عمَّان الأول من حزيران (أكيد)- أفنان الماضي-نشرت وسائل إعلام محلية مقطعًا مصورًا أظهر أحد الأشخاص أثناء إطلاقه ألعابًا نارية من أمام إحدى المحاكم الشرعية- بحسب قوله- وذلك لحصوله على حُكم بالطلاق، وجاءت المادة تحت عنوان: فيديو..أردني يحتفل بطلاقه من خلال إطلاق الألعاب النارية.

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) المحتوى المصور المنشور وتبين أنَّ وسائل الإعلام التي سمحت بنشره ارتكبت عدَّة مخالفات مهنية أبرزها:

أولًا: احتوى المقطع على إساءة مباشرة للمرأة، حيث جاءت كلمات الشخص الظاهرة فيه بهدف إهانة الزوجة، بينما شملت كلماته إهانة لكلِّ النساء بمن فيهن والدته التي بدا أنه يزفّ إليها بُشرى طلاقه.

ثانيًا: تضمَّن المقطع عددًا من الألفاظ غير اللائقة، وقد قامت الوسائل بتمريرها دون أيِّ حذف أو تظليل، ورصد (أكيد) لاحقًا أنَّ إحدى الوسائل التي نشرت الفيديو، قامت بحذف مضمون الفيديو، وأبقت على الخبر المرفق به.

ثالثًا: جاء المقطع عاكسًا للصورة النَّمطية التي تصف العلاقة بين المرأة ووالدة الزَّوج  كعلاقة  صراع وأحقاد، وهو ما قد يُفضي إلى تدمير الأسرة ووقوع الطَّلاق.

رابعًا: استهتر الشَّخص الظَّاهر في المقطع المصور بقيم المجتمع المتعلقة برابطة الزواج، وضرورة احترامها، حيث أظهر استهتارًا واستهانة بالطلاق، إلى حد الاحتفال به، رُغم حقيقة أضراره على أفراد الأسرة والمجتمع. ولم تكترث الوسائل بالفئات الأصغر عمرًا من جمهور المتلقين، وما قد يُسبِّبه المقطع لديهم من تشويه القيم والمعاني المتعلقة بالزَّواج، وكذلك تشويه مكانة المرأة في أذهانهم.

خامسًا: استنساخ المواد عن منصات التواصل الاجتماعي دون إخضاعها لمعايير مهنة الصِّحافة وأخلاقياتها، وبخاصة أنَّ الخبر لم يحتو على أيِّ قيمة إخبارية ذات فائدة أو أهمية لجمهور المتلقين.

ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام إلى التَّدقيق في المحتوى المنقول عن وسائل التواصل الاجتماعي، والحِرص على عدم نقل المواد المحتوية على خطاب كراهية أو إهانة أو ألفاظ غير لائقة، إضافة إلى وجوب قصر الاهتمام على المواد ذات القيمة الإخبارية فعلًا.