"هروب سائق الصهريج" .. ماذا لو استخدمت وسيلة الإعلام "غادر" بدلًا من "هروب"؟

  • 2022-07-12
  • 12

عمَّان 13 تموز (أكيد)- تصنع وسائل الإعلام المصطلحات وتنقلها لجمهور المتلقين، ويعمل حُرَّاس البوابات التَّحريرية في هذه الوسائل على أن يخدم المصطلح قضايا العامة، ويكون لها أثرً إيجابي في القضية، غير أنَّ استخدام مصطلحات دون دراسة وتركها تمر من بوابات التَّحرير، قد يترك أثرًا سلبيًا كبيرًا على المتلقين بخاصة وعلى المجتمع بعامة.

نقلت وسيلة إعلام محلية خبرًا عن مراسلها في الميدان يُفيد بـ"هروب سائق مركبة نقل مياه عادمة" بعد انقلابها على الجسر العلوي من دوار المدينة الرِّياضية في العاصمة عمَّان. ولم يستند الخبر في بدايته إلى مصدر رسمي، إذ نشرت الوسيلة بعد ساعتين نقلًا عن مسؤول في أمانة عمَّان الكُبرى أنَّ السَّائق "هرب" من المكان.

بعد يوم من الحادثة، نقلت وسائل إعلام محلية عن إسناد المدَّعي العام عدَّة تُهم للسَّائق الذي تمَّ توقيفه في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل لمدة سبعة أيَّام. وهنا لم يعثر مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) على أيِّ بيان رسمي صادر عن مديرية الأمن العام يبين فيه أسباب الحادث أو مصير السَّائق لحظة وقوعه، واستمر غياب البيان لليوم الثَّاني على التَّوالي وحتى نقل وسائل الإعلام لخبر توقيف السَّائق.

وسيلة الإعلام التي نقلت خبر "هروب" سائق المركبة تسبَّبت بموجة سخرية كبيرة على منصَّات التَّواصل الاجتماعي وعلى مجموعات الواتساب، وكان بإمكانها أن تتجنب ذلك لو قالت أنَّ سائق المركبة غادر الموقع ولم يُعرف عنه شيء حتى اللحظة.

ويرى (أكيد) أنَّ استخدام المصطلح لا يعني بصورة أو بأخرى تخفيف خطورة مثل هذه الحوادث، لكنَّ إصدار الأحكام دون تثبت ودليل أمر غير مقبول، لأنَّ وسيلة الإعلام أصدرت حُكمًا من طرف واحد في البداية، ولم يكن الطَّرف الآخر متواجدًا في الرِّواية، وحتى الرِّواية الأمنية حول مصير السَّائق أو سلوكه بقيت غائبة، ولم يتبين إن كان السَّائق لحظة الحادث غادر المكان خوفًا على حياته، أم أنَّه مخالف لقانون ونظام القيادة، وقرَّر فعلًا "الهروب".

ويبين (أكيد) أنَّ قضية انقلاب مركبة  في هذا المكان ومن هذا النَّوع أمر شديد الخطورة، وأنَّ بَحثَ الإعلام في قضايا مخالفات السَّير من هذا النَّوع أمر مهم جدًا، فقد كان حُسن طالع الأردنيين حاضرًا في هذا التَّوقيت، فجنَّب الأردنَّ آثارًا بشرية ومادية كبيرة محتملة، وعليه فإنَّ وسائل الإعلام أمامها قضايا أكبر في مثل هذا النَّوع من القضايا.