قصف مناطق سورية من الأردن.. خبر لصحيفة (تشرين) تناقلته مواقع أردنية

  • 2018-05-01
  • 12

أكيد- تناقلت معظم وسائل الإعلام المحلية تصريح وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمّد المومني الذي نفى فيه ما تم تداوله حول "قصف مناطق سورية انطلاقاً من قواعد أمريكية وبريطانية شمالي المملكة"، دون توضيح مصدر الشائعة.

وقال المومني إنّ "هذه الأخبار الكاذبة والمفبركة التي تسعى إلى تشويه مواقف الأردن مصدرها من يسعون لتعميق الأزمة السوريّة وإبقاء دوّامة العنف والفوضى التي يعانيها الشعب السوري الشقيق".

وبعد تتبع مصدر الخبر وجد أنه نشر على صفحة "الفيس بوك" الخاصة بصحيفة تشرين السورية حيث جاء فيه " مصادر ميدانية: العدوان على ريفي حلب و حماة تم بنحو 9 صواريخ بالستية انطلقت من القواعد الأمريكية والبريطانية شمال المملكة الأردنية الهاشمية"، "، ثم عادت الصحيفة ونشرت خبراً آخرا حول العدوان نفسه نقلاً عن مصدر عسكري دون تحديد الجهة المسؤولة عن الإعتداء أو مصدره.

 وكانت مواقع إخبارية محلية أعادت نشر الخبر دون التحقق منه تحت عناوين نسبتها لصحيفة تشرين السورية أو صحف سورية منها : "تشرين": الأردن مصدر الهجوم الصاروخي على حماه وحلب"، "صحيفة تشرين تتهم الأردن بصواريخ حماه وحلب" و" صحف سورية : الأردن مصدر الهجوم على مواقع بحماه وحلب".

ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) خبر تعرض مواقع عسكرية في ريفي حماه وحلب إلى الاعتداء دون تحديد الجهة التي نفذته، وجاء في نص الخبر "تعرضت بعض المواقع العسكرية في ريفي حماه وحلب عند الساعة العاشرة والنصف ليل أمس لعدوان جديد بصواريخ معادية". دون ذكر ماهية الصواريخ أو من يقف خلفها، بل وذكرت في خبر لاحق أن صواريخ "مجهولة" قصفت مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، مع ترجيح احتمالية أن يكون مصدرها اسرائيل.

اسرائيل لم تنف وكذلك لم تؤكد مسؤوليتها عن الإستهداف الأخير للأراضي السورية، ونقل موقع إخباري محلي عن استخباراتي اسرائيلي سابق تصريحه لإذاعة الجيش الاسرائيلي بترجيح احتمالية أن تكون واشنطن وتل أبيب وراء العملية العسكرية الأخيرة التي استهدفت مواقع عسكرية في سورية، وذلك كون حجم التفجير وقوته لا يمكن أن يسببه مقاتلو المعارضة، "ولا بد أن يكون القصف قد جاء من جيش منظم".

بينما إيران ونقلاً عن مصدر مطلع في القوات المسلحة الإيرانية نفت الأنباء التي تحدّثت عن هجوم استهدف عدداً من القوات الإيرانية في سوريا ضمن القواعد التي تتواجد فيها قرب مدينة حلب.

وسارعت الولايات المتحدة الأمريكية لنفي أي عملية عسكرية لها على مواقع في سورية، وكذلك كل من دول التحالف التي سبق لها وأن شاركت بعمليات عسكرية استهدفت مواقع داخل الأراضي السورية.

وساهم عدم تبني أي طرف لحادثة الإعتداء الأخيرة في نشر الشائعات، وخاصة أن الإعتداء جاء بعد فترة مقاربة للعدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي في 14 أبريل/ نيسان الماضي والذي استهدف عدداً من القواعد والمقرات العسكرية في العاصمة دمشق ومحيطها، وأيضاً العدوان الاسرائيلي الأخير الذي استهداف بالصواريخ قاعدة "التي فور" الجوية في ريف مدينة حمص في 9  نيسان من العام الحالي.

ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال الشلبي أن "صحيفة تشرين تمثل الدولة السورية، ولا يمكن أن تنشر قضية تخص الأمن القومي السوري إلا بموافقة مباشرة من أصحاب القرار ومن هنا جاء الموقف الأردني للرد على هذا الاتهام، وللتأكيد على حياد الأردن إزاء هذا الهجوم الجديد على  سوريا".