"مكافحة الإتّجار بالبشر".. وسائل الإعلام تتجاهل الضَّحايا وثغرات القانون

  • 2022-08-09
  • 12

عمَّان 10 آب (أكيد)-تقرير: عُلا القارصلي، كاريكاتير: ناصر الجعفري.

يُعدّ الاحتفال بالمناسبات العالمية تقليدًا يقع في صُلب الخدمة العامة لوسائل الإعلام، بمعنى أنَّه يعكس إحدى وظائف هذه الوسائل وأدوارها. وبناءً على هذا الدور، قام مرصد الإعلام الأردني (أكيد) برصد عينات عشوائية من تغطيات اليوم العالمي لمكافحة الاتّجار بالبشر والذي يصادف يوم 30 من شهر تموز من كل عام.

يُعرّف مصطلح الاتّجار بالبشر عمومًا بأنَّه من أنواع العبودية المعاصرة التي تؤثر على حوالي 40 مليون شخص من رجال ونساء وأطفال حول العالم، وفقًا لتقديرات تقرير مشترك أعدته كل من منظمة العمل الدولية، ومؤسسة ووك فري، ومنظمة الهجرة الدولية. ثُمَّ إنَّ انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية، مثل: الحجز أو العنف الجسدي أو احتجاز الوثائق هي طرق تُستخدم بهدف الاستغلال الذي يظهر بصورة عمل قسري أو استغلال جنسي. ويتأثر كل بلد في العالم من ظاهرة الاتّجار بالبشر، سواء كان ذلك البلد هو المنشأ أو نقطة العبور أو المقصد للضحايا.

غطّت عملية الرَّصد 30 وسيلة إعلام خلال الفترة من 30 حزيران حتى 31 تموز من العام الجاري 2022، وشملت ست محطات تلفزيونية وإذاعية، وأربع صحف يومية، و20 موقعًا إخباريًا.

وكشف تحليل المحتوى الإخباري المتعلق بجريمة الاتّجار بالبشر ضَعف أصوات ضحايا الاتّجار بالبشر، حيث اقتصرت تغطية الإعلام المحلي على نقل الدراسات المحيطة بالاتّجار بالبشر بمعزل عن الآثار القانونية والنفسية له، بالإضافة إلى نقل خبر حصول الأمن العام على المركز الأول لمكافحة الاتّجار بالبشر في الشرق الأوسط وأفريقيا.

حجم التغطية واتجاهاتها:

الجدول رقم: (1) حجم التغطية  في وسائل الإعلام لقضية مكافحة الاتّجار بالبشر

   نوع الوسيلة

الفن

الصحفي

صحيفة

مرئي، مسموع

موقع إخباري إلكتروني

المجموع

خبر

11

7

12

30

تقرير

3

2

3

8

تحقيق

-

-

-

-

مادة رأي

-

-

-

-

المجموع

14

9

15

38

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تُبين أرقام الجدول رقم (1) أنّ الصُّحف المطبوعة نشرت 14 مادة خلال فترة الرّصد، والتي عثر عليها (أكيد) في محركات البحث، وكان من بين هذه المواد 11 خبرًا وثلاثة تقارير، ولم تتضمن أيَّ تحقيق استقصائي أو مادة رأي (مقال) في هذا المجال.

ونشرت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، والتي خضعت لعملية الرّصد خلال الفترة الزمنية نفسها تسعة موادّ، كان بينها سبعة أخبار وتقريران. ولم تتضمن التّغطية أيّ موادّ معمقة على شكل مقابلة أو حلقة حوارية.

وتصدرت المواقع الإخبارية الإلكترونية حجم التّغطية الصحّفية في هذا المجال، حيث نشرت 15 مادة إخبارية، كان من بينها 12 خبرًا وثلاثة تقارير. ولم تنشر أيَّ من هذه المواقع أي مادة رأي أو تحقيق استقصائي.

الجدول (2): اتّجاهات تغطية وسائل الإعلام لقضية مكافحة الاتّجار بالبشر

المجموع

جائزة الأمن العام الأردني

دراسات  لمراكز حقوقية

الوسيلة

التكرارات

%

التكرارات

%

التكرارات

 

11

28.6

6

29.4

5

صحيفة يومية

6

19.0

4

11.8

2

تلفزيون وراديو

21

52.4

11

58.8

10

موقع اخباري

38

55.3

21

44.7

17

المجموع

يبين الجدول (2) رقم  اتجاهات التّغطية الصّحفية لوسائل الإعلام المحلية في قضية مكافحة الاتّجار بالبشر، والتي انقسمت إلى قسمين؛ نقل دراسات لمراكز حقوقية بنسبة 44.7 بالمئة، وتغطية حصول الأمن العام على المركز الأول لمكافحة الاتّجار بالبشر في الشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 55.3 بالمئة.

ماذا غاب عن الإعلام في التغطية؟

يرى (أكيد) ومن خلال المعايير التي تضبط عمليات التّغطية الإعلامية أنّ وسائل الإعلام غاب عنها عدد من المحاور المهمة التي ينتظرها جمهور المتلقين، وهذه المحاور هي:

أولًا: ضَعف المتابعة المعمقة للقضية وتناول أبعادها على السكان والمقيمين.

ثانيًا: ضعف أصوات ضحايا الاتّجار بالبشر، ما يسبب خللًا في معيار التوازن، فالضحايا طرف أساسي في القضية.

ثالثًا: لم تتناول التغطيات  قانون الاتجار بالبشر رقم (10) لسنة 2021، وأبرز الثغرات فيه، وكيف يمكن للضحايا حماية أنفسهم من خلال القانون.

رابعًا: ندرة المواد التي ذكرت صندوق مساعدة ضحايا الاتّجار بالبشر، والمذكور في المادة (14) من قانون الاتّجار بالبشر، وأولويات صرف المبالغ المودعة في الصندوق، والجهات المموّلة للصندوق.