أكيد- أنور الزيادات
نال موضوع عمليات السطو المسلح اهتماما كبيرا من قبل وسائل الإعلام المحلية، ونشرت الصحف والمواقع الإخبارية مادة بمعدل يومي حول الموضوع خلال الشهر الماضي (13 كانون الأول- 13 شباط 2018) الذي شهد 18 عملية سطو توزعت بين البنوك والمحال التجارية ومكتب بريد، وفق ما نشر في وسائل الإعلام.
وتبين من خلال متابعة مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، أن الأخبار القصيرة كانت القالب الصحفي الذي ميز تغطية عمليات السطو المسلح، وكانت التقارير حول الموضوع محدودة فيما غابت التحقيقات ، كما نشرت بعض الرسوم الكاريكاتيرية حول الموضوع ومنها :سطو، و سطو مسلح ومنحت الصحف مساحة جيدة لمقالات الرأي فقد نشرت صحيفة الرأي ستة مقالات، والسبيل ثلاثة والدستور خمسة والغد سبعة مقالات.
وبين الرصد أن جميع المواقع الإخبارية، نشرت صورا واضحة للمشتبه بهم على الأقل في مادة إخبارية، فيما لم تنشر صحيفة الدستور أي صور للمتهمين بحوادث السطو، وكانت أغلب الصور المنشورة في صحيفة "الغد" لا تكشف هوية المتهمين، ونشرت صحيفتا الرأي والسبيل العديد من الصور الواضحة للمشتبه بهم في عدد من القضايا.
ولوحظ أن وسائل الإعلام التي نشرت صور المشتبه بهم لم تنشر صورة الفتاة المشتبه بها في احدة قضايا السطو، "القبض على شابين وفتاة متورطين في سلب بريد الضليل"، ونشرت المواقع الإخبارية وصحيفتا السبيل والرأي على الأقل مرة واحدة أسماء المشتبه بهم في قضايا السطو المسلح، فيما تجنبت صحف الدستور والغد نشر أسماء المتهمين.
وفي ظل غياب التحقيقات، والتقارير المعمقة ،حملت مقالات الرأي تحليلات مختلفة، وناقشت موضوع السطو المسلح من زوايا مختلفة ومن أبرز هذه المقالات: سطو مسلح يثير السخرية!، سطو غير مسلح. فرضيات السطو المسلح و تاريخ السطو في الأردن،و احترامي للحرامي، الـسـطو الـمـسـلح، الأمن.. تكاليف وعبء اقتصادي جديد،الفرح المزيّف بجرائم السطو، ظاهرة السطو وأحاديث الناس ،والحيط الواطي يغري بالسرقة ويغوي بالسطو!، سرقات البنوك ... ما الذي يحدث؟،انطاح علينا، ولماذا الاستهجان؟!
ما ميز تغطية عمليات السطو الأخيرة في جانبها الإخباري، الاعتماد على الفيديوهات، والتي في الأغلب كان مصدرها، كاميرات مراقبة، في بعض الأحيان كاميرات الهواتف الذكية النقالة للمواطنين، وهذا يبين مدى تأثير التطور التقني على المادة الإخبارية، خاصة وأن الفيديوهات تعتبر من المصادر الموثوقة والتي تمنح الأخبار مصداقية أعلى.
ومن الأمثلة على ذلك، فيديو للحظة اقتحام منفذ عملية السطو المسلح بنك الاتحادK وفيديو .. لحظة القبض على منفذ سطو البنك العربي وبيده السلاح ،وشاهد فيديو حصري لعملية السطو على بنك سوسيتيه جنرال، شاهد بالفيديو .. سطو مسلح على محطة محروقات بعمان
حوادث السطو على البنوك نالت اهتماما أكبر مقارنة بحوادث السطو الأخرى، وحملت أيضا الأخطاء المهنية، خاصة حادثة السطو على بنك الاتحاد، والسطو على البنك الاهلي، وبشكل عام حملت الأخبار المنشورة بين طياتها مغالطات ومعلومات غير دقيقة، بسبب التسرع، فمثلا جاء في أحد الأخبار "ان المسلح الذي هاجم البنك العربي تمكن من سلب مبلغ 100 الف دينار، لكن مصدر أمني أفاد أن ما تم ضبطه بحوزة منفذ السطو على البنك العربي في منطقة المدينة الرياضية بلغ 62700 دينار تقريبا".
كما تناولت المواقع خبرا غير صحيح حول السطو على البنك الاهلي الذي أصدر بيانا نفى فيه ما تم تداوله حول محاولة السطو على فرعه الكائن بمنطقة عبدون في العاصمة عمان مهيبا بالمنابر الإعلامية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عدم تناقل الشائعات.
وتم تداول أخبار حول سطو مسلح في الشميساني 30 كانون ثاني الماضي، الا أن مصدر أمني أكد عدم وجود أي عملية سطو جديدة على بنك في منطقة الشميساني، مشيرا الى أن ما حدث عبارة عن تمرين وهمي روتيني ، وبتنسيق بین الأمن والبنك.
