ صورة نمطيّة تجاهها، وهو ما ساهمت وسائل إعلام عربيّة أيضًا بترويجه.
ويُذكِّر "أكيد" بضرورة احترام كرامة المرأة، والدفاع عن حريتها، وحقوقها، ومسؤولياتها، وعدم استخدامها أو الإشارة إليها، في أيِّ وسيلة إعلانية، بأيّة تلميحات أو إشارات من شأنها أنْ تُقلل من قيمتها أو تعرضها للتَّمييز والاستغلال.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed