"إفلاس الأردن".. الرِّواية النَّقدية تغيب عن التَّغطيات الإعلامية وتحضر في مقالات الرَّأي

  • 2022-04-24
  • 12


  عمّان 25 نيسان (أكيد)-سوسن أبو السُندس- تفوّقت مقالات الرأي على التَّغطيات الإعلامية في تغطية قضية "إفلاس الأردن" والذي ساد مؤخرًا على حديث المشهد المحلي، فقد تضمنت المقالات مادة غنية في مناقشة ناقدة لأطروحة "إفلاس الأردن"، وقدّمت رؤىً مهمّة في تحليل الوضع الاقتصادي، في حين اكتفت التَّغطيات الصَّحفيّة بنقل التصريح الذي أطلق مقولة " إفلاس الأردن" وبعض الجدل التابع له، إذ خلت هذه التغطيات من مادة قيّمة، تُلقي الضوء على حقيقة الوضع الاقتصادي، وتسمح لجمهور المتلقين بفهم طبيعة الموقف.

تصريح لرئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري حول "إفلاس الأردن"، أثار جدلًا على منصات التواصل الاجتماعي، وسارعت المواقع والصُّحف اليومية إلى نشر الخبر مانحة إياه صفة "العاجل"، وعنونت بعض المواقع بـ المصري نقترب بسرعة من اعتبار الأردن دولة مفلسة، وقامت بعض المواقع بحذف الخبر.

وانتشرت بعض الآراء التي تحذر من انهيار اقتصادي مرتقب، أو تتساءل عن حقيقة توجه الدولة إزاء "تهمة" الإفلاس، ورغم أنَّ المصري قد أوضح أنَّ ما تم تداوله على لسانه حول إفلاس الدولة هو حديث مجتزأ من حديث عام كان يتحدث به عن مسارات اقتصادية، إلا أنَّ ذلك لم يوقف حالة الجدل.

وفي خطوة لدراسة توجه وسائل الإعلام في التعامل مع تصريح المصري الذي أثار الجدل، تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) نمط التغطيات الإعلامية  الصَّحفية ومقالات الرَّأي التي تلت التصريح، عن طريق اختيار عيّنة شملت 30 موقعًا إخباريًا محليًا وعربيًا، وأربع صحف يومية، إحداهما تصدر باللغة الإنجليزية، ومن ثم جرى إحصاء عدد التغطيات الإعلامية ومقالات الرأي ذات الصلة.

وتبين لـ (أكيد) أنَّ حجم مقالات الرأي في قضية "إفلاس الأردن" بلغ ما نسبته 67 بالمئة من مجمل التغطية الإعلامية ضمن عينة البحث، مقابل 33 بالمئة للتغطيات الصحفية.

وجاء في نتيجة الرَّصد غياب الرِّواية النقدية في التغطيات الإعلامية القائمة على طرح الأسئلة والتثبت من درجة مصداقية مقولة "إفلاس الأردن"، بينما كان هناك حضور لافت في مقالات الرأي لكتّاب ومفكرين، وهذا مفاده أنَّ الأردن يمتلك خبرات جيدة في المجال الاقتصادي، وأنَّه كان بإمكان وسائل الإعلام أن تستعين بهذه الخبرات لمناقشة مقولة "إفلاس الأردن" بكل علمية ونفس نقدي، وهو ما من شأنه أن يقدم خدمة جليلة عامة بتوسيع مجال الحوار العام في قضايا تهم جمهور المتلقين وتحافظ على المصلحة العليا للدَّولة.

وفي هذا الإطار،  فقد حمل أحد المقالات عنوانا يقول:  الاقتصاد ...برؤية ثلاثية الأبعاد، أكد كاتبه على وجود العديد من المؤشرات الإيجابية والسلبية في تحليل أي ظاهرة، وأنَّ الأصل هو تحليل تلك المؤشرات بدقة متناهية قبل إطلاق تصريحات تثير الرعب، وعنون آخر: اقتصادنا بين الواقع والنظرية يقول فيه: إن" من السهولة بمكان أن نطلق الحلول النظرية التي لها أساس علمي، لكن طبيعة الاقتصاد والأجواء التي تحيط بتركيبته المعقدة تفرض واقعًا لا يتناسب أبدًا مع حلول التنظير الاقتصادي".

 وبناء على ما سبق وبالرجوع إلى معايير (أكيد)، فقد خالفت التغطيات الإعلامية الصحفية معيار التوازن والموضوعية الذي يتطلب تقديم جميع الأفكار والنقاط المّهمة، وأن تكون التغطية شاملة ومتكاملة وغير مجتزأة وتتضمن تتبع الخبر من نشأته حتى نهايته.