صحيفة "الغد" نشرت تقريرا بعنوان 15 عملية سطو مسلح بأقل من شهر وهي, بنك الاتحاد، بنك سوسيته جنرال، البنك العربي، مكتب بريد الضليل، كما ارتكبت ثلاث عمليات سطو على صيدليات واحدة منها في محافظة الزرقاء وصيدليتين في عمان، وعملية أخرى في اربد، محطة محروقات، والبقية كانت على محال تجارية متنوعة.
وبعد نشر التقرير وقعت عملية سطو على صيدلية، و سطو مسلح على محل في إربد وسرقة 500 دينار، كما أعلنت الأجهزة الامنية احباط مخطط لسلب عدد من الصيدليات والمحال التجارية في عمان، وهذا يعني أن عمليات السطو خلال هذه الفترة بلغت 18 عملية، بحسب ما نشر في وسائل الإعلام.
ووفق متابعة مرصد مصداقية الاعلام الأردني(أكيد) فقد نشرت أربع صحف يومية خلال شهر (13 كانون أول- 13 شباط) 128 محتوى إعلاميا حول السطو المسلح وبمعدل يزيد بقليل عن مادة صحفية يوميا.
الجدول رقم (1)
عدد المواد المنشورة في الصحف (13 كانون أول- 13 شباط)
ونشرت أربعة مواقع إخبارية ممثلة للمواقع الإخبارية المحلية 198 محتوى إخباريا خلال الفترة ذاتها، أي ما بين مادة الى مادتين يوميا.
الجدول رقم (2)
عدد المواد المنشورة في المواقع الإخبارية (13 كانون أول- 13 شباط)
وقال مدير مركز التدريب في نقابة الصحفيين الأردنيين زياد الرباعي لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ان الاهتمام الكبير بإخبار السطو المسلح منطقي، هذا الإهتمام يأتي حول ظاهرة لافته، غير مألوفة وخاصة في الوقت الذي يشكل الأمن والأمان ميزة في هذا الوطن.
وأضاف ان الأخبار القصيرة، هي نتاج توالي الأحداث المتابعة، فالإعلام يتابع أحدث الأخبار لكن بالتأكيد خلال الفترة القادمة سنشاهد تحقيقات وتقارير معمقة حول السطو المسلح، لكن البعد الأمني الحالي لهذه الأخبار هو السبب الأساسي في تغليب هذا النوع من الأخبار.
وقال ان الإعلام لعب أحيانا دورا مساعدا ومهما من خلال نشر صور المشتبه به في السطو على بنك في الوحدات لان المشتبه به فار من وجه العدالة، أما في القضايا الأخرى فقانونيا يوجد رأيان، الأول مع النشر والأخر مع منع النشر، الا ان الممارسة الفضلى من ناحية اخلاقيات المهنة عدم النشر، فنشر الصور والأسماء يشكل وصمة بحق المتهم وعائلته.
وحول اعتماد العديد من الأخبار على الفيديوهات، أشار الى أن المؤسسات الاعلامية ليست صاحبة هذه الفيديوهات، ولم تصورها كوادرها، ولكن كاميرات المراقبة والمواطن الصحفي هم المصادر، وفي حال توفر مثل هذه الفيديوهات فيجب التحقق من تاريخ تصوير هذه الفيديوهات، ومكان الحدث قبل النشر.
وحول تمحور جميع الأخبار حول الرواية الأمنية وبيانات مديرية الأمن العام، يوضح أن الأمن مصدر موثوق وله خصوصية، أما الطرف الأخر فهو في قبضة الأمن ومن الصعب الوصول اليه ، وهناك محاذير قانونية تجعل الرواية الأمنية هي المعتمدة، مشيرا الى أن رجل الأمن ليس رجل سياسة مراوغ ، فهو يقدم الحقائق التي لدية وفق التحقيقات التي تجري.
وأضاف على الناطقين باسم الأجهزة الأمنية أن يكونوا حاضرين مع الحدث، فالتأخير يفتح الباب واسعا للإشاعات، وعليه يجب أن يقدموا المعلومات أولا بأول.
ومن التقارير التي تناولت قضايا السطو من زوايا أخرى :"نكت وطرائف" بمواقع التواصل حول "السطو" و"الامن العام" يستهجن تعاطف البعض مع حادثة السطو على فرع بنكعمليتا سطو مسلح... قلق من التحول لظاهرة جرمية جديدة، السرطاوي: هذه الجرائم ما تزال محدودة.. والقبض على 67 من ذوي الأسبقيات خلال يومين،‘‘السطو المسلح‘‘.. حالة تعاطف مع الجريمة تجتاح التواصل الاجتماعي
وكان مرصد (أكيد) نشر العديد من التقارير حول عمليات السطو والممارسات المهنية الفضلى في تغطية مثل هذه الحوادث: نشر صور وأسماء المشتبه بهم في وسائل الاعلام.. تشهير أم ردع؟، ارشادات حول نشر صور المجرمين والضحايا في وسائل الاعلام، مخالفات مهنية وأخلاقية في تغطية حادثة السطو على بنك في عبدون، كما تناول المرصد سابقا أخبارا غير صحيحة عن عمليات سطو مزعومة مثل " سطو مسلح على مجمع تجاري.. إدعاء تحوله وسائل إعلام الى خبر مؤكد.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed