عمّان 22 آب (أكيد)- عُلا القارصلي- نشرت مواقع إخبارية محلية مادة صحفية [1] [2] [3] [4] تشير إلى قيام أب بالاعتداء على ابنتيه بجناية هتك العرض، وأُشيرَ في العنوان إلى جنسية الأب وعدم الاكتفاء بالقول إنه من جنسية عربية. وفي متْنِه، شرح الخبر تفاصيل الاعتداء، فضلًا عن الحكم القطعي الصَّادر بحق الأب.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تتبع هذه التَّغطية الصَّحفية وتبين بعد مراجعة المعايير الخاصة به أنَّ هذا النمط من تغطيات الوسائل، مخالف لعدد من معايير مهنة الصّحافة وأخلاقياتها، فتحديد جنسيّة الأب بوضوح في الحديث عن أعمال لا أخلاقية، قد يؤدّي إلى تنميط رجال ذلك البلد، ووصمهم بالصفات المذكورة، ما قد يؤدّي بدوره إلى إطلاق أحكام عامة، أو توجيه خطاب كراهية ضدهم في المملكة، وإيقاع الضَّرر بهم دون ذنب.
المادة الإعلامية المشار إليها والتي خضعت لتقييم (أكيد) مهنيًا، تضمنت كذلك تفاصيل دقيقة تتعلق بالجريمة، وهي تفاصيل لا تقدّم أيَّ قيمة إخبارية للقارىء، علاوة على كونها تفاصيل قاسيّة لا يناسب الاطلاع عليها سائر الأعمار، لا سيما أنَّ المواقع الإخبارية فضاء متاح لجميع الفئات العمرية. كذلك، فإنَّ التّطرق لهذا النوع من الجرائم البشعة، وإبراز تفاصيلها، ينال من كرامة الضحية.
وبما يخصّ أخبار الجرائم بشكل عام، فإن قواعد العمل الصَّحفي تدعو للانتباه لما يلي:
أولًا: إن مهمة المحرّرين وحرّاس البوابات في وسائل الإعلام، هي منع نشر مفردات ومصطلحات تُحرّض أو تثير خطاب كراهية أو تنمّر على الآخرين.
ثانيًا: تجنب نشر التفاصيل وخطوات ارتكاب الجريمة، حتى لا يسهم ذلك في تشجيع أصحاب النّفوس الضّعيفة على استلهام أفكار لجرائم يقترفونها. ونصت المادّة (10) من ميثاق الشّرف الصحفي على ضرورة التزام الصّحفيين بعدم نشر الأعمال التي تثير نزعة الشّهوانيّة أو تشجع على الرذيلة أو الجريمة، والابتعاد عن الإثارة في نشر الجرائم والفضائح.
ثالثًا: ضرورة الالتزام بالمعايير المهنيّة والأخلاقيّة التي تحض على احترام قيمة الحياة الإنسانيّة، والامتناع عن إظهار تفاصيل أعمال القسوة، والضعف الجسديّ، والتعذيب والإساءة.
رابعًا: الالتزام بقضايا حقوق الإنسان بعامة، وقضايا حقوق الأطفال بخاصة إذا كانوا هم الضحايا، وعدم الإساءة لكرامتهم.
خامسًا: دور الإعلام هو نشر خبر بسيط حول وقوع الجريمة بحيث يُطلع جمهور القرّاء والمتابعين على ما يقع من جرائم فور وقوعها أو لدى صدور حكم قضائي بها، دون الخوض بالتفاصيل التي من شأنها أن تُلحق الأذى بمشاعر أسر الضحايا وأصدقائهم وأقربائهم ومعارفهم.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed