عمّان 23 نيسان (أكيد)-عُلا القارصلي-نَشرت مواقع إخبارية محلية مقطعًا مصورًا لسائق أردني بُترت إحدى يديه، وظهر السَّائق في المقطع وهو يتألم  ويعاني من إصابته وقد ظهر في حالة ضَعفٍ إنساني ومشاهد قاسية، قد تترك أثرًا نفسيًا بعيد المدى على المُصاب وذويه وحتى جمهور المتلقين.

وتتبع مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني (أكيد) انتقال المقطع  إلى وسائل إعلام محلية، ونشرته بعضها دون إدخال أيَّة عمليات مونتاج عليه، وانتهك بعضها أدبيّات الصِّحافة المهنية الإنسانية، وصوّرت السَّائق وهو في حالة ضعف، وبعضها قام بممارسة فضلى حيث نشر الخبر وحذف الفيديو.

ويرى (أكيد) وقوع الوسائل المرصودة بمخالفات مهنية وأخلاقية، منها: نشر وتداول مقطع يُظهر فردًا في حالة ضعف إنسانيّ، وأسهم بنشر هذا المقطع وتداوله إِعلاميًّا في مضاعفة معاناة  السائق وذويه وأصدقائه، وتسبَّب بتذكيرهم بالحادثة الأليمة، بالإضافة إلى الأثر البالغ للمقطع على جمهور القُرّاء، فمعاناة السائق لها أثر شديد الوطأة على المتلقين وقد يُسبّب المقطع أزمةً نفسيّة لبعض الأفراد بالغي الحساسيّة.

ويشير (أكيد) إلى أنه لا بد عند تصوير الضحايا في أيّ مكان، من الاسترشاد بأدبيّات الصحافة ومعرفة ما يجب تقديمه للجمهور بما يخدم حقَّه بالمعرفة وحفظ كرامة الإنسان، والأخذ بعين الاعتبار في مثل هذه الحوادث الأثر الذي يتركه النَّشر على ذوي الضَّحايا، وعدم تصوير ما يؤذيهم نفسيًّا، ويسبّب لهم وصمًا يستمرّ معهم فترة طويلة، والحرص على بقاء الضحايا في أمان فيما يتصل بكرامة الإنسان والحفاظ عليها وعدم امتهانها وانتهاك خصوصيتها.

ويوصي (أكيد) بضرورة الالتزام بالمعايير المهنيّة والقانونيّة التي تحكم عمل وسائل الإعلام والتي من أبرزها: حماية خصوصيّة الإنسان والابتعاد عن الاساءة لكرامته.