أكيد – مجدي القسوس-أبرزت وسائل إعلام محليّة في عناوين موادّ نشرتها عبر مواقعها الإلكترونية عبارة رئيسة اقتبستها عن كلامٍ وجهه النائب حسين الحراسيس لوزير العمل نايف استيتية، قائلاً: "اقعد عاقل"، وذلك ضمن تغطيتها لجلسة نيابية تشريعيّة عقدها مجلس النواب لمناقشة مشاريع قوانين أقرتها عدد من اللجان النيابيّة.

وتصدّرت العبارة السابقة عناوين موادّ رئيسة نشرتها مواقع الكترونيّة وأعطتها حيّزًا صحفيًّا خاليًا من القيمة الإخبارية على حساب معلومات أكثر أهمية، على غرار موادّ أخرى احتوت معلومات عن نقاشات دارت تحت القبة وقدّمت معلومات عن مشاريع قوانين أقرّتها اللجان [1] [2].

وجاءت معظم العناوين التي رصدها مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) على النحو:

النائب الحراسيس للوزير استيتية: اقعد عاقل

بالفيديو .. النائب الحراسيس لوزير العمل: "انت غايب فيلة و اقعد عاقل"

النائب الحراسيس يهاجم استيتية: "خلي وزير العمل يقعد عاقل" - فيديو

بالفيديو ..استيتية يصف رئيس هيئة انه "ناشف"..والحراسيس هو ابن الجنوب واقعد عاقل !!

وسعت وسائل الإعلام إلى إعادة نشر رابط المادة الصحفيّة أو "فيديو" الحدث على منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسبَّبت بإثارة حالة من الجدل بين المستخدمين، ذهبت في معظمها ضمن التعليقات إلى الكوميديا والتندُّر وتنمية الخطاب السلبيّ ضد المجلس.

وجاء ذلك بعد أن هاجم النائب حسين الحراسيس وزير العمل نايف استيتية نتيجة أنباء وردت للحراسيس على حدّ قوله- عن عدم قدرة الوزير على العمل مع رئيس "هيئة" لم يسمّها، وأن رئيس الهيئة باقٍ شهر على عقده، متسائلاً عمّن وضع الوزير مقيماً لرئيس لجنة "دكتور مهندس".

وكان الحراسيس قد أشار في مستهلّ حديثه إلى أنه كان خارج القبة لـ"فك مظاهرات" موجودة في الخارج، مشيرًا إلى أن النوّاب يقومون بـ"الترقيع" خلف الحكومات، ولم يعد النواب قادرون على ذلك، ولا يوجد تعاون بين الحكومة ومجلس النواب.

ويشير (أكيد) إلى أنَّ اقتباس العبارة وإعطاءها حيّزًا في العناوين واعتبارها الأهم في تغطية الجلسة يوحي برغبة وسيلة الإعلام رفع نسبة المتابعة على المواقع الإلكترونيّة، وجذب أكبر عدد من القرّاء، وتوجيه اهتماماتهم إلى ما هو بلا قيمة، وتحفيز التأثير السلبيّ لديهم، وهذه مخالفة للمبادئ التي يجب أن تلتزم بها وسائل الإعلام وبخاصّة مبدأي المتابعة والوظيفة الرقابية.

ويؤكد المرصد أنَّ دور وسائل الإعلام يتمثّل في متابعة القضايا والأحداث والشؤون المحليّة بموضوعيّة، وعدم الاكتفاء بالأخبار الأولية، وتجنُّب الانتقائية في موضوعات التغطية.