عمَّان الأول من أيَّار (أكيد)-شرين الصَّغير-على الرّغم من أنّ بعض المواقع الإلكترونيّة غير الإخباريَّة هدفها التَّرفيه وزيادة عدد المتابعين، إلا أنّها قد تقع بمخالفات في مجال التواصل الإعلامي، وقد كان هذا حال موقع إلكتروني عام، تمّ تداول منشور له على حساب الانستغرام، وجاء فيه: "قومي من هسا تعلمي كيف ترسمي حواجبك لا تخوفينا بالعيد..."، فارتكب بذلك مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة جسيمة تتمثّل بالتَّنمّر على النِّساء والاستهزاء والسُّخرية بهنّ، ما أثار حفيظة بعض المتابعين لهذه الصَّفحة.

ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)  أنَّ نشر مثل هذه المنشورات المسيئة للنساء، لا يدخل في باب حرية الرأي والتعبير، وإنما يشكل إساءة لكرامتهنّ واستهزاءً صريحًا بهنّ، ويخرق مبدأ احترامهنّ الذي يُعدّ من المبادئ الإنسانيَّة العليا واجبة الاحترام في التعامل معهنّ، ولئن افتقد أي موقع إلكتروني القدرة على نشر ما هو مفيد، فإن واجبه المهني والإنساني يفرض عليه أن يمتنع على الأقل عن نشر ما هو مسيء.

وبالعودة إلى المبادئ الأخلاقية المرعيّة عالميًا، فإن المادة (1) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قد نصّت على مجموعة من المبادئ التي يجب مراعاتها والتي من بينها: "يولد جميع الناس أحرارًا ومتساويين في الكرامة والحقوق، وهم قد وُهِبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضًا بروح الإخاء".

ويرى (أكيد) أنَّ من واجب المواقع التي تهدف إلى ترفيه الناس مراعاة أمور عدة منها:

أولًا: حفظ كرامة الإنسان وعدم جعله موضوعًا للاستهزاء والسخرية.

ثانًيا: الموازنة بالإجابة عن سؤال: هل هذه المادة ذات قيمة معلوماتيَّة أو معرفية أو علميَّة تهمُّ القرّاء لنشرها وتداولها. 

ثالثًا: إن ما ينشره أصحاب المواقع الإلكترونيَّة يعكس درجة احترامهم لجمهور المتلقين، فهل يقبلون لمجرد عرض مادة ساخرة، الإساءة لنصف المجتمع؟

رابعًا: إن من واجب جمهور المتلقين عدم متابعة وتشجيع المحتوى الذي تنشره الصَّفحات العامَّة على مواقع التَّواصل الاجتماعي إذا كانت تنطوي على إساءة لبعض فئات المجتمع.