عمّان 29 نيسان (أكيد)-عُلا القارصلي- في إطار مسؤوليتها المجتمعية، تعمل وسائل الإعلام على نقل هموم فئات فقيرة ومعدمة من النَّاس الفقراء، وتسِّلط الضوء على القضايا الإنسانية الهامَّة لخلق رأي عام مؤثر تجاهها وحل مشاكلها، إلَّا أنَّ هذه الوسائل لا يمنحها حقَّ مخالفتها لمعايير النَّشر المهنية الأخلاقية التي تضبط عملها في مثل هذا النَّوع من التَّغطيات. غير أنَّ هذا ما وقع به موقع إلكتروني تابع لوسيلة إعلام مرئية أثناء عرضه لمقطع مصور فيديو لطفلة محروقة الوجه بسبب حادث حريق شب في منزل ذويها، فارتكب بنشره الفيديو مخالفات مهنية وأخلاقية جسيمة بعد أن استخدم صور الطفلة وهي تعاني من حروق شديدة، منتهكًا بذلك حقًا من حقوق الطفل في حماية كرامته الإنسانية.
ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنَّ نشر صور الأطفال بكامل ملامحها، في حالة ضعف إنساني، لا يراعي خصوصية الأطفال ومستقبلهم، ويخرق مبدأ حمايتهم الذي يعد من المبادئ الإنسانية العليا واجبة الاحترام في التعامل معهم، وكان الأفضل إخفاء ملامح الوجه حتى وإن وافق والدها على عدم إخفائه ليستدر عطف المشاهد ودعمه، لأنَّ الخطورة في نشر الملامح كاملة هو أن هذا قد يشكل لها وصمًا في المستقبل ويحرمها من حق النسيان حتى بعد أن تتعافى بإذن الله.
وبالعودة إلى المبادئ الأخلاقية المرعيّة عالميًا فإن منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف وضعت مجموعة من المبادئ التي يجب مراعاتها في إعداد التقارير الإعلامية عن الأطفال، أهمها احترام كرامتهم في جميع الظروف، وينبغي إيلاء اهتمام خاص بحقهم في الخصوصية الشخصية والسرّية.
وينص ميثاق الشرف الصحفي الأردني في المادة (11) منه على أن: "يلتزم الصحفيون باحترام سمعة الأسر والعائلات والأفراد وسرية الأمور الخاصة بالمواطنين، وذلك طبقاً للمبادئ الدولية، وأخلاقيات العمل الصحفي والقوانين المعمول بها في المملكة".
وطبقاً للمادة (14) من الميثاق فإنَّ على الصحفيون الالتزام "بالدفاع عن قضايا الطفولة وحقوقهم الأساسية المتمثلة بالرعاية والحماية ويراعون عدم مقابلة الأطفال والتقاط صور لهم دون موافقة أولياء أمورهم أو المسؤولين عنهم، كما لا يجوز نشر ما يسئ إليهم وعائلاتهم".
وتؤكد توجيهات المنظمة الأممية على أنه ينبغي حماية المصالح الفضلى لجميع الأطفال وإعطاؤها الأولوية على أي اعتبار آخر، بما فيها اعتبارات كسب الدعم والتأييد لقضايا الأطفال وتعزيز حقوقهم، وعند محاولة تقرير المصالح الفضلى للطفل، ينبغي إعطاء حق الطفل في أَخذ وجهات نظره بعين الاعتبار، ما يستحقه من الاهتمام الواجب وفقًا لعمره ومستوى نضجه.
ويرى (أكيد) أن من واجب الصحافة حين تكشف مشاكل الناس وهمومهم، أن تحرص على يحفظ كرامتهم وعدم التشهير بمرضهم وعجزهم، والفيصل في هذا الموضوع هو الموازنة الدقيقة بين القيمة الإخبارية، وجدوى نشر صور الأسر والأطفال في حالات الضعف الإنساني.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed