عمَّان 9 تموز (أكيد)- سوسن أبو السُندس- خالفت وسيلة إعلام مرئية للمرة الثَّانية قواعد وأخلاقيات مهنة الصِّحافة وأجرت مقابلة مع والدة طفلتين تعرضتا للقتل في لواء الرَّمثا شمال الأردن، وفتحت وسيلة الإعلام المجال واسعًا أمام عدد من المواقع الإخبارية لانتهاك أدبيات وأخلاقيات العمل الصَّحفي.
شاهد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) حلقة من برنامج تفاعلي بثَّته الوسيلة الإعلامية والذي استضاف بالصَّوت والصورة وعلى الهواء مباشرة والدة الضَّحيتين في جزء من البرنامج واستمر لمدة لم تتجاوز السَّبع دقائق، وظهرت فيه الأم في حالة ضعف وحزن.
وسمحت الوسيلة الإعلامية بتمرير معلومات عائلية خاصة تتعلق بزواجها وطلاقها وحضانة الأبناء، وجميع هذه التفاصيل غير المهمة للشَّأن العام ولا تفيد القضية بأيِّ شكل، وكان الأولى بهذه الوسيلة الالتزام بالإطار القانوني في حماية خصوصية الأفراد بما لا يتناقض مع حقَّ المجتمع بالمعرفة.
ويرى ( أكيد) أنَّ الأسئلة المطروحة على الأم المكلومة تخلو من المهنيّة، وتُعدّ انتهاكًا لكرامة الإنسان، فقد ركّزت تلك الأسئلة على نقل مشاعر الضحايا وردود أفعالهم في لحظات من الضعف الإنساني، وتجلى ذلك عندما سُئلت الأم عن صحة أولادها المعنّفين، فقدمت إجابات تسيء إليهما -دون وعي منها- حيث تشكل تلك الأمور وصمة، وصفة ملازمة للأطفال لا تُمحى من الذاكرة وستبقى على محركات البحث عمرًا طويلًا.
ويبين (أكيد) أن المقابلة احتوت على شرح دقيق للواقع الجرمي الحاصل على الفتاتين، ويُعدّ الضَّرر النَّاجم عن نشر تلك الوقائع أكبر من نفعه، ما قد يُسهم في تشجيع البعض جهلًا أو قصدًا على استلهام الأفكار في سبيل تنفيذ خطط جرمية، أو التخلص من آثار جريمة.
وتفعل وسائل الإعلام خيرًا إن التزمت بالمبادئ الأخلاقيّة للمهنة، والتي تشمل احترام قيم الأسرة والمجتمع، إضافةً إلى الابتعاد عن الإساءة للحياة الخاصَّة للأفراد أو النيل من كرامتهم الإنسانية، بهدف زيادة أعداد المشاهدات أو المتابعات.
ورصد (أكيد) سلوك تسعة مواقع إخبارية بعد عرض الحلقة، فوجد أنها عنونت بـ "والدة الطفلتين المقتولتين في الرمثا على يد والدهما تكشف تفاصيل صادمة". وكرّرت الوسائل المخالفات المشار إليها نفسها، إضافة إلى أنّ تداول تلك الوقائع يُضعف من قدرة ذوي الضحايا على التعايش والنسيان، خصوصا أنّ الحادثة ستبقى متصدرة على محركات البحث، إضافة إلى أن تتناقل الأخبار يعرض الأم إلى التشهير والأذى.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed