عمّان 8 حزيران (أكيد)- نشرت وسيلة إعلام محلية خبرًا حول اكتشاف علاج جديد فعّال للسرطان بعنوان: "حقن أول مريض بشري بفيروس "ثوري" قاتل للسرطان!"، أوردت فيه معلومات حول اكتشاف علاج جديد لمرض السرطان الذي يُعدّ حلمًا ينتظره الكثير من المرضى، ويسعى إليه الأطباء والباحثون.

تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الخبر المنشور، وأخضعه لمعاييره التي ينشرها على موقعة، فوجد أنَّ هذه الوسيلة تناقلت الخبر دون ذكر مصدره الأصلي والذي أظهر الرَّصد أنَّه نُشر للمرة الأولى في صحيفة ديلي ميل البريطانية، فظهر الخبر وكأنه حدث محلي مغطى في الصحافة الأردنية، وهذا يخل بمبدأ المصداقية في العمل الصحفي.

وتبيّن من الرصد أن عددًا آخر من وسائل الإعلام المحلية نشرت الخبر بالعنوان نفسه والمتن نفسه مع تعديلات طفيفة لا تُذكر، لكنها ذكرت أن الخبر قد نُشر على مواقع متخصصة أو وسائل إعلام عربية أو عالمية، وهي مصادر ثانوية، لا تتمتع بقوة ومصداقية المصدر الأصلي، وجميع هذه الوسائل نشرت الخبر دون أن تضيف أي معلومة جديدة، أو إضافة أي تغيير في طريقة عرض المحتوى باستثناء واحدة، فجاءت المعلومات جامدة صعبة الفهم على القارىء لأنها مترجمة عن الإنجليزية، ولعدم وجود أي وسائل إيضاح مرافقة للخبر، متناسين حق القارئ في الوصول إلى المعلومة الدقيقة بأبسط الطرق وأسهل الكلمات منعاً للالتباس واحترامًا لحق الجمهور بالمعرفة.

وابتعدت وسائل الإعلام المرصودة عن مبدأ الجدّة في الصحافة بتناول الخبر دون متابعة أو تعقيب علمي طبي على ما جاء فيه من معلومات نُسبت لطبيب غير معروف على المستوى المحلي.

واجتزأت وسائل الإعلام المعلومات الموجودة في الخبر الأصلي، واختصرتها بشكل غير دقيق، فظهرت المعلومات ناقصة وغير مكتملة، ما أخل بالمعنى وشوه المعلومات، في تعارض واضح مع حق القارئ في الوصول إلى المعلومات.

ويدعو مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الصحفيين لتطوير مهارات البحث والتحقق من الأخبار وعدم تناقلها دون ذكر المصدر الأصلي، وتوضيح كيف حصلت الوسيلة عليها، وتعزيز هذه الأخبار بمتابعتها من قبل مختصين للتأكد من صدقيتها التزامًا بمعايير وأخلاقيات العمل الصحفي.