أكيد- نشرت وسائل إعلام محلية خبرًا يحمل عنوان: "بائع يعثر على مبلغ مالي قيمته 17 ألف دينار ويعيدها لصاحبه والأخير يكافئه بمبلغ مالي قيمته 5 دنانير"، وحمل هذا المحتوى رواية واحدة على لسان الشَّخص الذي عثر على المال، ولم يتم الحصول على رواية الشَّخص الآخر الذي أضاع المبلغ المالي، مرتكبة مخالفة عدم التَّوازن من أجل مادة صحفية مهنية وأخلاقية.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، المحتوى الإخباري، الذي انتقل الى الصحافة العالمية والعربية، ومنصات التواصل الاجتماعي، وتحولت كثير من المنشورات إلى خطاب كراهية وتنمر وسخرية وصلت في بعضها الى انتهاك كراامة الإنسان، وكلها كانت ضدَّ الشَّخص الذي قدَّم المكافئة للشَّخص الذي عثر على المبلغ المالي.
وبسبب الكلام القاسي وخطاب الكراهية والتنمر بدأ الشَّخص الذي أضاع المبلغ المالي يكتب رسائل وينشرها في التَّعليقات المرافقة للمادة الإخبارية على الصَّفحات العامة على وسائل التَّواصل الاجتماعي وتحديدا منصة النَّشر العلنية "فيسبوك" والخاصة بوسائل الإعلام؛ دفاعًا عن نفسه، حيث قال إنَّ المبلغ المالي هو عبارة عن رواتب الموظفين الذي يعملون في الشركة التي يعمل بها وليست ملكه الخاص وليس له الحق بالتَّصرف بها.
ويرى (أكيد) أنَّه وبغض النَّظر عن صدق الروايتين لأطراف القصة إلا أنَّ دور وسائل الإعلام والصِّحافة المهنية النَّبيلة هي التَّحقق من المحتوى والبحث عن الأطراف كافة وتقديم روايتها دون تحيز، وكان عليها في حالة عدم العثور على أحد أطراف القصة أن لا تنشر الاتهامات أو الحديث الذي قد يسبب له إساءة أو خطابًا ينتهك من كرامته أو يتسبب بأثر نفسي كبير في مجتمعه.
ورغم إرسال أحد أطراف القصة روايته في التعليقات إلا أنَّ عددًا من وسائل الإعلام التي نشرت القصة لم تحاول تعديل المحتوى الإخباري أو التّواصل مع الشَّخص المعني بذلك وهذه مخالفة أخرى تمثلت بعدم نشر حقَّ الرَّد في زاوية خاصة بذلك.
ورصد (أكيد) عدَّد عناوين لهذه القصة من بينها:
بائع يعثر على مبلغ 17 ألف دينار ويردها لصاحبها.. والأخير يكافئه بـ 5 دنانير-(فيديو)
بائع متجول يعثر على17 ألف دينار في اربد ويعيدها لصاحبها.. والأخير يكافئه بـ5 دنانير - فيديو
وانتقلت القصة إلى الإعلام العالمي ونشرته تحت عنوان:
تكريم رجل بالأردن عثر على مبلغ 17 ألف دينار
ونشرت وسائل إعلام عربية القصَّة تحت عنوان:
أردني يعيد 17 ألف دينار عثر عليها لصاحبها الذي كافأه بـ 5 دنانير فقط
ويشير (أكيد) إلى أنَّ وسائل الإعلام تسبَّبت بخطاب كراهية كبير ضدَّ أحد أطراف القصة دون أن تمنحه مساحة الرَّد على ذلك، بينما منحت الطرف الآخر كل شيء حتى أنَّها نشرت لها مقطعًا مصورًا يروي بها الحادثة.
ويوصي (أكيد) وسائل الإعلام بأن تلتزم بالمعايير المهنية والقانونية التي تحكم عملها عند القيام بمثل هذا النَّوع من التَّغطيات والتي من بينها الحياد والدقة والموضوعية والتوازن.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed